صفقة كفرفالوس تمّت ومناوشات أسود وأبو زيد مستمرة
إحياء المشروع
تؤكد مصادر مطّلعة على مسار المفاوضات لـ "المدن"، أنّ عملية البيع وتسجيل العقار قد حصلت، بعدما وافقت الرهبانية المارونية، ممثلة بشخص راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة، المطران مارون العمار،على دراسة المشروع وإمكان تملكّه، وإعلانها الالتزام بالعمل على إعادة إحياء مشروع كفرفالوس، على نحو لا تكون العملية مجرَّد نقل ٍللملكية، إنما التزاماً من كل الأطراف المعنية بإعادة إنعاش المنطقة وخدمة جميع أبنائها.
وحسب المصادر، فإنّ طريقاً عاماً يقسم العقار إلى عقارين متساويين، ومنفصلين في الخرائط، وفي الملكية. وقد اختارت الرهبانية العقار الذي يضم المجمّع، ومساحته 800 ألف متر مربع، رافضة مشاركته مع أي من المستثمرين، مع العلم أنّ نائب رئيس الاتحاد، ورئيس بلدية لبعا، فادي رومانوس، كان قد عرض مشاركة الرهبانية هذا الجزء من العقار، بمبلغ مليوني دولار، مشترطاً تسجيل المجمّع باسم والديه، وهو ما رفضته الرهبانية رفضا قاطعا، وفق ما قالته المصادر.
أمّا العقار الثاني والذي تبلغ مساحته أيضا 800 ألف متر مربع أيضاً، فقد تقاسمه بعض المستثمرين من داخل المؤسسة المارونية للانتشار، ومن خارجها. إذ اشترى رومانوس مئة ألف متر مربع منه، ورجل الأعمال شارل حنا، ابن بلدة كرخا، اشترى بالتعاون مع السيد سمير عون، وهو من طرف النائب زياد أسود، 250 ألف متر مربع، فيما اشترى كلٌّ من رئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج والنائب السابق أمل أبو زيد ورئيس مجلس إدارة شركة MAN ميشال أبي نادر مجتمعين، ما تبقى من العقار أي حوالى 450 ألف متر، وذلك بهدف إنجاز مشاريع إنمائية واستثمارية.
زياد أسود وأمل أبو زيد مجدداً
ولكن، على ما يبدو أنّه "في كل عرس، للنائب أسود قرص"، إذ أنه لا يوفّر مناسبة لتوجيه الاتهامات لخصمه في جزّين، وزميله في "التيار الوطني الحر" أمل أبو زيد، متوجّهاً إليه، عبر صفحته الرسمية على موقع فايسبوك، كاتباً بالحرف: "عندما تدخل في مشروع بالمواربة وبتأسيس شركة لإخفاء رفض قبولك، فيه للشك بكل ما فيه! فهذا إثبات أن المليون الداخل مثل المليون الخارج، من تعوّد على شيء بالخلسة، يفعله دائما بالنصب". وتابع: "شكرا على الدليل، ما أخطأت يوما في الظن والحكم، لا من مقلع وكسارة كفرفالوس وعمولاتها ولا من التحضير لبيع عقاراتها مجدداً. مليون شكر لمن يخدع بطريرك ومطران يمكنه أن يكذب على رئيس وشعب".
علّقت مصادر جزينية على كلام أسود مؤكدة أنّه يأتي في إطار مواصلة أسود حملته المنظّمة للقضاء على أبو زيد سياسيا، والتي سبق أن بدأها، واتّهمه بصفقة بيع عقار كفرفالوس إلى المستثمر محمد الدنش، كما حمّله مسؤولية كسّارة مراح الحباس، وغيرها من الاتهامات، سبق للنائب أبو زيد أن نفاها، مؤكداً أنّ تاريخه يشهد على جهوده المستمرة، في سبيل استرداد أراضي المسيحيين، في مناطق عديدة من لبنان.
صراع انتخابي
وفي هذا السياق، حرص رشيد الأسمر، بصفته ابن بلدة جزين، على الرد على ما اعتبره " تشويه الحقائق من قبل أصحاب الحصانة وحيتان الأموال، حول موضوع حيوي، أنقذ جزين ومنطقتها من كارثة بيئية كبيرة"، ولفت إلى أنّ "صاحب الحصانة تكلم وتفاخر بأنه من القيمين على عملية الإنقاذ تلك، لصالح المطرانية المارونية في صيدا، والرهبنة المارونية، والمؤسسة المارونية للانتشار، والسادة الكرام شارل حنا وسمير عون وفادي رومانوس، متناسيا أن يذكر أو يشكر أصحاب الأيادي البيضاء"، مشدداً على أن "مهاجمة شخص الأستاذ أمل ابو زيد ما هو سوى تزوير للحقيقة من قبل صاحب الحصانة لغايات انتخابية اعتدنا عليها"، ومبرزا صورة عن شيك مدفوع من قبل أبو زيد للسيد شارل الحج، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار، بدلا عن حصته في شراء أملاك آل الحريري في كفرفالوس".
وفي المحصّلة، شدّدت المصادرعلى أن صراع أسود – أبو زيد مستمرّ، وهو يتجسّد حاليّاً في الهجوم الإعلامي الذي يشنّه نائب رئيس الاتحاد، رومانوس، مدعوماً بالنائب أسود، على رئيس الاتحاد خليل حرفوش، في محاولة لتشويه صورته وإجباره على الاستقالة ليحلّ مكانه، وذلك على خلفيّة سلسلة اتهامات أبرزها التساهل مع عمل كسارة ومجبل باطون في منطقة مراح الحباس. هذا في الظاهر، حسب ما أكدته المصادر، أما في الحقيقة فالمسألة لا تخرج عن اطار الحملة التي يشنّها أسود ضد أبو زيد، خصوصا بعدما تبيّن له أن رئيس الاتحاد يميل إلى تأييد مواقف أبو زيد، الأمر الذي لا يناسبه إطلاقاً.
في هكذا مناخ، يتساءل أهل جزين، كيف إذاً سيتم النهوض بمشروع كفرفالوس؟!