أخيراً The Sims 4 على PlayStation 4.. إنها المعجزة
وإذا كان هذا الحكي يبدو مبالغة فردية، في رأيكم، ليس عليكم إلا البحث واكتشاف ملايين الأشخاص حول العالم الذين يسألون، منذ سنوات، عن موعد انتقال هذه اللعبة من أجهزة الكمبيوتر إلى بلايستيشن. ولا ننسى مئات الأجوبة الخرافية التي قيلت. أو المواعيد الكاذبة التي حددت. وهو الحاح لن يفهمه إلا من ضيّع وقتاً كثيراً من عمره في لعب هذه اللعبة، المصنفة ضمن ألعاب المحاكاة، وفي تخيّله حيوات أخرى، والتحكم بعشرات الأشخاص، في أشغالهم وحياتهم اليومية.
طبعاً، هؤلاء الذين يسألون منذ سنوات لم يتوقفوا، إلا اضطراراً ربما، عن لعب هذه اللعبة على الكمبيوتر. لكنهم، يعرفون، أن انتقالها إلى بلايستيشن سيتيح لها مزيداً من التطور والتفاعل، مثل كل لعبة تقريباً. وهذا التطلب من عوارض الادمان، كما لا يخفى على أحد. لكنه، أيضاً، سعي لحجز مكان هامشي أوسع في هذا العالم. فكل ما يؤسس في The Sims، بمختلف نسخها السابقة، يبدو بلا أفق ولا نهاية، وأحياناً كثيرة بلا أي معنى. وهذا أفضل موقف يمكن لواحدنا أن يتخذه.
في هذه اللعبة، لمن لا يعرفها، بالإضافة إلى اختلاق الشخصيات وتحديد أشكالها وصفاتها وتطوير مهاراتها وتصميم بيوتها، ننشغل بسعادتها وتواصلها الاجتماعي، بما في ذلك الزواج والانجاب، ونظافتها ودخولها الحمام. عالم محكم، له فاعل واحد. لا شيء فيه يخرج عن السيطرة، إلا ربما ذاك الحريق الذي يشتعل دائماً في المطبخ، حين يحاول موران (هذه شخصية متخيّلة طبعاً) أن يطهو شيئاً ليأكله. حتى الأموات يمكن، في هذه اللعبة، مسايرتهم واللعب معهم.
يقول Michael Duke، وهو أحد منتجي اللعبة، في تدوينة له، إن انتقال اللعبة إلى بلايستيشن يعني اللعب مع Sims (وهم الأشخاص الافتراضيون) الخاصة بنا في مكان أكبر من الحياة نفسها. حقاً، لا شيء آخر يمكن أن يعبر عما يشعر به اللاعبون: نريد هذا العالم أكبر بعد. أقله، موران، الشخص نفسه الذي مر سابقاً، إذا أراد شيئاً سينظر إلى الأعلى، إلينا نحن خلف الشاشة، ويُخرج من رأسه دائرة صغيرة توضح ما يريد. بهذه البساطة. وبكسبة زر، نحل المشكلة: كُل، اشرب، اتصل.. إلى آخره. بينما، نحن، في هذا العالم نموت لنعرف ماذا يريد الآخرون منا.