مادة مسرطنة في رقائق البطاطا والذرة
Acrylamide
ويشير الحريري، صاحب فكرة الدراسة، لـ"المدن"، إلى أن مادة Acrylamide هذه، التي تستعمل أساساً في تصنيع أنابيب المياه، هي مادة مسرطنة تتكوّن بعد تسخين المنتجات الغذائية ذات الأصل النشوي على حرارة مرتفعة. "ومن المعروف عن هذا المركّب أنه مسبب لمختلف الأمراض السرطانية والتسمم العصبي (Neurotoxicity)"، وفق الحريري.
من جهته، استعرض طالب مراحل الدراسة التي شملت إلى جانب الفحوصات المخبرية، إحصاءً لاستهلاك منتجات رقائق البطاطا بين اللبنانيين. ووفق طالب فإن الاستبيان، الذي شمل عينة من أكثر من ١٥٠٠ طالب وتلميذ، بيّن أن اللبنانيين يستهلكون Acrylamide أكثر بـ٧ إلى٤٠ مرة من المعدلات المسموح بها. على أن استهلاكها يختلف باختلاف الفئة العمرية، فالمعدل الأعلى (٤٠) يرجع إلى تلاميذ المدارس، الذين يستهلكون Junk food (الوجبات السريعة) أكثر من الراشدين بطبيعة الحال. يضيف الحريري أن "المعدل الاستهلاكي للبنانيين يصل إلى عشرة أكياس من المنتج أسبوعياً، ما يزيد احتمالات الخطر على صحة المستهلك، نظراً لارتفاع مستويات المسرطنات".
يضيف طالب أن "العينات المخبرية أًخذت من خمسينَ نوعاً من رقائق البطاطا، موزعة على عشرين علامة تجارية محلية وعالمية، متنوعة بين مقلية ومشوية". لكن مصادر العينات لم تحدد بالاسم في الورقة البحثية، لأن الأهم في هذه الدراسة كان التأثير على العادات الإستهلاكية للبنانيين، وفق طالب، بغض النظر عن مصدر إنتاج السلعة. غير أن نتائج الدراسة بيّنت أن النسب الأعلى من الـAcrylamide موجودة في منتجات الشركات الأجنبية، مقارنة بتلك المحلية.
وتُعد حرارة الطهي العامل الأول في انتاج مادة Acrylamide في رقائق البطاطا والذرة. فمثلاً "الحرارة المستخدمة في شوي هذا المنتج أعلى من تلك المستخدمة في قليه، وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة الـAcrylamide في رقائق البطاطا المشوية"، حسب طالب. والمفارقة، وفقه، أن "المستهلك يظن أن الشوي صحي أكثر لأن الكوليستيرول فيه أقل، لكن ما لا يعرفه أن رقائق البطاطا المشوية تحوي نسباً من الـAcrylamide أعلى من تلك المقلية". أما العامل الثاني في انتاج هذه المادة فهو حرارة التخزين. فالحرارة الأنسب للتخزين هي بين ٤ و٨ درجات، وأي اختلاف فيها قد يحفّز العمليات الكيميائية المنتجة للمادة، كما يوضح طالب.
غياب التشريع
وعلى الرغم مما بيّنته هذه الدراسة من أدلة تشير إلى مخاطر استهلاك رقائق البطاطا بسبب ارتفاع نسب هذه المادة المسرطنة فيها، يستبعد طالب اقرار السلطات لأي تشريع يخص عملية الانتاج، أو أقله فرض رقابة عليها، في ظل غياب التشريع العالمي. فـ"التشريع في الدول المتقدمة اليوم لا يُعنى إلا بمعدلات Acrylamide في مياه الشرب، وذلك في ظل غياب ما يثبت ارتباط Acrylamide الموجود في الأطعمة بالأمراض السرطانية"، مع العلم أن الدراسة وجدت أن معدل Acrylamide في رقائق البطاطا والذرة في السوق اللبنانية أعلى بـ٣٥٠٠ مرة من المعدل المسموح به في مياه الشرب. لكن طالب يأمل، في الوقت نفسه، أن يسعى الاعلام إلى توعية المستهلك حول مخاطر هذه المنتجات، لما له من قدرة على ذلك، وعلى ممارسة الضغط على السلطات المعنية.