القادة الذين اغتالتهم إسرائيل بالتزامن مع اغتيال نصرالله وبعده

المدن - لبنان
الأحد   2024/09/29
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال نبيل قاووق ومسؤولين آخرين (الانترنت)
قادة عسكريون ومسؤولون أمنيون اغتالتهم إسرائيل بالتزامن مع اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أو بعد اغتياله. اذ استمرّت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، يعلن معها الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ عمليات دقيقة ومحددة وعمليات اغتيال. عصر يوم السبت وبعد نعي حزب الله لأمينه العام استهدفت غارة إسرائيلية مبنى في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت، والهدف كان نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب، الشيخ نبيل قاووق. 
نبيل قاووق
يوم الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل بالأمس (السبت) رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله نبيل قاووق، قائد وحدة الأمن الوقائي في حزب الله وعضو في المجلس المركزي للحزب. وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى أنه "قامت مقاتلات سلاح الجو بتوجيه ضربة دقيقة لقتل الشيخ نبيل قاووق". وبحسب الجيش الإسرائيلي يعتبر قاووق من الصفّ الأول في حزب الله، وأنه كان متورطاً بشكل مباشر في الترويج للأعمال العسكرية ضد إسرائيل ومواطنيها. ولفت إلى أن قاووق "انضم إلى الحزب في الثمانينيات، وشغل في السابق منصب نائب المسؤول عن المنطقة الجنوبية، ومسؤول عن المنطقة الجنوبية ونائب رئيس المجلس التنفيذي". وأكّد الجيش الإسرائيلي أنَّ قاووق "غالبًا ما يظهر في وسائل الإعلام ويمثل حزب الله أمام الشيعة ويتحدّث عن معظم المجالات السياسية والعسكرية والاستراتيجية"، وذلك حسب ما ورد في بيان الجيش الإسرائيلي.
وقد نعى الحزب قاووق قائلاً إنه  نال وسام الشهادة الإلهية الرفيع: "لقد تولى سماحة الشيخ الشهيد العديد من المسؤوليات التنظيمية في وحدات حزب الله المختلفة جديرا بالأمانة التي حملها، عالماً رسالياً ومجاهداً كبيراً وكان موجوداً بشكل دائم في ساحات الجهاد قريباً من المجاهدين في الخطوط الامامية وقضى عمره الشريف في ميادين الجهاد والعطاء والتضحية".

علي كركي
علي كركي والذي كان في الاجتماع، مع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله لحظة اغتياله، هو الرجل الثالث عسكرياً في الحزب، وقائد الجبهة الجنوبية في الحزب، يعتبر أرفع قائد عسكري، وهو عضو فيما يعرف باسم "المجلس الجهادي"، وهو الجناح العسكري والأمني لـ"حزب الله". وحسب ما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، فقد عيّن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، علي كركي خلفاً لفؤاد شكر "الحاج محسن" الذي اغتيل بغارة إسرائيلية في يوليو الماضي. ولد في مدينة النبطية عام 1967، وهو يحمل أيضاً الجنسية الغينية. كما أنه عضو في "مجلس الجهاد"، أعلى هيئة في هرم حزب الله التنظيمي، والمعنية باتخاذ القرارات الاستراتيجية والعسكرية وتدير الحرب مع إسرائيل.
وبحسب التقارير، يعيش علي كركي في سرية تامة، ويتنقل من مكان إلى آخر خوفاً من استهدافه من قبل إسرائيل، وقد عينه حسن نصرالله في مكان فؤاد شكر بعد مقتله في تمّوز الماضي. كما أنه يتمتع بشخصية مهيمنة وقوية، فيما اكتسب خبرة قتالية وتنظيمية كبيرة على مر السنين، بحكم موقعه كمسؤول للمنطقة الجنوبية، التي قدمت لحزب الله أكبر عدد من المقاتلين. وأكد مسؤولون إسرائيليون، أن علي كركي كان مسؤولاً على القائدين طالب عبد الله ومحمد ناصر، اللذين يتزعمان وحدتي "نصر" و"عزيز"، الناشطتين على مستوى جنوب نهر الليطاني المتاخم لإسرائيل. وحاولت تل أبيب اغتياله في شباط من العام الجاري، بقصف سيارة في مدينة النبطية، لكنه لم يكن في السيارة المستهدفة. وفي 23 أيلول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه "ضربة محددة الهدف" على ضاحية بيروت الجنوبي، قال إنها كانت لاستهداف كركي. إلا أن الحزب أعلن وقتها أنه "بخير".
حزب الله نعى كركي في بيان وقال إنه "تولى قيادة مجاهدي المقاومة الإسلامية في الجنوب منذ الاجتياح الصهيوني عام 1982، وقاد وشارك في كافة المواجهات البطولية مع العدو الصهيوني وصولاً إلى دوره التاريخي في تحرير عام 2000، والنصر الإلهي في تموز 2006، وكان مسؤولاً بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكافة محاورها ووحداتها في جبهة الاسناد منذ الثامن من تشرين الأول عام 2023 حتى شهادته المباركة".

حسن خليل ياسين
شخصية أخرى تم اغتيالها وهو حسن خليل ياسين والذي يوصف كأحد العقول الاستخباراتية البارزة داخل حزب الله، وهو المسؤول داخل جهاز الاستخبارات التابع للحزب، حيث قاد عمليات دقيقة ضد إسرائيل. وأمس السبت، أعلن الجيش الاسرائيلي عن اغتياله. بالتفاصيل، فإنَّ حسن خليل ياسين، لم يكن شخصية معروفة على نطاق واسع للعامة، لكنه كان الاسم الذي يعرفه قادة الجيش الاسرائيلي جيداً. ففي جهاز الاستخبارات التابع لحزب الله، تولى ياسين مسؤولية رئيسية في تحديد الأهداف العسكرية والمدنية على خط التماس وفي عمق إسرائيل، مما جعله الركيزة الأساسية في جمع المعلومات وتنفيذ العمليات.
قاد ياسين عمليات استخباراتية معقدة، عمل من خلالها على تحليل ورصد التحركات الإسرائيلية، مما منحه دورًا استراتيجيًا كبيرًا في الحرب الاستخباراتية المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل. خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت، أُعلن عن مقتل ياسين في عملية وصفت بأنها "دقيقة" للجيش الإسرائيلي، الذي كان يراقب تحركاته عن كثب. وأشارت المعلومات إلى أنَّ ياسين لم يكن مجرد رجل استخبارات عادي، بل كان على رأس المديرية المسؤولة عن تحديد الأهداف الاستراتيجية الكبرى للحزب، ومن هنا كانت عملية اغتياله هدفاً أساسياً لإسرائيل، خصوصاً بعد تصعيد الأحداث والتوترات العسكرية الأخيرة.

محمد علي وحسين أحمد إسماعيل
قياديان آخران أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيالهما هما محمد علي إسماعيل ونائبه حسين أحمد إسماعيل، وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إلى أن "طائرات حربية لسلاح الجو أغارت وقضت على المخربين المدعو محمد علي إسماعيل قائد الوحدة الصاروخية لحزب الله في جنوب لبنان ونائبه المدعو حسين أحمد إسماعيل. كما تم القضاء معهما على عدد آخر من المخربين". وقال أدرعي: "المدعو محمد علي إسماعيل مسؤول عن مخططات أرهابية عدة من الجبهة التي أدارها نحو الأراضي الاسرائيلية". 

سمير توفيق ديب
في الصور التي نشرتها قنوات عدة، تم نعي "القائد الحاج سمير توفيق ديب" الملقب بـ"الحاج جهاد". ولا معلومات متوفرة كثيراً عن ديب، ما عدا بعض المعلومات غير المؤكدة إنه قائد قوات "الرضوان" الجديد بعد اغتيال القائد السابق ابراهيم عقيل، فيما معلومات أخرى تتحدث عن أنه مدير مكتب السيد حسن نصرالله. 

قادة آخرون
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، إن الضربة التي نفذها يوم الجمعة الماضي على القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأسفرت عن استشهاد أمينه العام، حسن نصر الله، أدت كذلك إلى مقتل 20 شخصا من القيادات العسكرية في الحزب من رتب مختلفة. وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإنه من بين الشهداء في الغارة إلى جانب حسن نصر الله وقائد جبهة الجنوب، علي كركي، كل من: "إبراهيم حسين جزياني - رئيس وحدة حماية نصر الله؛ وسمير توفيق ديب - مستشار نصر الله لسنوات عديدة"، و عبد الأمير محمد سبليني - المسؤول عن بناء قوة منظمة حزب الله، وعلي أيوب - المسؤول عن إدارة النيران في منظمة حزب الله".