تحذير اسرائيلي لسكان لبنان وميقاتي يدعو اللبنانيين إلى الوحدة

المدن - لبنان
السبت   2024/09/28
لبنان يُعلن الحداد الرسميّ لثلاثة أيام على استشهاد نصرالله (القصر الحكوميّ)

فيما تتواصل الغارات الإسرائيلية على لبنان، صدر عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ افيخاي أدرعي، بيان قال فيه: "إلى جميع سكّان القرى اللّبنانيّة، تحذير لسكّان لبنان، وخصوصاً الموجودين في منطقة البقاع، ضاحية بيروت الجنوبيّة، وجنوب لبنان. إذا تواجدتم بالقرب من ممتلكات حزب الله (وسائل قتالية، مصالح أو أي منشأة أخرى تابعة لحزب الله). حفاظًا على سلامتكم وسلامة عائلاتكم، نناشدكم الابتعاد عن المنطقة وعدم العودة حتّى إشعارٍ آخر".

غارات متفرقة ومكثّفة
وحتّى اللحظة، شنّ جيش الاحتلال عشرات الغارات الجويّة المكثّفة على مناطق عدّة في جنوب لبنان وشرقه فضلًا عن الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، وتحديدًا في قلبها والمناطق المتاخمة لها من جهة المطار، وأعلن في بيان أنّه "تمكن من اغتيال حسن خليل ياسين، مسؤول الاستخبارات لدى حزب الله بالغارات على الضاحيّة الجنوبيّة". ونسب إليه "ترؤس المديرية المسؤولة عن تجريم أهداف عسكرية ومدنية".
كما تمّ الطلب من سكّان مبنى في بعقلين بالإخلاء، ووردت أنباء عن قصف أطراف المنطقة. 

صفارات الإنذار
في المقابل، رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق 5 صواريخ من الأراضي اللبنانية تجاه شمال إسرائيل والضفة الغربية، وقال إن صاروخ "أرض أرض" أُطلق من لبنان سقط في منطقة مفتوحة وسط إسرائيل. كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بإطلاق 16 صاروخًا من لبنان تجاه الجليل، وسقوط صاروخ في البحر مقابل نهاريا، وقالت إنه إجمالًا تمّ رصد إطلاق 50 صاروخًا من لبنان باتجاه إسرائيل منذ صباح اليوم. وقال موقع "واللا" الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في أكثر من 100 مدينة وبلدة في الجليل ومرج ابن عامر خلال دقائق قليلة. وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار تدوي في عشرات المواقع بالجليل الأعلى ووسط الجليل وشمال الجولان ومنطقة صفد.

اجتماع حكوميّ لبنانيّ
وفي اجتماعٍ طارئ عقده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مساء اليوم، السبت 28 أيلول، فور وصوله من نيويورك، ألقى كلمة قال فيها: "بداية ادعوكم للوقوف وقفة صمت حدادًا على روح الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله وجميع الشهداء الذين سقطوا نتيجة حرب الابادة التي يشنها العدو الاسرائيلي على لبنان. معالي الوزراء، أيها اللبنانيون واللبنانيات،

أمامَ هولِ ما تعرَّضَ ويتعرضْ لهُ وطنُنا الغالي من عدوانٍ إسرائيليٍّ وحشيّ طاولَ معظمَ المناطقِ اللبنانية ، أتوجّهُ إليكم اليومَ وأنا اعرفُ أنَّ الوقتَ ليس وقتَ كلامٍ ، داعياً إياكم الى مواجهةِ ما يجري بمسؤولية وطنية تصون وحدَتَنا ونؤكد تضامننا لأنَّ من أهدافِ العدوِّ الاسرائيليّ ضربَ هذهِ الوحدةِ التي طالما شكّلتْ السلاحَ الاقوى في مواجهةِ مخططاتهِ الاجراميّة.

مسؤوليتنا الوطنية في هذه اللحظة التاريخية والاستثنائية تتطلب وضع الخلافات السياسية ، والمواقف المتباعدة ، والخياراتِ المتباينة جانبا لكي نلتقي جميعاً على ما يصونُ الوطنَ ويحميه ويقوي منعته. أستحلفُكم اليومَ أنْ نضع جانباً خلافاتِنا السياسية ، ومواقِفنا المتباعدة، وخياراتِنا المتباينة، ونلتقي جميعاً على ما يصونُ الوطنَ ويحميه.

 إنَّ الشهداءَ الذينَ سقطوا ، مِنْ كلِّ المناطق ورَووا بدمائهم الارضَ ، والجرحى الذين تعجُّ بهم المستشفيات والمراكز الصحية، وأهلَنا الذين هُجِّروا قسراً من بيوتِهم وأرضِهم، يستصرخونَ ضمائرَ الجميع بأنْ يتناسوا كلَّ ما يفّرق ويركّزوا على كلِّ ما يجمع.
تضامنَنا اليومَ في هذه اللحظاتِ المصيريّة مِنْ عمرِ الوطن هو أقوى ردّ على العدوانِ الاسرائيليِّ.

إنَّ الحكومة تعملُ ما في وسعِها لمواجهةِ هذه الحربِ التدميريّةِ الحاقدة التي تشنُّها اسرائيل علينا، وقد ذهبنا إلى الأمم المتحدة للتوصل الى حل، ولكن العدو ذهب بنية الغدر والتخطيط لمزيد من المجازر.

وفي كل اللقاءات التي عقدتها في الاممِ المتحدة لمست من اصدقاء لبنان دعما مطلقا لنا وتشديدا على وقف العدوان الاسرائيلي، لكنَّ شريعة الغاب التي تتحكم بالعالم جعلت العدوَّ الاسرائيليّ يفشل كل مساعي وقف اطلاق النار ويمضي في حربِهِ ضدَّ لبنان، لأنه لا يأبه، لا بقانون ولا بشرعة دولية.

ولعلَّ ما حصلَ بالامس ولا يزالُ حتى الساعة في الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت وفي عددٍ مِنَ المناطق ، خيرُ دليلٍ على حقيقةِ الاهدافِ الاسرائيليَّةِ المبيَّتة . ورغم ذلك فنحن نجدد تمسكنا بالشرعية الدولية والقانون الدولي. ونطالب مجددًا بالعمل على وقف العدوان الاسرائيلي وتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وكل القرارات الدولية ذات الصلة.

إن الحكومةَ ، بكلِّ اداراتِها المدنيّةِ والعسكريّةِ والامنيّةِ والصحيّةِ والانسانيّة، مستمرةٌ في القيامِ بواجبِها بالتعاونِ مع المواطنين الذين فتحوا منازلهم لاستقبال المواطنين ومؤسساتِ المجتمعِ الاهليّ والجمعياتِ والهيئاتِ الانسانيّةِ والصحيّةِ التي اودُّ أن أوجِّهَ لها تحيةً مِنَ القلب على ما أظهرَتهُ خلالَ الايامِ الماضية ولا تزال، مِنْ تعاونٍ وتفانٍ وما قدَّمَتهُ مِنْ جهدٍ .

ورغم كل ذلك اعتذر عن كل تقصير قد حصل بالنظر الى محدوديّةِ الامكاناتِ وضخامةِ  الحاجات بعدما بلغَ نزوحُ أبنائنا في المناطقِ المستهدفة حداً فاقَ كلَّ التوقعات. وسنتخذ اليومَ سلسلةَ إجراءاتٍ وتدابيرَ تُساهمَ في توفيرِ المعالجاتِ الضروريّةِ إنسانياً وصحياً واجتماعياً لاستقبال اهلنا واخواننا واحتضانهم وحفظ كرامتهم وتلافي الثغرات الطارئة الناتجة عن ضغط النزوح وهول ما حصل. الدولة هي الحاضنة لأبنائها والضامنة لهم ولكرامتهم.

نحن مدعوونَ في هذه اللحظة المصيرية الى انْ نجدِّدَ وحدتنا ونجسِّدُها بالعمل سريعًا على انتخاب رئيس للجمهورية، فنُنقذُ وطنَنا ونحمي شعبَنا وهذهِ مسؤوليةٌ جامعة لا تستثني أحداً ، فالخطرُ يهدِّدُنا ولا يميِّزُ بينَ فريقٍ وآخر، او طائفةٍ وأُخرى، او مكوِّنٍ وآخر. 

وفي هذا الوقت الصعب ايضا نجدد التأكيد على دور الجيش والقوى الامنية في حماية الوطن وصون حدوده ووحدة ابنائه والحفاظ على دوره. رحمَ اللهُ الشهداءَ الأبرارْ، وبَلسمَ جراحَ المصابين، وأعادَ كلَّ مهجّرٍ إلى ارضِهِ، وحمى الله لبنان، إنّهُ سميعٌ مجيبٌ".
لاحقاً صدر عن الحكومة بيان، أعلنت فيه الحداد الرسميّ لثلاثة أيام ابتداءً من يوم الإثنين وحتّى الأربعاء المقبل.