اجتماعات عسكرية وسياسية إسرائيلية: استعداد لحرب لبنان الثالثة؟

المدن - لبنان
الثلاثاء   2024/09/17
القناة 14 الإسرائيلية: إعلان إسرائيل جبهة الشمال جبهة الحرب الرئيسية بات قريباً (علي علوش)
في أعقاب الهجوم الإسرائيلي عبر خرق أجهزة الاتصال العائدة لحزب الله وتفجيرها، وبعدما تبرأت الولايات المتحدة الأميركية من مشاركتها بالعملية أو علمها بها، سجّل اتصال بين وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت ونظيره الأميركي لويد أوستن، لمناقشة تطورات الوضع على الجبهة مع لبنان، علماً أن أوستن سيجري زيارة إلى إسرائيل يوم الأحد المقبل. وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن السبيل الأمثل لخفض التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية هو الدبلوماسية.

بانتظار رد الحزب؟
وفي وقت تعقد اجتماعات سياسية وأمنية وعسكرية في إسرائيل للبحث في تداعيات الضربة التي وجهتها اليوم الثلاثاء إلى حزب الله، وتأثيراتها واحتمالات ردّ الحزب، أفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة "كان 11"، بأن المنظومة الأمنية الإسرائيلية، تقدّر بأن حزب الله يستعدّ لشن عملية عسكرية ضد إسرائيل. وأشارت إلى أنه "طُلب من كبار الضباط في الساعات القليلة الماضية حضور جلسة  خاصة، عُقدت هذا المساء في (مقر وزارة الأمن الإسرائيلية) بتل أبيب"، حيث تواجد هناك كل من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه يوآف غالانت. وقد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "رئيس أركانه، هرتسي هليفي، أجرى مساء اليوم، تقييما للوضع، مع التركيز على الجهوزية في الهجوم والدفاع في جميع الجبهات". وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه "في هذه المرحلة لا يوجد تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية".
موقع واللا الإسرائيلي نقل عن مصادر عسكرية أن جنوداً وضباطاً في جيش الاحتياط تلقوا الرمز رقم 8، الذي يُلزم بالحضور إلى القواعد العسكرية. وقامت الجبهة الداخلية بإجراءات تأهّب غير عادية يتم من خلالها إنعاش أوامر الاحتياط وإعداد الملاجئ، وتمت عملية إعداد للملاجئ والمناطق المحمية في حيفا وبقية المدن.

نقل الثقل العسكري
في المقابل، أفادت القناة 14 الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن احتمالات إعلان إسرائيل جبهة الشمال جبهة الحرب الرئيسية بات قريباً. وكشفت القناة أنه ابتداء من الليلة سينتقل الثقل الأمني والعسكري من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية. ونقلت "القناة 14" عن ضابط كبير، قوله إن "إسرائيل تستعد لحرب لبنان الثالثة". ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أن واشنطن أوضحت لإسرائيل أنها غير معنية بتصعيد على جبهة لبنان.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مصادر، أن "استخبارات إسرائيل قدرت قبل العملية أن حزب الله‬ من المرجح أن يرد بهجوم كبير على إسرائيل"، لافتاً الى أن "إسرائيل لم تبلغ إدارة بايدن مسبقاً بعمليتها بشأن تفجير أجهزة استدعاء أعضاء ‫حزب الله". وذكر الموقع أن "العملية تمت الموافقة عليها هذا الأسبوع في اجتماعات بين نتانياهو وكبار أعضاء حكومته والقادة"، مضيفاً أن "إسرائيل نفذت العملية لنقل قتالها ضد حزب الله إلى مرحلة جديدة مع السعي لعدم بلوغ حرب شاملة". وقال الموقع: "العملية الإسرائيلية بلبنان عطلت نظام القيادة والسيطرة العسكري لحزب الله، وتهدف إلى تقويض ثقة حزب الله. وتسعى لخلق شعور في صفوف حزب الله بأنه مخترق بالكامل".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية على لسان المتحدث باسمها: "نجمع معلومات عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان، وواشنطن ليست ضالعة في الأمر. سياساتنا لا تزال على حالها ونسعى إلى حلّ دبلوماسي للصراع بين إسرائيل وحزب الله. من المبكر القول ما إذا كانت الأحداث في لبنان ستؤثر على مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار بغزة. وتقييمنا هو أن الدبلوماسية هي الطريق الأنسب لإعادة الإسرائيليين إلى قراهم ومدنهم في الشمال". وشددت الخارجية الأميركية على منع انزلاق الصراع بين إسرائيل وحزب الله نحو مزيد من التصعيد، قائلة: "على الأطراف الإقليمية والدولية مسؤولية احتواء الصراع ونرحب بأي دور من أجل تحقيق ذلك".