اجتماع الحكومة الإسرائيلية.. فتح جبهة لبنان قبل نهاية أيلول؟

المدن - لبنان
الثلاثاء   2024/09/17
الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن عملية موسعة ومركزة وتستهدف أنفاق حزب الله (الانترنت)
ترتفع لهجة الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله ولبنان. إجتماعات ولقاءات سياسية وعسكرية تُعقد في تل أبيب للبحث في كل الاحتمالات والخيارات. بعض المسؤولين الإسرائيليين يرفضون استخدام مصطلح الحرب ويشددون على ضرورة اعتماد صيغة "توسيع العمليات العسكرية". لم تحظ الحكومة الإسرائيلية بغطاء ودعم دوليين لخوض هذه المواجهة، لا بل إن كل الرسائل الدولية وخصوصاً الأميركية تنصح الإسرائيليين بتجنّب التصعيد لأنه لن يسهم في إعادة سكّان "الشمال" وقد يجعل إيران تنخرط في هذه المواجهة إلى جانب جبهات أخرى.

أهداف واضحة
وعقدت الحكومة الإسرائيلية المصغّرة اجتماعها في مقرّ وزارة الأمن في تل أبيب، حيث تركزّت المداولات على مسألة تصعيد المواجهات مع حزب الله وشنّ عملية عسكرية واسعة على جنوب لبنان. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة سعت إلى إدراج هدف "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان" إلى أهداف الحرب، وقد درس المسؤولون الإسرائيليون جدياً توسيع العمليات العسكرية في مواجهة حزب الله، بما في ذلك التداعيات المختلفة لتوسيع الحرب والتوقيت المناسب لذلك. وفي هذا السياق تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفكير في إمكانية توسيع العمليات العسكرية قبل رأس السنة اليهودية، أي قبل بداية شهر تشرين الأول المقبل. 
وقال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية إن "الجيش لا يرغب في تكرار ما حدث في غزة، حيث لم تكن هناك أهداف واضحة للحرب. لذلك، حددّ الجيش بعض الأهداف الواضحة التي ستُعتبر مقياسًا لنجاح العملية العسكرية". وأوضح المسؤول أنه من بين هذه الأهداف: "إعادة السكان، وتعزيز كبير للقوات على الحدود، وإبعاد قوات حزب الله عن المنطقة الحدودية". المسؤول الأمني شدد على أنه "يجب الاستعداد لمعركة طويلة قد تتسبب في خسائر كبيرة". أمّا القناة 12 الإسرائيلية فقالت إن "المؤسسة الأمنية مقتنعة أن إسرائيل يجب أن تتجه لعملية شاملة في لبنان وليس عملية مركزة".

عمليات تطهير
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي لا ينوي إطلاق حرب شاملة على لبنان، إنما القيام بعمليات "تطهير واسعة" قرب الحدود ضد أنفاق مزعومة لحزب الله وهي التي تتيح لمقاتليه استمرار إطلاق الصواريخ المضادة للدروع. وخلال الجلسة نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية المنعقد في "الحفرة" أسفل مقرّ وزارة الأمن قوله: "نحن امام لحظات حاسمة ما قبل بدء عملية عسكرية كبيرة في لبنان". مضيفاً: "تجري مناقشات دراماتيكية حول الجبهة الشمالية في هذا الوقت، إننا أمام عملية عسكرية واسعة النطاق في الشمال مع كل ما يعنيه ذلك".

اعتماد الطرق التقليدية
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها إلى أن القوات الإسرائيلية تعتمد على الطرق التقليدية لتأمين المواقع العسكرية على الحدود مع لبنان استعدادًا للقتال ضد حزب الله، وتستخدم  الخنادق، والشبكات التمويهية، وأكياس الرمل، وأجهزة الاتصالات القديمة المقاومة للحرب الإلكترونية. وأضاف التقرير: "وكشف ضابط كبير إن نشر القوات في الميدان يبدو كأنه مشاهد من أفلام حرب فيتنام؛ الجيش الإسرائيلي يحيي تقليد الكمائن الطويلة قرب الحدود، الجنود يقرأون كتب عسكرية تعود لخمسينيات القرن المنصرم لاستعادة المهارات المنسية. القادة يستخدمون المعدات القديمة المخزنة في المستودعات، ويدعِّم الجيش العقيدة الحربية التقليدية بالتكنولوجيا الحديثة بما في ذلك الطائرات بدون طيار، والكاميرات المتقدمة، وأجهزة المراقبة".