نصرالله يلتقي "حماس".. وتقرير إسرائيلي عن تدمير حيفا بالحرب

المدن - لبنان
الجمعة   2024/07/05
لقاء نصرالله- حماس: التباحث حول آخر مستجدات المفاوضات القائمة (المنار)
استقبل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، وفداً قيادياً من حركة "حماس" برئاسة ‏خليل الحيّة، حيث جرى استعراض آخر التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً، ‏وأوضاع جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق. كما جرى التباحث حول آخر مستجدات المفاوضات القائمة ‏هذه الأيام وأجوائها، والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان. كما جرى تأكيد الطرفين على مواصلة التنسيق الميداني والسياسي وعلى كل صعيد، بما يُحقّق الأهداف ‏المنشودة.‏

وقال مصدران مطلعان اليوم، الجمعة، إن حركة حماس أبلغت حزب الله موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفي المقابل رحب أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بهذه الخطوة؛ حسبما أوردت وكالة "رويترز". وأوضح المصدران، أن وفدا من حماس بقيادة نائب رئيس الحركة، خليل الحية، أطلع نصر الله على أحدث التطورات خلال اجتماع عقد بين الطرفين في بيروت. وقال أحد المصدرين وهو قيادي في حزب الله، إن إطلاق النار سيتوقف من جانبهم بمجرد سريان أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مكررا تصريحات سابقة بهذا الصدد. وأضاف "إذا صار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة فحتما سيكون في لبنان وقف إطلاق نار من الساعة صفر نفسها".

كذلك عقدت قيادتا "الجماعة الإسلامية" في لبنان وحركة "حماس"، لقاء حضره الأمين العام لـ"الجماعة" الشيخ محمد طقوش ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وعدد من القيادات. وأفادت "الجماعة"، في بيان، بأنه "تم البحث في تطورات معركة طوفان الأقصى فشرح هنية الظروف الميدانية حيث يسطر المجاهدون أروع الانتصارات، وملف المفاوضات غير المباشرة، كما تم بحث تداعيات هذه التطورات على فلسطين ولبنان والمنطقة وكيفية مواجهة التحديات في المرحلة المقبلة". وأعلنت أنه "تم تأكيد أهمية التنسيق واستنفار طاقات الأمة في هذه المعركة المفصلية".


الحرب وحيفا
من جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أن "المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يقترح نزع سلاح حزب الله في جنوب لبنان، ودفع قوات الرضوان إلى الخلف مسافة 10 كلم عن الحدود". ولفتت "يديعوت أحرونوت"، إلى أن "هوكشتاين يعتبر أن رفض حزب الله لمقترحه سيضفي الشرعية على الهجوم الإسرائيلي لإعادة الأمن إلى الشمال". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيرفض مقترح المبعوث الأميركي".

من جهته ذكر موقع "والا" الإسرائيلي أن حيفا هي المدينة الثالثة من حيث حجمها الأكثر إغراءً لحزب الله، في إشارة إلى إمكانية استهدافها من قبل المقاومة، مُرجعًا ذلك إلى وجود تجمّع للمنشآت الإستراتيجية فيها، ومحطة كهرباء مليئة بمواد خطرة وقابلة للاشتعال وسطها. وبحسب "والا"، السيناريوهات الافتراضية لهجوم كثيف من لبنان تصبح قريبة من الواقع أكثر فأكثر، والسؤال الذي يجب طرحه هو هل إسرائيل مستعدة لذلك؟

ترسانة الحزب
وينقل الموقع عن رئيس قسم الأبحاث في مركز "علما" لدراسة تحديات الأمن في الشمال طال بيري قوله إن الجزء الأكبر من قوة نيران حزب الله في الأيام الأولى من الحرب سيتركز على حيفا وسيكون من الصعب للغاية، بل من المستحيل، إدارة حياة مدنية طبيعية هناك". ويضيف بيري "لكون الحديث يجري عن حجم إطلاق صواريخ كبير جدًا، إحصائيًا، فإن كمية إطلاق الصواريخ اليومية، والتي ستكون فعّالة عن حقّ، ستكون كبيرة جدًا مقارنة بما كان معروفًا حتى الآن في الشمال أو بنحو عام".

ووفق "والا"، قام المركز هذا الشهر بتحديث تقديراته مشيراً إلى حيازة حزب الله نحو 75 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية، منها بضعة آلاف "دقيقة" وترسانة أخرى تضم نحو 2500 طائرة من دون طيار، من جميع الأنواع. وتابع "نقل السلاح إلى حزب الله عبر الممرّ الإيراني مستمر طوال الوقت، ولدى الحزب قدرة إنتاج أسلحة ذاتية على الأراضي اللبنانية.. يقدر مركز "علما" أن "نشاط الممرّ والإنتاج الذاتي سيستمران حتى في أثناء الحرب الشاملة مع إسرائيل، وفي مثل هذا الوضع، سيكون حزب الله قادرًا على مواصلة إطلاق الصواريخ لفترة طويلة جدًا من الزمن.

وفي تقدير "علما"، فإن كمية السلاح التي بحوزة حزب الله ستسمح له بتنفيذ ما متوسطه 3000 عملية إطلاق يوميًا على إسرائيل، خلال الأيام العشرة الأولى على الأقل. وأردف "على افتراض أن مثل هذه الحرب ستستمر لمدة شهرين تقريبًا، سيكون حزب الله قادرًا على الاستمرار في إدارة اقتصاد إطلاق قوي جدًا إلى إسرائيل، بما لا يقل عن 1000 عملية إطلاق في المتوسط يوميًا. وهذا لا يشمل حجم عمليات إطلاق الصواريخ وإطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي التي ستناور على الأراضي اللبنانية. لا توجد جهة في العالم قادرة على مواجهة هذا المطر من الصواريخ والقذائف الصاروخية".

وأوضح "والا" أن حيفا جذابة لحزب الله لثلاثة أسباب على الأقل: الأول: هي ثالث أكبر مدينة ويبلغ عدد سكانها 300.000 نسمة أو أكثر. الثاني: تضمّ تجمعًا للمنشآت الإستراتيجية بما في ذلك الموانئ البحرية ومصافي النفط والمعسكرات العسكرية ومصانع أمنية ومحطات الطاقة ومنشآت يخزن فيها كميات كبيرة من المواد الخطرة. الثالث: عدم استعدادها للحرب. أكثر من نصف المستوطنين ليس لديهم غرف محصنة على الإطلاق، والعديد منهم يعيشون في مبانٍ أصبحت ملاجئها قديمة أيضًا.

وخلص إلى أن الحل المقترح هو ملاجئ حضرية وحتى ملاجئ تحت الأرض مثل نفق الكرمل ومواقف السيارات تحت الأرض التي تشير إليها البلدية، وختم "كم من الوقت يمكن العيش في ظل حل مشابه؟ لا توجد خطة لإجلاء "سكان" حيفا، وهذا قبل أن نذكر آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين أضيفوا إلى المدينة من مستوطنات خط المواجهة".

من جهته أكد رئيس مجلس مستوطنة "مرغليوت" الشمالية، إيتان دافيدي، أنّ "قوة الردع الإسرائيلية سُحقت تماماً خلال الأشهر التسعة الأخيرة أمام حزب الله". وشدّد دافيدي على أنّ "ما يحصل في الشمال هو حرب لا قتال"، مشيراً إلى أنّ "الـ80 ألف مستوطن الذين تم إجلاؤهم من المنطقة يشعرون بذلك". ورأى دافيدي أنّ "بقية إسرائيل لا تعير أهمية لما يحدث في الشمال"، لافتاً إلى التردّد الإسرائيلي في مسألة دخول الحرب الشاملة مع لبنان من عدمها. إلى جانب ذلك، أشار رئيس مجلس "مرغليوت" إلى أنّ الموقف الذي أعلنه حزب الله مراراً بشأن وقف إطلاق النار في جبهة جنوبي لبنان، ومفاده أنّ "الهدوء في الجنوب (قطاع غزة) سيؤدي إلى هدوء في الشمال".