غارات ليلية تغتال قائداً: أكثر من 4شهداء وعشرات الجرحى

المدن - لبنان
الجمعة   2024/07/19
تصعيد إسرائيلي جديد وغير مسبوق شهده الجنوب اللبناني (Getty)
تصعيد إسرائيلي جديد وغير مسبوق شهده الجنوب اللبناني. إذ استهدف الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس مبنى من 3 طوابق بين بلدة الجميجمة ومجدل سلم، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
كما استهدف الإسرائيليون مبنى في بلدة صفد البطيخ ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى أيضاً. وتضارب المعلومات حول عدد الشهداء والجرحى. إذ واصلت فرق الاسعاف، ومتطوعو الدفاع المدني في كشافة الرسالة الاسلامية، والهيئة الصحية الاسلامية، والدفاع المدني اللبناني، أعمال رفع الانقاض والكشف على الأمكنة التي تعرضت للعدوان الجوي الإسرائيلي حتى وقت متأخر من الليل، وتم إجلاء أكثر من عشرين جريحاً إلى المستشفيات ووجهت دعوات للتبرع بالدم. 

وحسب المعلومات، فمن بين الشهداء قائد ميداني في حزب الله هو حبيب معتوق مواليد 1978 في بلدة صير الغربية، وأربعة شهداء آخرين، بينما تحدثت المعلومات عن وجود مفقودين تحت أنقاض المبنيين المستهدفين.
والأكيد أن هذا التصعيد يشكل أيضاً استهدافاً مباشراً للمدنيين، خصوصاً أنه في محيط مكان الاستهداف كان يوجد عدد من الاطفال، والذين سمعت أصوات استغاثتهم عند حصول الغارة. ويأتي التصعيد الإسرائيلي بعد تحذير أمين عام حزب الله السيد نصرالله الإسرائيليين بأنه في حال واصلوا اعتداءاتهم فإن المقاومة ستعمل على الردّ واستهداف مستوطنات جديدة.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية محيط بركة ميس الجبل وأطراف بلدة مجدل سلم.

استياء المستوطنين
وفي السياق، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن استعداد في تل أبيب لنقل المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الحدود مع لبنان، بالإضافة إلى توقعات باحتمال حصول المزيد من التصعيد من قبل حزب الله، رداً على هذه الاستهدافات الإسرائيلية. ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مستوطنين نازحين من المستوطنات الشمالية قولهم إنّ التهديدات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون ضدّ حزب الله هي "تهديدات فارغة"، وتشديدهم على أنّها "لا تخيف نصرالله، ولا تحظى بثقة الجمهور".

وأضافت الصحيفة أنّ الهجمات التي يشنّها الجيش الإسرائيلي ضدّ لبنان "ليست عملًا سيُترجم إلى نصر وحسم"، إذ إنّ الحزب يُطلق وابلًا متكرّرًا من عشرات الصواريخ، بينما يضطر عشرات الآلاف إلى النزول إلى الملاجئ. كذلك، أقرّ المستوطنون النازحون أيضًا بأنّ العمليات التي ينفّذها حزب الله توقع قتلى ومصابين وأضرارًا في المنازل. وإزاء ذلك، فإنّهم أعربوا عن غضبهم من الضعف الإسرائيلي بوجه حزب الله، مطالبين وزير الحرب يوآف غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، بالتوقف عن إطلاق التهديدات.

أسوأ حكومة إسرائيلية
وعن الوضع في المستوطنات الشمالية، أوردت صحيفة "جيروزاليم بوست" "الإسرائيلية" أنّ الحكومة أجلت المستوطنين الموجودين على بعد 5 كلم من الحدود مع لبنان، بينما ثمّة كثيرون آخرون على مسافة 10 كلم، وأُجْلوا بمحض إرادتهم. وفي مقال لـ"شلومو فيشر" في الصحيفة، وهو عالم اجتماع إسرائيلي وباحث بارز في "معهد سياسات الشعب اليهودي"، قال إنّ مستوطنات كاملة في الشمال، مثل "المطلة" و"كريات شمونة"، مهجورة، حيث تم إجلاء نحو 80 ألف إسرائيلي.

وأضاف أنّ رؤساء المجالس المحلية أكدوا أنّهم "لم يتلقوا أيّة مساعدة أو اهتمام من أي جهة حكومية" خلال الأشهر الماضية، منذ 7 تشرين الأولر الماضي". إلى جانب ذلك، تمّ إجلاء جميع المستوطنين تقريبًا من "غلاف غزّة"، منذ ذلك التاريخ أيضًا. أمّا في النقب الغربي، فمعظم الأراضي الزراعية فارغة ومهجورة، وقد أُحرق بعضها، وفقًا لما ذكرته الصحيفة. وأمام كلّ ذلك، أكدت "جيروزاليم بوست" أنّ الحكومة الحالية، التي يترأسّها بنيامين نتنياهو، هي "أسوأ حكومة عرفتها إسرائيل على الإطلاق"، موضحةً أنّ أي حكومة من قبل لم تعمد إلى "التخلي عن مثل هذه المساحات الكبيرة".