إسرائيل تكثف غاراتها وتبدأ المرحلة الثانية لعملياتها البرية

المدن - لبنان
الثلاثاء   2024/11/12
معاريف: "هدف المرحلة الثانية من عملية الجيش الإسرائيلي في لبنان، القضاء على القدرة الصاروخيّة لحزب الله" (فضل عيتاني)
تطوراتٌ جذريّة وحاسمة هي الّتي شهدها الميدان اليوم، أكان بتجديد الجيش الإسرائيليّ لغاراته الجويّة العنيفة على الضاحيّة الجنوبيّة منذ صباح اليوم، ناهيك بإعلانه عن بدء المرحلة الثانيّة من عملياته البريّة في لبنان، وفق ما أشارت صحيفة معاريف الإسرائيليّة، مساء اليوم الثلاثاء.

وفي الوقت الذي تُشير فيه التقديرات لكون هذا التصيعد الإسرائيليّ، يُنذر بأن الإسرائيلي غير مُستعد حاليًّا للجلوس على طاولة التفاوض، ترى تحليلات أخرى، أن هذه العمليّة الموسّعة هي للضغط على حزب الله وتعزيز شروط التفاوض الإسرائيليّة، بدليل ما نقلته معاريف قائلةً إنّ "هدف المرحلة الثانيّة من هذه العملية هو الضغط على حزب الله بشأن مفاوضات التسويّة في لبنان"، مضيفةً أن "هدف المرحلة الثانية من عملية الجيش الإسرائيلي في لبنان أيضًا هو القضاء على القدرة الصاروخيّة لحزب الله". مع الإشارة إلى أن هذا الإعلان، جاء بعدما ذكرت القناة 14 الإسرائيليّة، وفي وقتٍ سابق، أنَّ الجيش الإسرائيليّ وسّع عملياته جنوبي لبنان إلى مناطق لم يصل إليها منذ بداية العملية البريّة..
وعلى وقع هذا الخبر، تشهد عدّة مناطق في جنوب لبنان غارات جويّة مكثّفة، ارتكب فيه العدو الإسرائيليّ المزيد من المجازر بحقّ المدنيين، آخرها كان مجزرة في بلدة جون في إقليم الخروب، حيث استهدف مبنى سكنيًّا مؤلف من 3 طوابق يقطنه عددٌ من النازحين. 

مقترح أميركيّ - إسرائيليّ
وأفادت صحيفة "يسرائيل هيوم"، بأن "المبعوث الإسرائيليّ رون دريمر يبحث اليوم مع وزير الخارجيّة الأميركيّ أنتوني بلينكن مقترحًا لوقف إطلاق النار بلبنان". وفي السّياق، نقلت هيئة البثّ الإسرائيليّة عن مصادر أميركيّة وإسرائيليّة، قولها إنّه "من غير المؤكد أن حزب الله سيوافق على مقترح وقف إطلاق النار".

تطورات المعركة
في التطورات الميدانيّة، أفادت هيئة الإسعاف الإسرائيليّ عن مقتل شخصين جراء سقوط صاروخ في نهاريا الساحلية، وذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة أن صافرات الإنذار دوت في مدن حيفا وعكا ونهاريا وتلّ أبيب ومناطق الجليل الأعلى شمالًا؛ جرّاء إطلاق صواريخ ومسيرّات من لبنان دفعت السكّان إلى الاحتماء بالملاجئ. وقال الجيش الإسرائيليّ إنّ عددًا من "الأهداف الجويّة المشبوهة" قد أطلقت من لبنان. في حين ذكر الجيش أنه اعترض 3 صواريخ عبرت من لبنان في منطقة الوسط. وقالت القناة 12 الإسرائيليّة إنّ العمل بمطار بن غوريون شرقي تلّ أبيب تعطل لأكثر من نصف ساعة إثر رشقة الصواريخ من لبنان.

وأوردت صحيفة يسرائيل هيوم وقوع إصابةٍ مباشرة بمبنى في مدينة نهاريا السّاحلية، كما أفادت الصحيفة بسقوط صواريخ في أكثر من موقع في نهاريا ومحيطها، ونقلت عن هيئة الإسعاف الإسرائيلي قولها بإصابة امرأة بجروحٍ طفيفة إثر إطلاق صواريخ على وسط إسرائيل. وقالت الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة إنّ صفارات الإنذار تدوي شرقي حيفا للتحذير من تسلّل طائرةٍ مسيّرة، وذكر الجيش الإسرائيليّ أنّه يراقب ويتابع هدفًا جويًّا مشبوهًا دخل من لبنان باتجاه خليج حيفا وأشار إلى أن الحدث ما يزال متواصلًا. وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في وقت لاحق، أن مسيّرة انفجرت قرب مركز جماهيري في نيشر ولم يسجل وقوع إصابات.

بدوره، أعلن حزب الله عن استهداف 3 مستوطنات في شمال إسرائيل بالصواريخ.. وعبر سلسلة من البيانات، قال إنّه هاجم بصليات صاروخيّة مستوطنات كفر بلوم وكفر يوفال وديشون. وأضاف أن دفاعاته الجويّة تصدت لطائرتين مسيّرتين من نوع "هرمز 450" وأجبرتهما على مغادرة أجواء جنوب لبنان. وقال الحزب، في بيان، إنّه قصف قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المحتلة برشقة صاروخيّة. كما أكدّ في وقت لاحق قصفه برشقة صواريخ نوعية قاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب.

الضاحيّة الجنوبيّة 

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أن الأخير قد دمر معظم مواقع إنتاج الصواريخ ومستودعات الأسلحة التي أقامها حزب الله في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت خلال الأشهر الأخيرة. ووفقًا للمتحدث، قام حزب الله خلال السنوات العشرين الماضية بإنشاء عشرات المواقع لتصنيع وتخزين الأسلحة في هذه المنطقة، والتي تُعتبر معقلًا رئيسيًا للحزب، حيث أُخفيت الصواريخ والقذائف الصاروخيّة تحت المباني المدنية بهدف استخدامها في هجمات ضد إسرائيل.

وأوضح المتحدث أن هيئة الاستخبارات الإسرائيلية كانت تتابع هذه المواقع لسنوات، وقدمت معلومات عن بعض المواقع في الأمم المتحدة عام 2020، بما في ذلك موقع في حيّ الشويفات تحت مجمع سكني يضم نحو 50 عائلة ويقع على بُعد 85 مترًا من مدرسة. ويُعد هذا الموقع جزءًا من مشروع الصواريخ الدقيقة الذي يموّله إيران ويهدف لإنتاج صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى مختلف أنحاء إسرائيل، على حدّ قوله.

إنذارات وغارات عنيفة
إلى ذلك، أنذر الجيش الإسرائيليّ، الثلاثاء، سكّان 14 قرية بجنوب لبنان بإخلاء منازلهم "فورًا" تمهيدًا لقصف سينفذه بتلك المناطق، دون تحديد سقف زمنيّ لعودتهم إليها. وقال متحدث الجيش الإسرائيلي، في منشور على منصات التواصل، إنه يوّجه الإنذار لسكّان قرى شقرا، حولا، مجدل سلم، طلوسة، ميس الجبل، صوانة، قبريخا، يحمور، ارنون، بليدا، محيبيب، برعشيت، فرون، غندورية.
وشنّ الطيران الحربيّ الاسرائيليّ غارات على محيط بلدات زبقين وشيحين وعلما الشعب وديركيفا والقليلة ومفرق ارزون شحور وفررمان الجرمق والعيشية والمحمودية وبرج قلاويه والقليلة والبرج الشمالي والمنصوري وشبعا ومجدل زون وشقرا وأطراف بلدتي دير انطار و المجادل، وعلى محيط بلدتي جبال البطم وزبقين والحفير التحتا.  وشنّ الطيران غارةً على بلدة تفاحتا مستهدفًا منزلًا مأهولًا، أدّت إلى سقوط 5 شهداء. لاحقا، أغار الطيران الحربيّ على منزل في بلدة دبعال، ما أدّى إلى تدميره وسقوط ضحايا وعددٍ من الإصابات. واستهدف القصف المدفعي بلدة يحمر الشقيف واطرافها، لا سيما حارة الجامع القديم والحارة التحتا، بالإضافة الى بلدة أرنون المجاورة. وأُفيد عن غارات إسرائيلية استهدفت بلدات صديقين، الناقورة، مجدل زون وتبنين وكفررمان، وبنت جبيل.

كما وشنّ الطيران الحربيّ، عصرًا، غارةً على منزل في بلدة طاريا غرب بعلبك، وعلى بلدة بوداي.

وفي سياقٍ متصل، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحّة العامة التابع لوزارة الصحة العامة التقرير اليوميّ لحصيلة وتداعيات العدوان الإسرائيليّ على لبنان وفيه أن غارات العدو الإسرائيليّ ليوم أمس الاثنين 11 تشرين الثاني 2024 أسفرت عن 44 شهيدًا و 88 جريحًا. وبلغت الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حتى يوم أمس 3287 شهيدًا و 14222 جريحًا.