نعيم قاسم: نؤيد حراك برّي لوقف النار وسنهزم إسرائيل

المدن - لبنان
الثلاثاء   2024/10/08
أكد قاسم حزب الله لن يناقش في أي تفصيل قبل وقف إطلاق النار (المنار)
مفتاح أساسي قدّمه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، حول الدور السياسي الذي يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه برّي. فأكد قاسم أن حزب الله منفتح على الحراك الذي يقوم به برّي، والهم الأساسي هو وقف إطلاق النار، لكنه لم يفصّل إذا كان المقصود بذلك وقف إطلاق النار في لبنان فقط أم بوحدة مسار وترابط لبنان وغزة. وأكد قاسم أن حزب الله وحركة أمل على قلب واحد في السرّاء والضرّاء، وعلينا أن نكون متلاحمين، ونقول للأستاذ نبيه برّي "أنت الأكبر بنظر الأمين العام السيد حسن نصرالله واعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل حزب الله وهذا أمر لا يمكن أن يتخطاه أحد، ونحو نؤيد الحراك السياسي الذي يقوم به الرئيس برّي، بعنوانه الأساس وهو وقف إطلاق النار. وعلى كل حال، بعد أن يترسخ موضوع وقف إطلاق النار وتستطيع الديبلوماسية أن تصل إليه، كل التفاصيل الأخرى تُناقش وتتخذ فيها القرارات بالتعاون، ولا تستعجلوا على التفاصيل، والمبدأ لم ينته بعد. وقبل وقف إطلاق النار، أي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا، إن تابع العدو حربه فالميدان يحسم، ونحن أهل الميدان، ولم نستجد حلاً، اعلموا أن هذه الحرب هي حرب من يصرخ أولاً، ونحن لن نصرخ وسنستمر ونضحي ونقدّم، وستسمعون صراخ الإسرائيلي".

صمود الجبهة
وحول جبهة لبنان اعتبر قاسم "أنها جبهة مساندة، وانخرطت بالقتال وألحقت خسائر كبيرة بالإسرائيليين واستنزفتهم 11 شهراً، وهناك مئات الآلاف من الذين يعيشون القلق وأجواء غير آمنة في كل الشمال الفلسطيني، لقد فتح هذا العدو الحرب مع لبنان، مستفيداً من الدعم الأميركي اللامحدود، وفي الفترة الفاصلة عن الانتخابات الأميركية للتلاعب بها وبمصير المنطقة بجنون الإسرائيلي. ولكن هذه الحرب لم تمسّ بإرادتنا ولن تمس بالإرادة والتصميم على المقاومة والمواجهة. وبإمكان نتنياهو أن يقوم بالحرب، ولكن ليس بإمكانه أن يحقق أهدافه منها، ونحن نضربهم ونؤلمهم ونتوسع في مديات الصواريخ والطائرات، وسنطال المكان في الزمان الذي نقرره وفق خطتنا العسكرية لتحقيق أهدافنا، وأنتم ترون أن إنجازاتنا الميدانية كبيرة جداً، ويوجد عدد كبير من المستوطنات والمدن في الشمال هي تحت مرمى صواريخ المقاومة". وأكد قائلاً: "أحب أن أطمئنكم أن إمكاناتنا بخير، وبخلاف ما يقوله العدو، وكل الضربات التي نفذها لم تؤد إلى التأثير على قدرتنا، ومقاومونا متماسكون والإدارة متماسكة وأنتم ترون الآثار، فعملياتنا ازدادت والتأثير والألم على إسرائيل ازداد، وأثبت المجاهدون جدارتهم في الميدان، وهؤلاء أبناء السيد حسن نصر الله". وأضاف: "نقول لنتنياهو الذي يريد إعادة المستوطنين، سيتهجر الآلاف من هؤلاء الذين تقول إنك تريد إعادتهم، وكلما طالت الحرب سيزداد مأزق إسرائيل". 
واعتبر قاسم أن "كل محاولات إسرائيل من الحرب على لبنان هي لقتل المدنيين وتدمير الأماكن التي يسكن فيها الناس، ولم يتركوا قرية في بيئة المقاومة إلا وضربوا فيها شيئاً بهدف ضرب البيئة والضغط لإيجاد حالة من المشكلة بين بيئة المقاومة والمقاومين، ولكن محاولاتهم فاشلة، وبيئة المقاومة متماسكة، ونحن لدينا أشرف الناس وأعظم الناس ولدينا أهل العزم والبأس، صحيح أن النزوح الكبير يشكّل أزمة وضغطاً، وأعلم أن أهلنا النازحون يعيشون حياة صعبة. ولكن هذا جزء من المعركة ونحاول التعاون مع أجهزة الدولة والمجتمع المدني لتوفير المساعدات، ولكن النزوح بحد ذاته عبء، ونحن صامدون وسننتصر، وسيكون الرصيد واحداً لنا جميعاً". ووجه تحية إلى الوحدة الوطنية التي تجلّت من كل الطوائف والمذاهب، و"نشكر الجميع على هذه الوقفة التي تساعد على تمتين الوحدة للمستقبل".

القيادة والسيطرة
وقال: "أبشركم أن القيادة والسيطرة وإدارة الحزب منظمة بحسب ما هو معمول به في حزب الله، وتخطينا الضربات الموجعة التي أصابتنا، وتم تأمين بدائل في كل المواقع من دون استثناء وليس لدينا موقع شاغر وكل المواقع مملوءة وحزب الله يعمل بكامل جهوزيته". مؤكداً أن "الحزب سينجز انتخاب الأمين العام. ولكن الظرف صعب، وانشاء الله هذا سيحصل بطريقة صحيحة. أما العدوان على الضاحية والجنوب والبقاع والجبل فمؤلم جداً، ولكنه سلاح العدو ليبطش بالمدنيين وهو يعتقد أنه سينتصر. والحلّ الوحيد بالنسبة إلينا هو المقاومة والصمود والتفاف أهلنا من حولنا وسنهزم إسرائيل إن شاء الله". وأكد أن العملية البرية بدأت "وذهل الصهاينة من عدم قدرتهم على التقدّم تحت ضربات المقاومة. وهذا دليل على ثباتها وقدراتها. ولا قيمة للأمتار التي يمكن أن يحصل عليها العدو، فنحن نريد أن يحصل الالتحام مع العدو الإسرائيلي سواء في الحافة الأمامية أو بعد ذلك، وسنثبت في الميدان أن الجيش الإسرائيلي سيتكبد خسائر كبيرة ولعلّ هذه الخسائر ستدفعه إلى وقف الحرب". 
واعتبر "أن هذا الاجتماع الكبير من قبل العدو الإسرائيلي ومعه أميركا والدول الغربية كلها يحاولون أن يضغطوا علينا من أجل أن نخشى وأن نخاف، ولكننا لن نخشى ولن نخاف. نحن أبناء الأمين العام المفدى، الشهيد، سيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصرالله. وبكل صراحة، ففي الموقف الذي أعجز معه عن وصف حالنا دونك يا سماحة الأمين العام، ولكن بالوقت نفسه أشعر بطيفك يظللنا ويشد عزيمتنا، وأرى المقاومين يستلهمون من عزيمتك وثقتك، والناس واثقة بزمن الانتصارات. وأنت شحنتنا بالإيمان والمقاومة، وطمأنتنا بان الله معنا وأن تخيف الصهاينة بعليائك لما تركت من مقاومة ممتدة في جبهة طويلة عريضة لمواجهة الاحتلال والإجرام والانحراف". 
وتوجه إليه بالقول:" أنت أمام شعوب آمنت بالمقاومة، ونهديك تحية حب وإيمان ومقاومة، مني ومن أخواني ومن المقاومين ومن شعبك المحب ومن كل الشرفاء والأحرار". وأشار قاسم إلى تعرّضه لثلاثة أمور، أولها عملية طوفان الأقصى التي مرّت عليها سنة، واصفاً الحدث بالاستثنائي وهو بداية تغيير وجه الشرق الأوسط، بما يعني حضور المقاومة وتأثيرها، وعمل المجاهدين من حماس والجهاد في غزة هو عمل مشروع ضد الاحتلال الرازح منذ 75 سنة. ولذا، هذه المواجهة العظيمة مباركة وهي خطّ سليم من أجل التغيير، أما هدف الاحتلال فلم يكن رد الفعل على طوفان الأقصى، وإنما له هدفان أساسيان، أولاً إنهاء المقاومة بشكل كامل حتى لا يعود هناك مقاومة لإسرائيل. وثانياً، إبادة الشعب الفلسطيني بما يجعله منزوع القدرة على توليد المقاومة والمطالبة بحدوده. أما جرائم الاحتلال التي قام بها فهي جرائم موصوفة وواضحة وكل العالم رآها رأي العين ولا مثيل لهذه الجرائم في التاريخ". ووصف قاسم الجرائم بأنها لقتل الشعوب الحرة. و"هو ما يجري بدعم أميركا التي نعتبرها أنها شريكة في كل الجرائم، ولولا الدعم الأميركي الغربي لتوقفت الحرب خلال شهر، لأن إسرائيل غير قادرة على مواجهة هذه المقاومة، والآن هي لا تواجه بل تقتل". 

إيران والمقاومة الأسطورية
واعتبر قاسم أن مقاومة غزّة "كانت أسطورية، فصمدت سنة كاملة وقادرة على الصمود أكثر فأكثر، وعمليات المقاومة في الضفة وأراضي 48 تبيّن أن الشعب الفلسطيني لا يمكن هزيمته مهما كبرت التضحيات، وهذا شعب جدير بالحياة والتحرير ويعطي وسام الإنسانية لأي شعب على وجه الأرض، خصوصاً أنه يواجه وحوشاً بشرية مستعدة للإبادة". ويقول: "بعد سنة يأتي رئيس الأركان الإسرائيلي ويقول فشلنا في الدفاع عن مواطنينا". وتوجه إليه بالقول: "يا هليفي ستفشل أكثر فأكثر". مضيفاً: "نحن أعلنا جبهة الإسناد انطلاقاً من لبنان أولاً للتخفيف عن غزة، والهدف الثاني المضمر هو للدفاع عن لبنان وشعبه، لأن هذه الحرب كانت مخططة مسبقاً، ألم يعلن نتنياهو أنه يريد شرق أوسط جديداً، ألم يقل غالانت إن ضربات حزب الله تفتح الباب على التغيير ليس في لبنان فقط بل في الشرق الأوسط". واعتبر قاسم "أن الإسرائيليين يريدون إبادة كل من يقف في وجهم، ويريدون إخضاع كل المحيط من الدول والشعوب لسياساتهم وأوامرهم وهو أمر لن يحصل". 
أما عن إيران فقال قاسم: "هي التي وفّرت كل الدعم. وإلى كل المشككين بعطاء إيران ودعمها، وهي التي تقرر كيف تعطي ومتى، وهي التي أعطت طوال هذه السنوات، إيران واجهت بالوعد الصادق الأول والثاني، من أكثر من 1500 كلم تأتي الصواريخ وتصيب داخل تل أبيب، وهذا يعني أن إيران مصممة على أن تكون إلى جانب هذه الشعوب بالطريقة التي تراها مناسبة. ونستطيع استخلاص مسألة مهمة أن المعركة ليست معركة نفوذ إيران في المنطقة، بل هي معركة الفلسطينيين لتحرير أرضهم وإيران وحزب الله تساعدهم للتحرر. أما عطاءات اليمن فهي عظيمة، واستطاع أن يكبّل التجارة الإسرائيلية، ويرسل الطائرات لتهديد الكيان الإسرائيلي".