إسرائيل ترفع العلم بمارون الراس وتنسحب..وأميركا لكسر قبضة الحزب

المدن - لبنان
الثلاثاء   2024/10/08
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي لفتحة نفق لحزب الله (سوشيال ميديا)
المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي على أشدها. يخوض الحزب قتالاً شرساً لمنع الإسرائيليين من التقدم باتجاه الأراضي اللبنانية، وتتركز المواجهات عند ثلاثة محاور، يارون ومارون الراس، اللبونة، والعديسة كفركلا. وفيما نشر جيش الاحتلال صورة لرفع العلم الإسرائيلي في بلدة مارون الراس، كشفت قوات اليونيفيل أن الجنود الإسرائيليين انسحبوا من الحديقة على أطراف بلدة مارون الراس بعد لقطة رفع العلم التي استفزت اللبنانيين. وكان وزير الطاقة الإسرائيلي أعلن ان الجيش الاسرائيلي احتل منطقة مارون الراس ودمر المنازل التي أطلق منها حزب الله صواريخ باتجاه إسرائيل. وفي المقابل، أعلن حزب الله التصدّي لقوّة إسرائيلية حاولت التقدّم باتجاه منطقة اللبونة الحدودية مدعومة بجرافات وآليات.
كذلك فإن الغارات الإسرائيلية مستمرة على مختلف المناطق اللبنانية جنوباً وبقاعاً وفي الضاحية الجنوبية لبيروت التي أصبحت عرضة للاستهداف بشكل يومي. في المقابل فإن حزب الله يصرّ على توسيع نطاق عملياته واستهداف مدن كبيرة وبعيدة جداً في إسرائيل ولا سيما حيفا وغوش دان في محيط تل أبيب. ليل الثلاثاء شنّت البوارج البحرية والطائرات الحربية غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت. 
رواية الحزب
وصدر عن غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، اليوم الثلاثاء، بيان جاء فيه: "تؤكد المقاومة الإسلامية ما صدر عن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم حول جهوزية القوة الصاروخية لاستهداف كل مكان في فلسطين، تقرره قيادة المقاومة عبر منظومة القيادة والسيطرة التي عادت أقوى وأصلب مما كانت عليه". وأضاف البيان، "تمادي إسرائيل في الإعتداء على أهلنا الشرفاء في كل البقاع الصامد، سيجعل من حيفا وغير حيفا بالنسبة لصواريخ المقاومة بمثابة كريات شمونة والمطلة وغيرها من المستوطنات الحدودية مع لبنان، وهذا ما شاهده العدو ومستوطنوه في حيفا ومحيطها اليوم الثلاثاء".
وأشار إلى أن "المقاومة الإسلامية ترى وتسمع حيث لا يتوقع هذا العدو، ويدها قادرة أن تطال حيث تريد في فلسطين، ونيرانها باتجاه العمق الإسرائيلي لن تقتصر على الصواريخ ولا المسيّرات الانقضاضية". وأوضح البيان، "يواصل مجاهدونا البواسل التصدي لكل محاولات جنود اسرائيل التقدم واحتلال بعض القرى الجنوبية عند الحافة الأمامية مع فلسطين، في ملحمة بطوليّة لم يعرف هذا العدو لها مثيلًا في حروبه، حتى أنه بات يختبئ خلف مواقع اليونيفل وفي مسارات غير مرئية للجانب اللبناني، وهو لم يفلح حتى الساعة بالدخول إلى قرانا الصامدة، ويتكبد خسائر فادحة فاقت الـ 35 قتيل و 200 جريح من نخبة ضباطه وجنوده".

السردية الإسرائيلية
في المقابل ادّعى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، أن إسرائيل قتلت 50 عنصرًا على الأقل من حزب الله، بينهم 6 قادة كبار في جبهة الجنوب وقوة الرضوان، وذلك خلال غارات جوية واسعة استهدفت مقرات تحت الأرض تابعة للحزب في جنوب لبنان، مساء أمس، الإثنين. وزعم أن هذه الغارات دمرت بنية تحتية كبيرة تابعة لوحدات "نصر"، و"بدر" و"عزيز"، إلى جانب استهداف عناصر من قوة الرضوان وأهداف صاروخية. كما زعم هغاري، في مؤتمر صحافي عقده مساء الثلاثاء، أن الغارات أسفرت عن مقتل شخصيات بارزة في حزب الله، من بينهم القادة الميدانيين: مسؤول ساحة الهجوم في قطاع بنت جبيل، أحمد حسن نزال، ومسؤول قطاع حجير، حسين طلال كمال، والمسؤول السابق عن قطاع حجير، موسى دياب بركات، بالإضافة إلى مسؤول العمليات في قطاع حجير، محمود موسى كرنيب، ومسؤول المدفعية في قطاع بنت جبيل، ‏علي أحمد إسماعيل، ومسؤول المدفعية في قطاع حجير، ‏عبد الله علي دقيق.
كذلك أعن الجيش الإسرائيلي عن اكتشاف نفق لحزب الله اجتاز إلى يجتاز الحدود اللبنانية باتجاه إسرائيل لمسافة نحو 10 أمتار من منطقة مروحين، وقال الجيش الإسرائيلي: "لقد تم اكتشاف النفق قبل عدة أشهر حيث تكون نهاية النفق مغلقة وخالية من فتحات الخروج، وخضع النفق لسيطرة عملياتية كاملة حتى وصول المقاتلين إلى الميدان بغية منع استخدامه، وقد مشطت قوات جيش الدفاع ومن ضمنها الوحدات الخاصة البنية التحتية وعثرت بداخلها على وسائل قتالية، ومعدات تخريبية وصواريخ مضادة للدروع. وقال جيش الاحتلال: "في هذه المرحلة باستثناء هذه البنية التحتية لا توجد أنفاق أخرى اجتازت من لبنان إلى إسرائيل".

كسر قبضة الحزب
وفي سياق يبدو متكاملاً مع تسريبات كثيرة حول الضغوط السياسية التي تمارسها واشنطن على لبنان والاستفادة من الضربات التي تعرّض لها حزب الله، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أنها "تأمل في رؤية حل دبلوماسي للنزاع في الجنوب"، مع تأكيدها على "حق إسرائيل في استهداف بنية حزب الله التحتية". وأشارت الخارجية إلى أن "حزب الله لا يزال يرفض تطبيق القرار 1701، والذي ينص على انسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني". وأكدت على موقفها بأن "على اللبنانيين أن يتمكنوا من كسر قبضة حزب الله على مقدرات بلدهم". وذكرت الخارجية أنها "تجري نقاشات مع حلفائها في المنطقة لبحث سبل التطبيق الكامل للقرار 1701". معتبرة أن موافقة حزب الله على فصل جبهة لبنان عن غزة ووقف إطلاق النار جاءت متأخرة، وبعد تعرّضه لضربات قاسية.