أميركا تجمّد محاولات وقف التصعيد.. وتركيا تجلي رعاياها بحرياً

المدن - لبنان
الثلاثاء   2024/10/08
يقول مسؤولون أميركيون إن أميركا لا تسعى لإحياء مقترح وقف النار (فضل عيتاني)
في ما يشبه الضوء الأخضر للعملية الإسرائيلية في لبنان، أعلن مسؤولون أميركيون عن وقف واشنطن لمحاولات وقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله. وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة أوقفت محاولاتها لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، الذي يتوسّع ويهدد أكثر بالتحول إلى حرب إقليمية شاملة. وجاءت تعليقات المسؤولين الأميركيين بعد نحو أسبوعين من تجاهل إسرائيل اقتراحاً طرحته الولايات المتحدة وقوى غربية وعربية أخرى، بوقف الهجمات بين إسرائيل وحزب الله لمدة 21 يوماً.

لا إحياء لمقترح وقف النار
وقال المسؤولون الأميركيون لشبكة "سي إن إن"، إن الولايات المتحدة "لا تحاول إحياء المقترح"، و"توقفت عن مساعيها لتقييد العمليات الإسرائيلية في لبنان وضد إيران". وأوضح المسؤولون أن المخاوف داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتزايد من أن "ما وعدت إسرائيل أنه سيكون عملية محدودة في لبنان، سينمو قريباً إلى صراع أوسع نطاقاً وأطول أمداً". وحسبما قال المسؤولون الأميركيون لـ"سي إن إن"، فإن إسرائيل كانت تخطط في البداية لتوغل بري أكبر بكثير في لبنان، قبل أن تقنعها الولايات المتحدة بتقليص حجم عملياتها البرية. لكن المسؤولين أكدوا أن "نفوذ الولايات المتحدة محدود عندما يتعلق الأمر بالعمليات العسكرية الإسرائيلية"، كما هو الحال في حرب غزة. وقال مسؤول أميركي كبير تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لوصف المداولات مع إسرائيل: "لم نتمكن من منعهم من اتخاذ إجراء، لكن يمكننا على الأقل محاولة تحديد شكل هذا الإجراء".
وعلى وقع التصعيد المتواصل صدر عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو بيان جاء فيه: "بعد مرور عام، تصاعد التبادل شبه اليومي لإطلاق النار إلى حملة عسكرية شعواء ذات كلفة إنسانية كارثية. إذ أصبح القصف الإسرائيلي المستمر جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في لبنان، وقيام حزب الله بإطلاق الصواريخ والقذائف تجاه إسرائيل، حيث يتكبد عدد هائل من الناس ثمنًا لا يُمكن تصوره من القتلى والجرحى فضلا عن مئات الآلاف من النازحين. وأضاف البيان: "إن كلّ صاروخ أو قذيفة تُطلق، أو قنبلة تُلقى، أو غارة برية تُنَفّذ، تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) كما تُباعد بينهم وبين خلق الظروف اللازمة من أجل ضمان الأمن الدائم للمدنيين على جانبي الخط الأزرق. مما لا شك فيه أن زيادة حدة العنف والتدمير لن يحل القضايا الجوهرية ولن يجلب الأمن لأي طرف على المدى الطويل. بل العكس هو الصحيح، إن الحل التفاوضي السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار الذي يتوق إليه ويستحقه المدنيون على جانبي الخط الأزرق. وقد آن الأوان للتحرك في هذا الاتجاه".

تركيا تجلي رعاياها
بريطانيا لا تزال تطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وبعد موقف واضح لوزير الخارجية شدّد سفير بريطانيا لدى إسرائيل، على "أننا بحاجة لوقف إطلاق النار في لبنان". وقال السفير لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "يجب بدء مفاوضات في أقرب وقت لوقف إطلاق النار في لبنان، والحكومة الإسرائيلية تدرك أن الحرب يجب أن تنتهي بالمفاوضات".
من جهتها أعلنت وزارة الخارجية التركية أن تركيا ستقوم بإجلاء حوالى ألفَي مواطن تركي من لبنان عن طريق البحر يوم غد الأربعاء. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن سفينتين تابعتين للبحرية التركية ستغادران الثلاثاء ميناء في مقاطعة مرسين جنوبي تركيا متوجهتين إلى بيروت.