غارات على الضاحية واستهداف المسعفين ومخاوف من الحصار

المدن - لبنان
الجمعة   2024/10/04
غارات مستمرة على الضاحيّة الجنوبيّة (علي علّوش)

قالت إذاعة الجيش الإسرائيليّ، نقلًا عن مصدرٍ عسكريّ رفيع، إن الجيش يستعد لتوسيع العملية البريّة في جنوب لبنان قريبًا. اخترقت القوّات الإسرائيليّة دفاعات حزب الله، في بلدتين حدوديتين، وقالت تقارير أن القوّات أجرت توغلًا محدودًا في بعض الأحياء، في اليوم الثالث من محاولات الجيش الإسرائيليّ التوّغل بريًّا في الأراضي اللّبنانيّة. وأعلن جيش الاحتلال  اليوم الجمعة، مقتل جنديين من لواء غولاني في جبهة الشمال مع لبنان، كما أعلن إصابة جنديين آخرين في نفس الهجوم بجراحٍ خطيرة.

من جانبها، ذكرت وسائل إعلام عبريّة، منها موقع واينت، أنّ مقتل الجنديين وقع في شمال هضبة الجولان السّوريّ المحتل، إثر انفجار مسيّرة أطلقت من العراق في الليلة الواقعة بين يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الحالي. وأفادت وسائل الإعلام نفسها بأنّ هجوم المسيّرة أسفر أيضًا عن إصابة 24 جنديًا. وأعلنت صحيفة هآرتس نقلًا عن الجيش الإسرائيليّ إن 180 صاروخًا أطلقت من لبنان باتجاه بلدات شمالي إسرائيل منذ منتصف الليلة الماضية. وذكرت سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيليّة أن حرائق عدة اندلعت إثر سقوط صواريخ في الجليل الأعلى والجولان.

من جهته، قال حزب الله إنه اشتبك بعد ظهر اليوم مع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم التسلل باتجاه بلدة يارون. وأضاف إنه فجر 3 عبوات ناسفة "لدى محاولة جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي التسلل باتجاه مارون الراس، ثمّ اشتبك المقاومون معهم وأوقعوهم بين قتيل وجريح".

ووسط الأحاديث الّتي نقلتها عدّة وسائل إعلاميّة أفادت عن اتصالٍ جمع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، بالمبعوث الأميركيّ آموس هوكشتاين، نفت أوساط رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الإعلامية حصول هذا الاتصال كما ذكرت أنباء نشرها موقع أكسيوس الأميركيّ.

غارات عنيفة
ونفذ الطيران الإسرائيليّ غارتين متتاليتين على الضاحية الجنوبية بعد ظهر اليوم الجمعة، مستهدفةً المنطقة بالقرب من الجامعة اللبنانية في منطقة الليلكي - الحدت (حي الجامعة)، ليعود بعدها ويستهدف محيط "ملعب الراية" باتجاه منطقة السانت تريز. وأسفرت عن انهيار عدد من المباني والمنشآت، ومنها ملعب المريجة، المخفر، البلدية، سوبر ماركت بيضون والمباني أمام دواليب السبع وخلفه، كما سجّلت غارة في محيط مستشفى "سان جورج" في الحدت، كما انتشر فيديو يظهر أضرارًا محدودة في مستشفى "سانت تيريز" في الحدت نتيجة القصف الذي طال محيطه. فيما تلقى مركز الدفاع المدني في منطقة الحدت، وهو الأقرب جغرافيًّا إلى المنطقة المستهدفة، اتصالًا هاتفيًّا إسرائيليًا، محذرًا من إرسال أي سيارات إسعاف إلى المنطقة، وهدد باستهدافها فورًا.

ونعت المديريّة العامة للدفاع المدنيّ - الهيئة الصحية الإسلاميّة - 7 من مسعفيها الذين استشهدوا بالعدوان الإسرائيليّ المباشر على الطواقم الإسعافيّة في بلدة مرجعيون (مستشفى مرجعيون الحكومي) نهار اليوم الجمعة. والمسعفون هم، الشهيد محمد جعفر هريش، الشهيد جعفر ضاوي، الشهيد حسين سويد، الشهيد محمد حسان، الشهيد عباس طراف، الشهيد علي غريب، الشهيد علي منذر. كما واستهدف الاحتلال الإسرائيلي مركز شقرا الإسعافيّ وسقط من الشهداء: المسعف معين تميم، المسعف مصطفى علي ذيب، بالإضافة إلى استهداف مركز خربة سلم (بئر السلاسل) الشهيد المسعف عباس فتوني، والشهيد المسعف حمزة الطويل.


حميّة:حصار مرتقب
وقال وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية إنه وضع رئيس البرلمان نبيه بري، بعد اجتماعهما اليوم الجمعة، في صورة العمل وتسيير العمل بجميع المرافق البحرية والبرية والجوية وأوّلها مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، والآليات المعتمدة في المطار، والمرافق البحرية جميعها، خصوصاً من خلال الاستيراد وتصدير البضائع، ولا سيما المواد الغذائية التي هي القوت اليومي للشعب اللبناني، والمعابر البرية، التي تعرّض آخرها فجراً لقصف من جانب الاحتلال الإسرائيلي، مستهدفاً معبر المصنع الذي هو المعبر البري الأساسي بين الحدود اللبنانية والسورية وقد بات الآن بمثابة ممرّ انساني، حيث عبر منه، بحسب البيانات، نحو 70 ألف لبناني باتجاه سوريا ودمشق. وشدد حمية على أن "المجتمع الدولي أمام مسؤوليات كبيرة، إنسانية، أخلاقية ودولية، وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية، إذ من الواضح أننا في طريقنا إلى حصار برّي وجويّ، فأين المجتمع الدولي مما يحصل؟".

التوّغل البريّ
وأدعى الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة "القضاء على أكثر من 250 عنصرًا من حزب الله"، خلال عمليات الجيش في جنوب لبنان، منذ أن بدأت قواته هجومًا بريًّا. بدوره، ذكر الحزب في بيان أنّ مقاتليه "استهدفوا قوة لجنود العدو الإسرائيلي أثناء تقدمها باتجاه بيادر العدس غرب يارون بقذائف المدفعية وبصلية صاروخية"، بعد هجوم مماثل صباحًا، مؤكدًا أنه يواصل استهداف تجمعات جنود في شمال إسرائيل. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن من بين مقاتلي الحزب الـ250 الذين قُتلوا خلال العملية البرية، هناك ما لا يقل عن 21 "قائدًا ميدانيًّا"، من بينهم 5 قادة على مستوى الألوية، و10 من قادة السرايا، و6 قادة للفصائل، وفق ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيليّة.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن هناك مؤشرات متزايدة بأن هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، والخليفة المحتمل لحسن نصرالله، قتل في الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس. وأضافت أن مسؤول الاستخبارات في حزب الله كان هو أيضًا في المخبأ الذي قصف أمس، ولم يعرف مصيره.

إلى ذلك، كثفت دول غربية خطط الطوارئ لإجلاء رعاياها من لبنان بعد احتدام العدوان الإسرائيلي، ومحاولة قواتها التوغل البري في عدد من بلدات الجنوب، فضلا عن استمرار قصف العاصمة بيروت. واستقل عشرات اليونانيين والقبارصة اليونانيين طائرة عسكرية يونانية في مطار بيروت، وكان كثيرون من الركاب أطفالا يتشبثون بدمى وحقائب مدرسية، في حين كانت الطائرة تغادر المدينة التي كان يتصاعد منها الدخان.