اسرائيل تواصل استهداف مسؤولي الحزب بغارات مدمّرة

المدن - لبنان
الجمعة   2024/10/04
شنّ الجيش الإسرائيليّ غارات هي الأعنف منذ بدء العدوان على الضاحيّة الجنوبيّة (علي علّوش)

بعد الغارة الأعنف الّتي شنّها الاحتلال الإسرائيليّ، في السّاعات الأولى من فجر اليوم، الجمعة، في محلة المريجة، في محاولةٍ لاغتيال رئيس المجلس التنفيذيّ لحزب الله، هاشم صفي الدين، والذي جرى تداول اسمه كمرشحٍ لمنصب أمين عام الحزب، وبدخول العدوان الإسرائيليّ  الأوسع على لبنان يومه الثاني عشر، واصل الجيش الإسرائيليّ، شنّ غارات جويّة على مناطق مختلفة في جنوب لبنان وشرقه، فضلًا عن سلسلة الغارات الّتي شهدتها الضاحيّة الجنوبيّة ومناطق محافظة جبل لبنان في أوقات متقاربةٍ، والّتي وصفت بـ "الأقوى" على الضاحية منذ بدء الحرب على البلاد. وطالب الاحتلال سكّان نحو 35 بلدة جديدة في جنوب لبنان، بالإخلاء الفوريّ، والتوّجه إلى شمال نهر الأولي.
من جانبها، قالت وزارة الصحّة اللّبنانيّة إنّ "حصيلة الغارات الإسرائيليّة على محافظة النبطية بلغت 19 شهيدًا و52 جريحًا، وسقط شهيدان و14 جريحًا في البقاع، وشهيدان و15 جريحًا في جبل لبنان".

أما بما يتعقل بمحاولات التوّغل البريّ، فقال وزير الأمن الإسرائيليّ، يوآف غالانت إن "المناورة البريّة في الشمال ستستمر حتى تطهير المنطقة من الأسلحة"، وقد زار غالانت بعض الجنود الجرحى في معارك جنوب لبنان.

عدوان مستمر
أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة تبنا في خراج البيسارية، في قضاء الزهراني جنوبي لبنان. كما تتعرض بلدة عيتا الشعب منذ التاسعة والربع صباحًا، لقصفٍ مدفعي معادٍ. ونفذ الطيران الحربي الإسرائيليّ كذلك غارة جوية على حي القلعة في بلدة حاروف لجهة بلدة الدوير في النبطية. ووفق الوكالة الوطنية للإعلام، أغار الطيران الحربي المعادي قرابة العاشرة إلا عشر دقائق صباحًا، على المنطقة الواقعة بين بلدتي صربا وعين قانا في منطقة إقليم التفاح.

كما تعرضت أطراف بلدات شيحين، الجبين، الضهيرة، وعيتا الشعب لقصف مدفعي معادي مركّز. كذلك، قصفت مدفعية الاحتلال بلدة كفركلا، بعدما استهدفت ليلًا بلدات العديسة، كفركلا، مجرى نهر الليطانيّ في منطقة الخردلي، أطراف ديرميماس، أطراف برج الملوك، والخيام. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي، على بلدة الخيام ثلاث مرات، بالإضافة الى غارة على بلدة دبين. واستهدف سلاح الجوّ الإسرائيليّ في ساعات الفجر الأولى منطقة غرب بعلبك،
ما بين بلدتي بوداي وشمسطار، مرورًا ببلدة طاريا. ولم يغب الطيران الاستطلاعي عن مدينة بعلبك وقرى القضاء.


قطع طريق المصنع
هذا، وقال وزير النقل علي حمية لـ "رويترز" إن ضربة إسرائيليّة وقعت صباح اليوم الجمعة قرب معبر المصنع الحدودي مع سوريا، ما أدّى إلى قطع طريق يسلكه مئات الآلاف من الأشخاص للفرار من القصف الإسرائيليّ في الأيام الماضية. وأوضح حمية أن الضربة وقعت بعد المعبر الحدوديّ مباشرةً لكنها داخل الأراضي اللبنانية، وذكر أنها أحدثت حفرة بعرض أربعة أمتار.
وأعلن الجيش الإسرائيليّ تدمير نفق بطول نحو 3.5 كيلومتر وزعم أن حزب الله استخدمه لنقل أسلحة من لبنان إلى سوريا. وقال في بيان، إن "مقاتلات سلاح الجوّ، هاجمت بتوجيه استخباراتيّ دقيق من شعبة المخابرات، يوم أمس الخميس، نفقا تحت الأرض، يعبر الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية، بطول نحو 3.5 كيلومتر، يستخدمه حزب الله لنقل الأسلحة، وتخزينها تحت الأرض".

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيليّ في بيان، أنه هاجم أمس بشكلٍ دقيق في منطقة بيروت وتمكن من اغتيال قائد منظومة الاتصالات في حزب الله محمد رشيد سكافي، مشيرًا إلى أنه كان من قدامى عناصر حزب الله، وشغل منصب قائد منظومة الاتصالات منذ العام 2000، وكان مقربًا من كبار قادة حزب الله، وامتلك خبرة وصلاحيات واسعة في الحزب. وادعى الجيش أن سكافي كان يبذل جهودًا حثيثة لتطوير اتصال متواصل بين كافة الوحدات والمنظومات في حزب الله في وقت الروتين وفي الطوارئ، بهدف الحفاظ على استمرارية نقل المعلومات في التنظيم بشكل متواصل. وقال: "تُعتبر منظومة الاتصالات وحدة ركن مسؤولة عن استمرارية الاتصال في الحزب، ومسؤولة عن تطوير وصيانة أنظمة الاتصال في حزب الله".

من جانبها قالت العلاقات الإعلاميّة في حزب الله إنّ "العدو يواصل جرائمه الإرهابيّة ضدّ الإنسانيّة، فبعد غاراته الوحشيّة الّتي أدّت إلى تدمير العشرات من المباني السكنيّة في الضاحية الجنوبية ليل أمس، تقوم طائراته بالإغارة على فرق الدفاع المدنيّ الّتي تعمل على إزالة الركام وانتشال المصابين، وقد أدّت هذه الغارات إلى استشهاد أحد عناصر الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية وجرح عدد آخر منهم". وطالبت في بيان "الحكومة اللّبنانيّة والمؤسسات الدولية المعنية، بإدانة هذا العمل البربريّ والمخالف لكل الأعراف الإنسانية والقرارات الدولية، وفعل ما يمكن فعله للسماح لهذه الفرق الإنسانية من القيام بواجباتها الإنسانية الانقاذية".

ضربات الحزب
في المقابل، أعلن حزب الله استهداف قاعدة "ناشر"، شرق حيفا، بصليةٍ من صواريخ فادي 2، مشيرًا إلى أنّ "المقاومة الإسلامية ستظل حاضرة وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا ولن تتوانى عن القيام بواجبها لردع العدو عن غطرسته وظلمه". وقال حزب الله في بياناتٍ متتالية، إن مقاتليه استهدفوا: مرابض مدفعية العدو في جنوب كريات شمونة، بصلية صاروخية، وأنّه "ردًا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية فجر يوم الجمعة 4-10-2024 دبابة ميركافا في محيط موقع المالكية بصاروخ موجه مما أدىّ إلى اندلاع النيران فيها وسقوط أفرادها بين قتيل وجريح". فضلًا عن مدينة ‏صفد المحتلة بصلية صاروخية. وأعلن استهدافه قوة ‏لآليات وجنود العدو الإسرائيلي في سهل مارون الراس، بقذائف المدفعية، وأوقعوا فيهم ‏إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح‏.

تشييع نصرالله
إلى ذلك، قال مصدر مقرّب من حزب الله إن الأمين العام الراحل للحزب حسن نصرالله، الذي اغتيل بغاراتٍ إسرائيليّة قبل أسبوع، دُفن"مؤقتًا كوديعة"، بسبب صعوبة تشييعه شعبيًّا نتيجة "التهديدات الإسرائيلية"، وفق ما نقلت عنه وكالة فرانس برس اليوم، الجمعة. ووفقًا للمصدر، الذي طلب عدم ذكر هويته، إنه "دُفن نصرالله بشكل مؤقت كوديعة في مكان سرّي، في انتظار توافر الظروف الملائمة لتشييع جماهيري"، وذلك "خشية من تهديدات إسرائيلية باستهداف المشيعين ومكان دفنه".