إسرائيل تناقش الصفقة مع لبنان.. وتكشف تفاصيلها
لا تزال الولايات المتحدة الأميركية تشدد على العمل الديبلوماسي للوصول إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. في المقابل تجري في إسرائيل نقاشات كثيرة حول أهداف العملية ومسار المفاوضات، وسط تسريبات من هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، تقول إن "العملية البرية في جنوب لبنان وصلت إلى مراحلها الأخيرة"؛ حسبما ذكر مسؤولون في أجهزة الأمن. ورجح المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون "انتهاء العملية البرية عما قريب، إذا لم تحدث تغييرات في اللحظة الأخيرة ووفقا لاعتبارات عملياتية وسياسية". وأوردت "كان 11"، أنه "على المستوى العسكري ووفقا لقرار الكابينيت مع بدء العملية البرية، فإن الجيش حقق إنجازات كبيرة على خط التماس في القرى جنوبي لبنان مع تفكيك الكثير من البنى التحتية لحزب الله فوق الأرض وتحتها. الجيش لم يصل بعد إلى جميع القرى الواقعة بين رأس الناقورة وهار دوف (مزارع شبعا)، إلا أنه يستعد للوصول إليها".
حذار التفاؤل
ووبناءً على توصيات الجيش الإسرائيلي، وضعت الحكومة خطوطًا واضحة للمفاوضات تشمل منع عودة حزب الله وقوة الرضوان إلى جنوب لبنان، ومنح إسرائيل حرية التحرك الجوي والبري لمواجهة أي تهديدات مستقبلية، خاصةً محاولات إيران لتسليح الحزب. كما تطالب إسرائيل بضمانات أميركية تتيح لها التحرك بحرية حتى في حال استدعى الأمر تصعيدًا جديدًا.
من جهة أخرى، يتمسك حزب الله بالعودة إلى صيغة اتفاق 2006 وفق قرار مجلس الأمن 1701 دون تعديلات، معتبرًا أن الاتفاقية تخدم مصالحه دون الحاجة لأي تحديث. وأشارت "القناة 12" إلى أن إدارة بايدن تسعى جاهدة لتحقيق اختراق قبل الانتخابات الرئاسية، بهدف إبراز نجاحها في وقف التصعيد بالمنطقة. ومع ذلك، فإن جولات الوساطة التي يقودها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن. وترى "القناة 12" أن هذه اللحظة تمثل فرصة نادرة لإسرائيل لرسم واقع أمني جديد في الشمال، مع تجنب أي تدخلات خارجية قد تعرقل استراتيجياتها في المنطقة، معتبرة أن هذه الفرصة قد لا تتكرر.
فرض وقف النار
بدورها أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن "هناك تقييمات في إسرائيل تشير إلى أن الإدارة الأميركية ستسعى لفرض وقف لإطلاق النار في لبنان بعد هذه الخطوة". ويتوقع أعضاء الكنيست أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات فعلية، منها تمرير قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ويأتي هذا في وقت يتولى فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحديث عن ضرورة طرح مثل هذا القرار في مجلس الأمن. إضافةً إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن "الإدارة الأميركية قد تروج لمبادرة بعد الانتخابات، حيث من المرجح أن يتم اتخاذ خطوات لتعزيز وقف إطلاق النار في الشمال بناءً على القرار 1701 مع تعديلات".
هدف استراتيجي
صحيفة "يديعوت أحرونوت" أفادت بأن "الجيش الإسرائيلي يقترب من إنهاء عملياته في المناطق الحدودية بلبنان، حيث يقوم بتطهير القرى التي تُستخدم كنقاط تجمع لحزب الله قرب الحدود الشمالية"، ويأتي هذا في ظل مناقشات يخوضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبحث في إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في الشمال. وأوضحت مصادر عسكرية للصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي قرر توسيع عملياته البرية لاستعادة الأمن"، مشيرة إلى أن "حزب الله لم يكن يخطط لاحتلال الجليل بشكل مؤقت، بل كان يسعى للبقاء فيه لعدة أشهر، كما أن حجم الأسلحة المكتشفة كان كبيرًا للغاية". وبهدف تغيير الوضع على الأرض، يسعى الجيش الإسرائيلي لتحقيق هدف استراتيجي، وفي حال تعثر التوصل إلى اتفاق، سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى تعميق عملياته لضمان إنهاء أعمال حزب الله على الحدود، بما في ذلك إمكانية إنشاء منطقة أمنية تسمح بعودة المواطنين إلى منازلهم".
تفاصيل المقترح
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية نص الاتفاق المقترح بين إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة ودول أخرى، الذي يجري التداول بشأنه، فيتضمن - حسب يديعوت أحرونوت - ثلاثة مركبات أساسية، هي: الأول: تنفيذ قرار 1701 بشكل موسع بحيث يتم التأكد من ألا يكون هناك وجود مسلح لحزب الله جنوب نهر الليطاني، وأن يكون هناك ابتعاد ذو مغزى في منطقة المطلة. ويفترض بالجيش اللبناني أن ينتشر على طول حدود الشمال بأعداد كبيرة بين 5 آلاف و10 آلاف مقاتل. ويتم تعزيز قوات اليونيفيل الحالية، ربما بتغيير بعض كتائبها بكتائب فرنسية، بريطانية وألمانية. وتوجهت إسرائيل إلى الدول آنفة الذكر في محاولة للاستيضاح هل توافق على ذلك؟
الثاني: إقامة جهاز إنفاذ ورقابة دولي يمكن للطرفين أن يبلغا بالانتهاكات وكان مطلباً جوهرياً لجهاز الأمن منذ بداية الحرب. في إسرائيل يقولون إنه تحقق توافق مع الولايات المتحدة على أنه إذا ما ظهر انتهاك من جانب لحزب الله كبناء بنية تحتية عسكرية جنوب نهر الليطاني، ولم يعالجه الجيش اللبناني واليونيفيل في أقرب وقت ممكن تعمل إسرائيل وحدها وبشكل متواصل على إزالة التهديدات. وكجزء من المفاوضات، طلبت إسرائيل من الرئيس الأميركي جو بايدن أن يرسل كتاباً يشدد فيه على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بحيث يكون واضحاً أن الجيش الإسرائيلي من حقه أن يزيل تهديدات يشخّصها. ولم تستجب محافل أميركية لأسئلة في هذا الشأن. والثالث: منع إعادة تسلح حزب الله بصفته جزءاً من التفاهمات التي تنهي الحرب. يدور الحديث عن منع دخول وسائل عسكرية تعرف كمحظورة، من الجو، من البر ومن البحر.