التصعيد العسكري يتواصل ومواجهات مباشرة في عيتا الشعب

المدن - لبنان
الخميس   2024/10/24
تستمر الغارات الجويّة على مناطق واسعة في الجنوب والبقاع (Getty)

منذ صدور تصريح رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ هارتسي هاليفي، الذي أشار إلى إمكانيّة "إنهاء الأمور في السّاحة بصورةٍ قاطعة، حيث قضينا على سلسلة القيادة العليا لحزب الله"، وهو يتفاعل في الأوساط اللّبنانيّة، لجهة الدلالات الّتي يحملها بالتزامن مع المساعي الأميركيّة – الأوروبيّة الراميّة لوقف إطلاق النار.
وبالتوازي مع التصريح، صدر عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أنّ هناك بحث جارٍ هدفه التفاهم على وقف إطلاق نارٍ نهائيّ. وأعلن أنّه "تفاهم مع المبعوث الأميركيّ آموس هوكشتاين على تطبيق القرار 1701 من دون أي تعديلات".

وواقع المفاوضات لا يبدو أنّه يتجلى في الميدان، إذ أن طرفي الاقتتال كثّفا من عملياتهما العسكريّة. ففي وقتٍ واصل فيه الجانب الإسرائيليّ غاراته الجويّة على رقعةٍ واسعة من الجنوب والبقاع، نقلت صُحف إسرائيليّة عن احتدام الاشتباكات على محور التوغّل البريّ، مع سقوط المزيد من قتلى جيش الاحتلال فضلًا عن إصاباتٍ عدّة.

مستجدّات الجبهة
صعّد حزب الله هجماته الصاروخيّة وعملياته تجاه المواقع العسكريّة والبلدات الإسرائيليّة، فيما وسّع من العلميات والاشتباكات مع القوات الإسرائيليّة الّتي تحاول التوغّل في القرى الحدوديّة. وفي هذا السّياق أفادت القناة 14 الإسرائيليّة عن "نقل عشرات الجنود إلى المستشفيات بعد إصابتهم في معارك جنوب لبنان خلال السّاعات الأخيرة".
وقالت وسائل إعلام إسرائيليّة إنّ "عناصر حزب الله خرجوا من نفق وأطلقوا القنابل تجاه جنود الجيش الإسرائيليّ ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى، وردّ عناصر الجيش بإطلاق النار لكن لا يعلم الجيش الإسرائيليّ ما إذا كان عناصر حزب الله قد أُصيبوا". وأفادت تقارير عن مقتل 4 جنود وإصابة 6 حالات 3 منهم خطيرة، بعد العملية هذه. ونقلت وسائل إعلام إسرائيليّة أخرى إن 5 جنود قتلوا في اشتباكات مع مقاتلي حزب الله جنوبي لبنان خلال السّاعات الـ24 الماضية. وأكدّت أن المنطقة الّتي خرج منها عناصر حزب الله في القطاع الغربي تعرّضت لقصف جوي قبل دخول القوات، رغم ذلك تمكن عناصر حزب الله من التحصّن بشكل جيد وعندما لاحظوا تقدم قوات الجيش الإسرائيلي رموا تجاههم عدد من القنابل اليدوية.

من جانبه، أعلن حزب الله أنّه "قصف قاعدة سنط جين اللوجستيّة بين مستعمرة نهاريا ومدينة عكا"، كما واستهدف "تجمعًا لجنود ‏العدو الإسرائيليّ شرقي بلدة عيترون". وقال أن هناك اشتباكات عنيفة في بلدة عيتا الشعب من مسافة صفر وأنه عندما دخلت دبابة ميركافا للإسناد استهدفها وأوقع طاقمها بين قتيلٍ وجريح". ذلك فضلًا عن استهداف ‌‌تجمعين لقوات العدو في مستعمرتي المنارة ومسكفعام ومدينة نهاريا ومدينة صفد، فضلًا عن مُدن وقواعد عسكريّة أخرى.

إلى ذلك أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي عن قيام طائرات سلاح الجوّ الإسرائيليّ باستهداف أكثر من 160 هدفًا لحزب الله ومنها منصات صاروخية ومبان عسكرية وبنى تحتية في أرجاء لبنان. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيليّ عثر على منطقة مكوث لعناصر حزب الله وعشرات قطع الأسلحة ومنها بنادق كلاشنيكوف وصواريخ تُحمل على الكتف داخل منزل في جنوب لبنان، إضافة إلى وسائل قتالية من بينها منصات صاروخية وقذائف هاون وقطع أسلحة وذخيرة، ومستودعات أسلحة احتوت على مئات الصواريخ المضادة للدروع وقذائف الهاون.

غارات متواصلة
إلى ذلك، شنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ سلسلةً من الغارات الجويّة. وجنوبًا، استهدف العدو الإسرائيليّ، بلدة كفرتبنيت. وفي حصيلةٍ أوليّة، أشارت المعلومات إلى سقوط 4 ضحايا.  كما ونفّذ سلسلة غاراتٍ جويّة استهدفت بلدة زوطر الشرقيّة. وضربت غارة أطراف بلدة العباسية، وثانية عنيفة بلدة معركة. فيما تجدّدت الغارات على حانين. وأغار الطيران الحربيّ على أطراف بلدة الضهيرة، وطال القصف المدفعي بلدتي طيرحرفا وشيحين. وضربت غارة طيرحرفا وقصف الطيران الحربي سهل مرجعيون وتلّة الحمامص مما تسبَّب بحرائق عدّة. ومساءً استهدفت غارة بلدة تول أدّت إلى تدمير عدد من المباني السكنية والمحلات التجارية في حي الحوزة العلمية. واستهدف الطيران الحربي حي البركة في بلدة أنصار.

أما بقاعًا، فاستهدفت غارة بلدة الخضر في بعلبك حيث أفيد أن الحصيلة 7 قتلى و14 جريحًا. واستهدفت غارات إسرائيليّة جرود بلدة بوداي غرب بعلبك وبلدة الحلانية شرق بعلبك. واستهدفت غارةٌ أخرى أطراف مدينة بعلبك لجهة نحلة وضربت ثانية بلدة بوادي. وأشارت الحصيلة الأولية للغارة على منزل في بلدة الحلانية، إلى خمسة ضحايا وعدد من الجرحى نقلوا إلى مستشفى رياق العام. وشنّ الطيران الحربيّ سلسلة غاراتٍ على بلدة الزعارير ضمن نطاق مزارع بيت مشيك، غرب بعلبك، وعلى أطراف بلدة حوش الرافقة لجهة بلدة بيت شاما. وقرابة الثامنة من مساء اليوم، سقطت مسيرّة إسرائيليّة في أحراج بلدة التليل، من دون أن تسفر عن  وقوع أي إصابات. وتوجهت دورية من الجيش الى مكان سقوطها.