لبنان في مجلس الأمن.. دعوات لوقف الحرب

المدن - لبنان
الأربعاء   2024/10/02
بوحبيب يؤكد التعاون مع أميركا لوقف الحرب (Getty)
حضرت التطورات العسكرية في جنوب لبنان في طائرة عقدها مجلس الأمن الدولي، وتكررت الدعوات إلى خفض التصعيد ووقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وتعزيز دور الدولة اللبنانية. فيما بدا الموقف الأميركي لافتاً لجهة دعم إسرائيل.  وقال مندوب لبنان لدى مجلس الأمن هادي هاشم: "كل ما ما تقوله إسرائيل عن عمليات عسكرية محدودة هو غير صحيح فالأضرار كبيرة في صفوف المدنيين". وأضاف: "في يوم واحد فقط في 23 أيلول قتلت إسرائيل 569 شخصاً من بينهم 50 طفلاً و94 إمرأة". وتابع هاشم قائلاً: "إسرائيل تتجاهل القانون الدولي ومناشدات مجلس الأمن"، مشيراً إلى أن "ما يحدث اليوم من قتل وتهجير وتدمير لا يُمكن السكوت عنه وتجاهله". 
وأكد أن "ما يجمع عليه الجميع أن مواجهة المحتلّ مقاومة". وتابع قائلاً: "لبنان يرفض الحرب ويُريد تطبيق الـ1701 ونشر الجيش لمؤازرة اليونيفيل"، مضيفاً أن "لبنان وافق على المبادرة الاميركية - الفرنسية التي وافقت عليها إسرائيل وعادت ونسفتها". وقال: "لبنان يواجه اليوم أزمة إنسانية غير مسبوقة وهو بحاجة لمساعدات إنسانية"، مضيفا أن "تاريخنا مع إسرائيل تخلله إجتياحات متعددة وكل هذه الاجتياحات انتهت باندحار إسرائيل وبتراجعها".  وختم بالقول: "لبنان يستحق الحياة".
 
الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش قال إنّ "الوضع في لبنان يتحوّل إلى الأسوأ"، وأشار إلى أنّ "إسرائيل رفضت مقترحا فرنسيًا لوقف النار في لبنان". وأضاف غوتيريش أنّ "المدنيين في لبنان يدفعون ثمنا باهظا، ومن الضروري تفادي الحرب الشاملة في لبنان". واعتبر أنّ "إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باتّجاه إسرائيل، والاعتداءات الإيرانية على إسرائيل لا تخدم القضية الفلسطينيّة". وتابع غوتيريش: "حان وقت وقف النار الفوري في غزة ووقف الأعمال العدائية في لبنان، وحان وقت حلّ الدولتين". وشدّد على أنّ "دائرة العنف في الشرق الأوسط يجب أن تتوقف".
 
ولفت مندوب فرنسا لدى مجلس الأمن أنّ "الوضع في لبنان خطير جداً، ويجب تنفيذ القرار 1701 في لبنان". وأضاف أنّ "على كل الأطراف حماية قوات "اليونيفل" وضمان سلامتهم". أما مندوبة بريطانيا فأكدت: "نحتاج إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة". وأشارت إلى أنه "لا يُمكن أن نسمح للبنان بالتحوّل إلى غزة ثانية".
 
أما مندوبة أميركا لدى مجلس الأمن، فقالت إنّ "إيران فشلت بتحقيق أهدافها من الهجوم على إسرائيل ويجب أن يدفع الحرس الثوري الثمن". وأضافت أنّ "دعم إيران لوكلائها سبب زعزعة استقرار المنطقة وأنّ الحرس الثوري نشر الفوضى في الشرق الأوسط". ورأت أنّ "ما يحدث في لبنان هو نتيجة دعم إيران لـ"حزب الله". معتبرة أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كان يقود مجموعة إرهابية". من جانبه قال المندوب الروسي لدى مجلس الأمن إنّ "إيران لم تستخدم القوة إلا بعد شهرين من ضبط النفس قوبل بالمزيد من الاغتيالات الإسرائيلية". أما رئيسة مجلس الأمن فأدانت الهجوم الإيراني على إسرائيل، وأكّدت أنّه "يجب تنفيذ القرار 1701 فوراً لإعادة الإستقرار".
شدد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب على إنّ "الاحتلال هو سبب المقاومة"، مشيراً إلى أن "إسرائيل هي التي تُصعد بوتيرة مستمرة وتستهدف المدنيين في لبنان على نطاق واسع، لا سيما بعد حادثة مجدل الشمس وصولاً الى التصعيد الخطير الذي نشهده اليوم".
في سياق متصل وفي كلمة له من مركز ويلسون للأبحاث في واشنطن، شدّد بو حبيب على وجوب التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 باعتباره مهماً لإعادة الاستقرار، مؤكداً ضرورة "الالتزام بالقرار كاملاً من كلا الطرفين".  وذكر بو حبيب أن "لبنان وافق على المبادرة الأميركية - الفرنسية، كما أنهُ يتمسك بها بالرغم من تنصل اسرائيل منها، بعد أن تبلغ لبنان موافقة اسرائيل عليها من الجانب الاميركي في وقت سابق". كذلك، حذر بو حبيب من "إمتداد الصراع الى حرب إقليمية تهدد كل دول المنطقة"، وقال: "نحث على العمل مع لبنان لوقف الحرب، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لأكثر من مليون نازح لبناني يعانون ظروفاً إنسانية صعبة ومعقدة للغاية". وتابع: "نريد التعاون مع الولايات المتحدة الاميركية لوقف الحرب، لأن الاخيرة قادرة على أن تصنع فرقاً".