حزب الله يصدّ التوغل الاسرائيلي: عشرات القتلى والجرحى

المدن - لبنان
الأربعاء   2024/10/02

قُتل 8 جنود إسرائيليين بينهم 3 ضباط، أحدهم قائد مجموعة جنود بوحدة "إيغوز" التابعة للكوماندوس، وأُصيب 35 جنديًّا بينهم 5 بحالةٍ خطيرة، في وقتٍ تدور اشتباكات بين عناصر حزب الله وقوات من الجيش الإسرائيليّ في عدّة مناطق تشهد توغلاتٍ لجنود إسرائيليين في جنوب لبنان. وقد أُطلقت عشرات القذائف الصاروخيّة باتجاه إسرائيل، مساء الأربعاء، ونحو 300 قذيفة خلال اليوم ذاته. وقال الجيش إن من بين القتلى ضابط برتبة رائد واثنان آخران برتبة نقيب. وأضافت هيئة البث الإسرائيليّة أن عناصر من حزب الله أطلقوا النار عن قرب على الجنود، ما أدّى لوقوع هذا العدد من القتلى.

وهذه هي المرّة الأولى الّتي يُعلن فيها حزب الله اشتباكه مع قوّة مشاة إسرائيليّة منذ إعلان إسرائيل، فجر الثلاثاء، بدء عملية عسكرية بريّة في جنوب لبنان. وقال حزب الله في بيانات متلاحقة أيضًا إنه دمّر 3 دبابات ميركافا إسرائيليّة، كما استهدف قوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدّم باتجاه بلدة يارون، والكمين لقوة تسلّلت إلى منزل في خراج بلدة كفركلا، فضلاً عن استهداف تجمعات عدة لجنود الاحتلال، وتحقيق قتلى وإصابات فيها. وتداولت المجموعات الإسرائيلية مقاطع فيديو وصورًا من مهبط الطائرات المروحية في مستشفى رمبام في حيفا، حيث يوجد عدد كبير من سيارات الإسعاف المنتظرة استقبال جرحى تقلّهم المروحيات.

فشل في التوّغل البري؟

وفي بياناتٍ متتالية، أعلن الحزب أنّه استهدف مساءً حشدًا لـ "قوات العدو في مستعمرة يعرا بصلية صاروخية كبيرة". وفي بيان آخر قال الحزب إنه "لدى تحرك قوّة إسرائيليّة معادية شرق بلدة مارون الراس مساء اليوم، أمطرها مجاهدو المقاومة الإسلامية بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وما زالت الاشتباكات مستمرة". إلى ذلك، انتشرت صورٌ اليوم عن اختراق قوات إسرائيليّة الجدار الحدوديّ، عبر بوابة العديسة، على الحدود اللبنانية. وأظهرت الصور دبابات تعبر طريقًا فرعيًّا وقوة مشاة على جانبي الطريق. وأفاد مراسلون ميدانيون أن هذه الخطوة بمثابة استعراض، ولا تُعدّ نجاحًا في التوّغل البريّ، وأشاروا إلى أن جيش الاحتلال لم يتمكّن من أي اختراق في منطقة عيترون ويارون.

وفي وقت سابق، أعلن حزب الله إيقاع عددٍ كبير من القتلى بصفوف الجنود الإسرائيليين خلال اشتباكات مباشرة ببلدتين في جنوب لبنان، متهمًا الجيش الإسرائيليّ في هذا الصدد بـ "ممارسة التعتيم بشأن ضحاياه". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها متحدث الحزب محمد عفيف للصحافيين خلال جولة في ضاحية بيروت الجنوبيّة. وقال عفيف: "أوقعنا عددًا كبيرًا من القتلى بصفوف قوّات العدو خلال اشتباكات جرت اليوم ببلدتي العديسة ومارون الراس جنوب لبنان، لكن هناك تعتيمًا من العدو". وأضاف: "ما حصل ببلدتي مارون الراس والعديسة ما هو إلا بداية، والحزب في الجنوب بأعلى درجات الجهوزيّة".

وبالتزامن مع اعتراف الجيش الإسرائيليّ بحصيلة قتلاه على الجبهة الشمالية، نشر حزب الله شريطًا مصورًا بعنوان "يا هلا ومرحب" أعاد من خلاله نشر كلمات سبق أن قالها الأمين العام للحزب حسن نصر الله، متوعدًا فيها جيش الاحتلال، وواصفًا إياه بـ "المهزوم والمصدوم نفسيًّا".
من جهته، أعلن يعقوب بيرس، رئيس بلدية كريات آتا الواقعة شمال شرق حيفا، عبر صفحته على فيسبوك، مقتل جندي في وحدة إيغوز من سكان المدينة يدعى نيزر إيتكين. وكانت مجموعات إخباريّة إسرائيليّة قد تحدثت في وقتٍ سابق عن وقوع "حدثٍ أمنيّ صعب في الشمال"، اليوم الأربعاء، أدّى إلى إصابة عددٍ من جنود الاحتلال.

وأفادت القناة الـ 12 الإسرائيليّة عن اندلاع حرائق في مستوطنات شمال إسرائيل إثر سقوط صواريخ لحزب الله. كما وأكّد الجيش الإسرائيليّ في بيان، أن أكثر من 100 قذيفة صاروخيّة، أُطلقت من لبنان، منذ نحو الساعة الخامسة من مساء اليوم. وذكر أنه في ما يتعلّق بصافرات الإنذار التي دوت "في منطقة الجليل الغربي، فقد تم رصد نحو 70 قذيفة عبرت الأراضي اللبنانية، وسقطت في منطقة مفتوحة". وفي ما يتعلّق "بالتنبيهات التي تم تفعيلها في منطقة أفيفيم، تم رصد صاروخين اجتازا الأراضي اللبنانية وسقطا في منطقة مفتوحة". وأضاف الجيش أنه "بعد التنبيهات التي تم تفعيلها في منطقة الجليل الغربي، تم رصد نحو 30 قذيفة عبرت الأراضي اللبنانية، ورُصدت حوادث تحطُّم في منطقة مفتوحة".

وفي السّياق، أعلن حزب الله، اليوم الأربعاء، أنّه استهدف قاعدة عميعاد برشقةٍ صاروخية كبيرة، وحقق إصابات. وأعلن أيضًا استهداف تجمعات لجنود وآليات ومواقع عسكريّة في خمس مناطق شماليّ الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الحزب في عدة بيانات عبر "تليغرام"، إنه استهدف "تجمعًا لقوات إسرائيلية في مستوطنة شتولا بصاروخي بركان، وتجمعًا آخر ومرابض مدفعية جنوب مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية". وأضاف أنه "قصف قوة مشاة كبيرة في مستوطنة مسكفعام بأسلحة صاروخية ومدفعية، وتجمعًا لقوات إسرائيلية في ثكنة الشوميرا بصلية صاروخية". ولفت الحزب كذلك إلى أنه "قصف ثكنة زرعيت بصلية من صواريخ الكاتيوشا". وأكد أن هجماته "حققت إصابات مباشرة ودقيقة ومؤكدة"، موضحاً أنها جاءت "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعاً عن لبنان ‏وشعبه".

وأشارت شبكة الـ "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين أن "حزب الله لا يزال يحتفظ بمخزون مخفي من ترسانته، ولم يتضح ما الصواريخ التي تم تدميرها. من الممكن أن حزب الله لا يزال يحتفظ بالصواريخ بعيدة المدى الأكثر تطورًا". ونقلت :حزب الله لم يستخدم صواريخه المتطورة وبعيدة المدى حتى الآن".

غارات مكثّفة

ومنذ الصباح والإعلام الإسرائيلي يتحدث عن "حدث غير عادي في الشمال"، قائلاً "يجري إخلاء الإصابات عند الحدود بمروحيات وهناك هجمات تشنها مروحيات ودبابات في المنطقة كتغطية لقواتنا". كما لفت إعلام عبري إلى "وقوع 20 جنديًّا إسرائيليًّا بين قتيل وجريح جرّاء الحدث الأمنيّ عند الحدود مع لبنان، وأن عملية إنقاذهم كانت صعبة جدًا بسبب القصف المدفعيّ الكثيف الذي نفذه حزب الله.

وقد ترافقت هذه الاشتباكات مع توجيه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي إنذارًا إلى سكان عدد من القرى في جنوب لبنان بإخلاء بيوتهم فورًا والتوجه إلى شمال نهر الأولي. توازيًا، نفذ الطيران الحربي المعادي سلسلة غارات على قرى الجنوب ومجرى نهر الليطاني وطريق الخردلي.
وأفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن إطلاق نحو 30 صاروخًا في اتجاه المطلة، فيما أطلقت صواريخ على خليج حيفا وضواحي المدينة.
إلى ذلك، ووسط إدانات دولية وعربية للهجوم البري، بدأ مجلس الأمن الدولي صباح اليوم الأربعاء جلسة طارئة بدعوة من فرنسا حول الوضع في لبنان.