المواجهات في القوزح من"النقطة صفر" والطيران يكثف غاراته

المدن - لبنان
الأربعاء   2024/10/16
يُكثّف جيش الاحتلال غاراته الجويّة على الجنوب، في وقتٍ تحتدم فيه الاشتباكات عند الحدود (Getty)

تستمر المواجهات وتحتدم عند محاور التوغّل في البلدات والقرى الحدوديّة، في وقتٍ يُكثّف فيه جيش الاحتلال غاراته الجويّة على مناطق عدّة في البقاع والجنوب. وأعلن حزب الله في بيانٍ أن مقاتليه يخوضون اشتباكاتٍ في بلدة القوزح بجنوب لبنان من نقطة الصفر بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة. وأكدّ البيان أن الاشتباكات "أدّت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات العدو... وما زالت الاشتباكات مستمرة".
وأفادت مصادر إعلاميّة أنّ سلاح الجوّ الاسرائيليّ يحلق على علوٍ منخفض في عيتا الشعب جنوب لبنان في غضون ذلك. وقال حزب الله أنّه استهدف تجمعات لـ"جنود العدو الإسرائيلي" في مسكفعام وتجمع آخر بين بلدتي العديسة ومركبا بصلياتٍ صاروخيّة. في وقتٍ دوت صفارات الإنذار في مدينة صفد ومحيطها في الجليل الأعلى. وقالت بلدية صفد أن شظايا  سقطت في الجزء الشماليّ من المدينة نتيجة اعتراض الصواريخ.

يأتي ذلك، في وقتٍ أكدّت فيه وزارة الصحة اللبنانية عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيليّ على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول الماضي 2023 إلى 2367 ضحية و11 ألفا و88 مصابًا. وأوضحت أن الغارات الإسرائيليّة الّتي طالت بلدات لبنانية أمس الثلاثاء أدّت إلى مقتل 17 شخصًا وإصابة 182.

اعتداء جديد على اليونيفيل

أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الـ "يونيفيل"، الأربعاء، أن دبابة إسرائيليّة أطلقت النار على برج مراقبة في أحد مواقعها بجنوب البلاد، بعد أيام من حوادث مماثلة أدّت لجرح بعض عناصرها وأثارت تنديدا دوليا.

وقالت في بيان "رصد جنود حفظ السلام المتمركزون في موقع بالقرب من كفركلا صباح هذا اليوم دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي تطلق النار على برج المراقبة الخاص بهم، وقد تم تدمير كاميراتين، وتضرر البرج".

وأضافت "مرة أخرى، نرى إطلاق نار مباشرا ومتعمدا على ما يبدو على موقع تابع لليونيفيل"، مذكرة "الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات".

وكانت وزارة الدفاع الإيطالية قالت في بيان، اليوم الأربعاء، إن الدول الـ16 الأعضاء في الاتحاد الأوروبيّ المساهمة في قوة (يونيفيل) تعتقد أنه يتعين اتباع قواعد مختلفة وأكثر فعالية لمشاركة هذه القوات. وجاء في البيان أن حلفاء الاتحاد الأوروبي يعتقدون أيضا أنه يتعين ممارسة ضغوط لمنع أي هجمات أخرى من القوات الإسرائيلية على مواقع اليونيفيل.

غارات متواصلة
ومنذ عصر اليوم الأربعاء، وجيش الاحتلال الإسرائيليّ يُكثّف غاراته الجويّة على مساحات واسعة من الجنوب والبقاع. إذ شنّ الطيران الحربيّ سلسلة غارات على كل من مدخل الدوير الشرقي، وبلدات جبشيت وعبا، وأُفيد عصرًا بأنّ غارتين استهدفتا بلدة العديسة، تزامنًا مع تحليق لمسيّرات معادية على علوٍ منخفض جدًا فوق الخيام، وسهل مرجعيون والقليعة. كما سجل سلسلة غارات على حي الفيضة بين بلدتي شعت ويونين وبلدة عيتا الشعب وعلى أطراف بلدة القوزح. واستهدفت بلدة مروحين شرق صور بغارة عنيفة. وأغار الطيران الحربي على أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب، ترافق ذلك مع قصف مدفعيّ. كما أغار على بلدتي الغندورية وفرون فضلًا عن بلدتي ياطر والسلطانية في قضاء بنت جبيل. كما وألقى الطيران الحربيّ قنابل حرارية فوق العباد، العديسة ورب ثلاثين، وسجل غارات على بلدات حولا - الحارة الشمالية.

التوتر الإسرائيليّ – الفرنسيّ

إلى ذلك، أشار وزير الأمن الإسرائيليّ يوآف غالانت اليوم الأربعاء، إلى أنّ "أي مفاوضات لإنهاء القتال في لبنان يجب أنّ تتمّ تحت عنوان وقف إطلاق النار"، خلال تقييم الوضع على الجبهة الشماليّة. وخلال لقائه مع قادة الفرقة 146 في الاحتياط قال غالانت: "إن إلقاء القبض مؤخرًا على عناصر حزب الله في جنوب لبنان يثبت نجاح الجيش الإسرائيليّ والمأزق الذي يواجهه حزب الله"، وفقًا لبيان وزارة الأمن الإسرائيليّة.

وأضاف "إننا نتعلم أشياء من خلال التساؤل لم نكن لنتعلمها بأي طريقة أخرى، وستكون مفيدة لنا قريبًا". ولفت إلى أن "العملية البريّة الجارية ستسمح لسكّان شمال إسرائيل الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم".

وفي تصريحٍ له على منصة "إكس"، وصف غالانت إنّ قرار الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون منع الشركات الإسرائيليّة من المشاركة في معرض للأسلحة البحرية بأنّه "عار". وأردف بالقول: "سنواصل الدفاع عن أمتنا في مواجهة الأعداء على سبع جبهات مختلفة، والقتال من أجل مستقبلنا، مع فرنسا أو بدونها".

وكان مصدران مطلعان قد نقلا، اليوم الأربعاء، أن فرنسا منعت شركات إسرائيليّة من المشاركة في معرض تجاريّ بحريّ عسكريّ مرتقب في أحدث واقعة تسلط الضوء على التوتر المتزايد في العلاقات بين الدولتين الحليفتين. وحظرت باريس بالفعل مشاركة الشركات الإسرائيليّة في معرضّ تجاري عسكريّ في وقتٍ سابق العام الجاري. وقالت وزارة الأمن حينها إن الظروف ليست مناسبة للشركات للمشاركة بينما يدعو الرئيس إيمانويل ماكرون "إسرائيل إلى وقف العمليات في غزّة"، ومؤخرًا لبنان.