قاسم: أعدكم بالنصر.. ولا يمكن فصل لبنان عن غزة

المدن - لبنان
الثلاثاء   2024/10/15
نعلم أن التضحية كبيرة وعلينا أن نتحمّل ونصبر (الانترنت)
متوعداً بالنصر، وبعدم القدرة على فصل لبنان عن غزة، أطل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قائلاً إن إسرائيل ومن وراءها يقاتلون ويقتلون ويرتكبون المجازر، ونحن في موقع يتطلب أن نتخذ موقفاً، ونحن في المقاومة تربينا على أيدي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وتوجه إليه بالقول: "أيها القائد العزيز أنت لم تغادرنا، بل أنت معنا ومواقفك دستور عملنا وكلماتك نور طريقنا، وخطابك أوتاد مسيرتنا، لم تغادرنا فالمجاهدون يواجهون بعزم عنفوانك، وشعب صامد صمود العشق المتعلّق بالسماء، وقلوبنا تضج بحبّك وأملنا بالنصر لا حدود له، وأعداؤك يخافون طيفك ويرونك في كل مجاهد ومحبّ، أمرك نافذ، سنهزمهم ونقتلعهم من أرضنا". 

سردية الحرب
تناول قاسم مجموعة نقاط، أولها السردية لما حصل هذه السّنة، والرؤية التي انطلق منها حزب الله، وكيف يرى تسلسل الأحداث، وقال: "نحن نرى إسرائيل كياناً محتلاً يشكّل خطراً حقيقياً على المنطقة والعالم، وهي كيان توسعي ولا يكتفي بفلسطين، ويريد التحكم بالعالم من خلال هذا الموقع في هذه المنطقة، وهذا الكيان قائم على القتل والتشريد والمجازر، ويراهن على ثلاثة أمور وهي الإجرام الذي يرعب الآخرين، والتبنّي المطلق من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وثالثاً الزمن أي ما لا يأخذه اليوم يمكن أن يأخذه غداً أو بعد غد. وحصل طوفان الأقصى وانطلقت حركة حماس والفلسطينيون لأجل طرد المحتل، وبدل السؤال عن سبب قيام طوفان الأقصى يجب السؤال عن سبب قيام الاحتلال، وفي لبنان لا يمكن فصل لبنان عن فلسطين، وكان الإسرائيلي يريد للبنان أن يكون مستوطنات إسرائيلية ولم ينجح، وهو عندما لا يتوسع فبسبب عجزه. ولذلك فإن مساندتنا للفلسطينيين هي مساندة للحق، وبذلك نضيّق خيارات إسرائيل لتحقيق أهدافها التوسعية، وبالتالي نجبّ الخطر عن الفلسطينيين ونواجه إسرائيل احتياطاً لهذا التوسع الذي يريدونه".
واعتبر قاسم أنه لولا أميركا الشيطان الأكبر، لما استطاعت إسرائيل أن تكون بشكل مباشر بهذه السيطرة التي تقوم بها، وأميركا تريد الشرق الأوسط الجديد، وهو ما يريده نتنياهو. أي أن إسرائيل وأميركا شركاء فيما يريدون إنجازه، ونحن أمام خطر شرق أوسط جديد بصناعة إسرائيلية أميركية. وقال قاسم: "عندما كان يأتينا السفراء الأجانب طالبونا بوقف المساندة والتراجع لكيلومترات من الجنوب كي لا نستفز إسرائيل، فكنّا نقول لهم بضرورة وقف إطلاق النار في غزة وتعود الأمور طبيعية في لبنان، فكانت إجاباتهم بأنهم يريدون الفصل بين لبنان وغزة ولم نتجاوب معهم، ومقاومتنا دفاعية ومشروعة وهدفها رفض الاحتلال وتحرير الأرض". واعتبر قاسم أن المشروع القائم اليوم هو مشروع توسعي، ونحن نريد تحرير فلسطين ومساعدة الفلسطينيين على تحرير بلدهم، وإيران تدعم هذا المشروع، وهذا فخر لإيران أن تساند المظلومين وتقوية المنطقة لمواجهة المشروع الإسرائيلي. 

الشرف والخسّة
ورداً على التساؤلات حول الضرر الذي تتسبب به الحرب على لبنان قال قاسم: "من الذي يتسبب بالضرر؟ هل الذي يقاوم في سبيل تحرير الأرض، أم الذي يقوم بالاحتلال والقتل؟ وبحال عدم مواجهة إسرائيل تحت عناوين القوانين الدولية وأنه لا يجب التضامن مع فلسطين، فإن إسرائيل ستحقق أهدافها، وعندما نقف ونتحدى ونتصدى ونتحمّل ونوجعهم ونؤلمهم فسنوفر الحماية للأجيال والمستقبل، والتضحيات تهزم مشروع العدو. وأضاف: "نحن نقاتل كمقاومة بشرف ونستهدف جيشهم، وهم يقاتلون بخسّة ويستهدفون الأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات والمسعفين، وكل الذين يكونون في الدائرة المدنية، ومشروع اسرائيل تدميري إلغائي للمقاومة وشعبها". 
أما حول المعركة في لبنان، فاعتبر قاسم أن الإسرائيلي يضع لها ثلاث مراحل، "أولها ضرب القيادة والقدرة العسكرية حتى لا يبقى قدرة للدفاع عن النفس والبلد، والثانية إنهاء وجود حزب الله، أما الثالثة فهي صياغة لبنان بطريقة يرضى عنها الإسرائيلي والأميركي ويديرونه كما يشاؤون، وهم لم يتمكنوا من الخطوة الأولى. وصحيح أننا تألمنا وكانت ضربة القيادات مؤلمة، ومحاولة ضرب الإمكانات والصواريخ ولكنهم لم يتمكنوا من تخطي الخطوة الأولى، ورأينا أن الطريق للوصول إلى نتيجة هو طريق حصري، ومن أجل استعادة الأرض وإيقاف العدوان هو صمود المقاومة والتفاف شعبها حولها. لقد بنى الأمين العام مقاومة صادقة بإيمانها وواثقة بربّها ومجاهدوها لا يهابون الموت. أما العدو لأنه مفلس ولأن كل القدرات التي معه لم تنفعه ذهب يقتل عناصر من الجيش اللبناني، وذهب يقتل قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل، وذهب يفجّر الكنائس ودور العبادة والمساجد، وضرب قافلة المساعدات وعليها علم الصليب الأحمر الدولي". وأكد قاسم: "نبشركم بأننا نحن من سنسمسك رسن العدو الهائج وسنعيده إلى الحظيرة، فاصبروا".

المرحلة التالية
وحول المرحلة المقبلة قال قاسم: "انتقلنا من حرب الإسناد إلى مواجهة الحرب الإسرائيلية منذ تفجير البايجر، وتجلّت الحرب باغتيال سماحة الأمين العام في 27 أيلول، وبالتالي نحن في مرحلة جديدة اسمها مواجهة الحرب الإسرائيلية على لبنان، ولم نعد في مرحلة المساندة، لأن المساندة كانت على الحافة الأمامية، أما اليوم فإسرائيل تخوض حرباً ضدنا، ومنذ أسبوعين من الآن بدأنا بمعادلة الميدان في الحافة الأمامية، وواجه المجاهدون العدو الإسرائيلي من أماكن متعددة، وبكل صراحة فإن ما أنجزه الأخوة في الميدان، خلال الأسبوعين كان أكبر وأفضل مما كانوا يتوقعون، لأنه ليست مهمة المقاومة أن تقف كجيش نظامي يمنع جيش نظامي آخر أن يتقدم، بل مهمة المقاومة هي ملاحقة الجيش العدو، وتقوم بعمليات ضده في أي مكان دخل العدو إليه، ولذلك عندما يتباهى الإسرائيلي بالدخول إلى بعض المناطق نقول له تأخرت لأنك لم تتمكن من الدخول منذ أسبوعين، والشباب في الانتظار لأجل الالتحام، وفي أول أسبوع قتل 25 جندياً، ومنذ أسبوع إلى الآن قررنا فرض معادلة جديدة وهي معادلة إيلام العدو، وأصبحت الصواريخ تصل إلى حيفا وما بعد بعد حيفا، ووصلت الضربات إلى تل أبيب، ويوم الأحد الماضي اعترف الإسرائيليون بسقوط 100 ما بين قتيل وجريح، وضربة بنيامينا وحدها كانت أكثر من 70 بين قتيل وجريح. وهذه تبّين قرار المقاومة وقدرتها. ويوم الاثنين استطعنا إيصال الصواريخ إلى تل أبيب، وتوجه مليونا إسرائيلي إلى الملاجئ، وهذا كله ضمن معادلة إيلام العدو وهذا كله سيستمر".

مخاطبة المستوطنين
وأكد قاسم أن استهداف الإسرائيلي لكل لبنان، فإن حزب الله سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي، وسيتم اختيار النقطة التي تراها المقاومة مناسبة. وهنا لا بد من الالتفات إلى نقطة: "العدو يساعدنا في ضربه، فنحن نرسل صاروخاً فتتحرك المضادات الأرضية وبقايا الصواريخ لهذه المضادات تنزل على المستوطنات والسكّان، وأقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة. 
وأكد قاسم أن المقاومة لن تُهزم لأنها صاحبة الأرض ولأن مقاوميها استشهاديون لا يقبلون إلا حياة العزّ وجيشكم مهزوم وسيهزم أكثر. وأكد أيضاً: "الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل، وأكرر لا يوجد مركز قيادي شاغر، وفي كل مركز يؤجد أيضاً البديل والميدان يشهد، الحزب قوّي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة أمل والجمهور الذي يعمل بتماسك بكل قوة وعزيمة، قوي بالحلفاء والإعلام النبيل والجمعيات المساندة والحكومة المتعاونة، وبالوحدة الوطنية التي أخرست أصوات النشاز حتى باتوا لا يستطيعون الكلام".
وختم قاسم بثلاث رسائل، الأولى إلى المجاهدين بأنهم عنوان الجهاد والأمل وبشائر النصر، قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم، وثقتنا بكم كبيرة. والرسالة الثانية للشعب اللبناني ونحن في وطن واحد، وعملنا لأجل بناء البلد وإنقاذه، وإسرائيل هي التي تعطل حياتنا جميعاً بعدوانها المستمر، ويجب أن نبني وطننا معاً ولا يراهنن أحد على أنه سيستثمر خارج هذا الإطار، والميدان هو الذي يعطي النتيجة. أما الرسالة الثالثة فهي "لأهلنا، ونحن نقدّر تضحياتكم، أهلكم في الميدان وأنتم في النزوح، وأنتم أشرف الناس وأعظم الناس ونحن وإياكم في مركب واحد، ونعلم أن التضحية كبيرة وعلينا أن نتحمّل ونصبر رغم الصعوبات اليوم، وإذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، إن النصر مع الصبر، وأعدكم وعداً وعده سيّدنا الأمين العام، أعدكم بأن تعودوا إلى بيوتكم التي سنعمّرها وستكون أجمل مما كانت عليه وقد بدأنا إعداد المقدمات لنباشر العمل عندما ننتصر بالتعاون مع كل الأطراف، ولن نترككم كما نعلم أنكم لن تتركونا".