الحزب يواصل تصدّيه للتوغل البريّ... و2350 شهداء حصيلة العدوان

المدن - لبنان
الثلاثاء   2024/10/15
دمار جرّاء الغارة الإسرائيليّة الّتي استهدفت بلدة أيطو في زغرتا (يحي حبشيتي)

بدخول الحرب على لبنان، يومها الثالث والعشرين على التوالي، واصل جيش الاحتلال الإسرائيليّ عدوانه الواسع على مختلف القرى والبلدات في لبنان، جنوبًا وبقاعًا، مخلفًا وراءه المزيد من الشهداء والضحايا، في وقتٍ يُكثّف فيه حزب الله ضرباته على مواقعٍ وقواعد لانتشار الجيش الإسرائيليّ ومستوطناته شمالًا، وعند المناطق الحدوديّة. وقد أعلن الحزب التصدي لمحاولة تسلّل قوّة مُشاة إسرائيليّة إلى أطراف بلدة ربّ ثلاثين من الناحيّة الشرقيّة، مُشيرًا إلى تواصل الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة والصاروخيّة.

غارات مستمرة

ليلةٌ دمويّة مرّت على أهالي منطقة البقاع، حيث شنّت المقاتلات الإسرائيليّة غاراتٍ واسعة على مناطق متفرقة، فاستهدفت غارتين بلدتَي قليا في البقاع الغربي وحوش السّيد علي في الهرمل. وأغار الطيران الاسرائيلي أيضًا على منطقة جرماش على الحدود في الهرمل من الجهة السّوريّة. وفي حصيلةٍ نهائيّة، أدّت الغارة الّتي استهدفت مركز الهيئة الصحيّة الإسلاميّة في قليا في البقاع الغربيّ مساءً، إلى سقوط 3 مسعفين شهداء، وذلك بعد تدمير المركز.

وفجرًا، تعرضت مدينة بعلبك وقرى القضاء لسلسلة غاراتٍ إسرائيليّة متزامنة، والأعنف بينها كانت لجهة مدخل بعلبك الجنوبيّ، عند محلة "قبة دورس"، الّتي دمرت أحد المباني وألحقت أضرارًا مادية كبيرة بالأبنية والمحال والمؤسسات المجاورة، ومن ضمنها مستشفى المرتضى الذي خرج من الخدمة. كما دمر الطيران الإسرائيليّ منزلًا عند أطراف مدينة بعلبك. وانتشرت في المدينة رائحة مزعجة، شكا منها الأهالي، قد يكون مردها لمواد سامة ألقيت خلال القصف. واستهدفت الغارات أيضًا في قضاء بعلبك بلدتي دورس وشعت، ولم تغب المسيَّرات عن أجواء المنطقة. كما استهدفت الغارات بلدة النبي شيت وأطراف أبلح ورياق وسهل الفرزل ويونين وبلدة العين والكرك.

جنوبًا، شنّت مسيّرة إسرائيليّة غارةً بصاروخٍ موّجه مستهدفة دراجة نارية قرب موقف سيارات في بلدة كفرصير، ولم يفد عن وقوع إصابات. كما ونفذ الطيران الحربيّ المُعادي سلسلة غاراتٍ استهدفت محيط مجرى نهر الليطاني بين بلاط وبرغز. فضلًا عن بلدات الخيام، وكفررمان وبريقع، والمنطقة الواقعة بين بلدتي حومين الفوقا ورومين منطقة عين السماحية وأيضًا بين بلدتي زوطر وميفدون، كما استهدفت الغارات زوطر الغربية في قضاء النبطية وبلدة حانين في قضاء بنت جبيل، كما قصفت المدفعيّة سهل مرجعيون. واستهدف الطيران الإسرائيليّ منزلًا في بلدة القصيبة بغارةٍ جويّة ودمرته. واستهدفت غارةٍ منزل في بلدة جرجوع في منطقة اقليم التفاح سقط جرّاءها 4 شهداء. وفي بيروت، ألقى الطيران الاسرائيليّ ليلًا بالونات حراريّة فوق المدينة.

وفي هذا السّياق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ شنّ سلسلة غاراتٍ على مواقع لحزب الله في لبنان، وقال في بيان إنّ "سلاح الجوّ على مدار الساعات الماضية على نحو 200 هدف لحزب الله في عمق وجنوب لبنان. وشملت الغارات الإسرائيلية استهداف خلايا مسلحة، ومواقع لإطلاق قذائف مضادة للدروع، ومنصات لإطلاق صواريخ أرض-أرض".

الأضرار الماديّة والإنسانيّة

وأفاد الدفاع المدني اللبناني بأنه على إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً مؤلفاً من طابقين في بلدة جويا جنوبي لبنان، عملت فرق البحث والإنقاذ المتخصصة لدى المديرية العامة للدفاع المدني على تنفيذ عمليات المسح الميداني الشامل بحثاً عن مفقودين. وقد بلغت حصيلة العمليات المنفذة سحب جثمان شهيد وجريح نقلاً بواسطة جهات أخرى الى المستشفى. كذلك، على إثر غارة إسرائيلية استهدفت بلدة البيسارية، عمل عناصر الدفاع المدني على إخماد النيران التي اندلعت في عدد من السيارات والمحلات التجارية.

توازيًّا، عملت فرق البحث والإنقاذ المتخصصة لدى المديرية العامة للدفاع المدني على سحب 7 جرحى من الموقع المستهدف نقلوا بواسطة جهات أخرى إلى المستشفيات لتلقي العناية الطبية اللازمة. وفي بلدة أيطو في قضاء زغرتا شمالي لبنان، أعلن الدفاع المدني أنه تم التحقق من العثور على كافة المفقودين، وقد بلغت حصيلة العمليات المنفذة من قبل عناصر الدفاع المدني، انتشال جثامين 22 شهيداً وسحب 6 جرحى من القاطنين في المنزل المستهدف.

إلى ذلك، قالت وحدة إدارة مخاطر الكوارث في لبنان إن 54 مواطنًا استشهدوا وأصيب 258 خلال الـ48 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي منذ بدء العدوان إلى 2350 شهداء و10782 جريحًا. كما تمّ تسجيل 200 غارة إسرائيليّة خلال الـ48 ساعة الماضية، ليصل العدد الإجمالي منذ بدء العدوان إلى 9866 اعتداء. وأضافت الوحدة أنه منذ 23 أيلول الماضي ولغاية أمس الاثنين سجل الأمن العام عبور 326467 سوريًا و124225 لبنانيًا إلى الأراضي السورية.

ضربات الحزب واشتباكات

في المقابل، دوّت صافرات الإنذار في بلدات بشمال إسرائيل، وتزامن ذلك مع تأكيد إسرائيليّ بأن حزب الله كثف استخدام الصواريخ الباليستية، في حين يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته على لبنان، وقالت الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة أن صفارات الإنذار دوت صباح اليوم الثلاثاء في مدن وبلدات عدة جنوب حيفا وفي زيخرون يعكوف ومنطقة الكرمل، وأيضًا في كريات شمونة ومحيطها وفي كفار غلعادي ومسغاف عام بإصبع الجليل شمال إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيليّ إنّه اعترض صاروخين صباح اليوم أطلقا من لبنان باتجاه حيفا، وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيليّ إلى أن حزب الله يكثف استخدام الصواريخ الباليستية واستهدف حيفا بصاروخين نوع "أرض أرض".

وقال حزب الله في بيانٍ أصدره صباح اليوم إنّه استهدف تحركًا لقوّات إسرائيليّة في محيط موقع المرج برشقةٍ صاروخيّة. كما أكدّ أنّ مقاتليه اشتبكوا مع قوّة مشاة إسرائيليّة أثناء محاولتها التسلّل إلى أطراف بلدة رب ثلاثين، وأكد أن الاشتباكات ما زالت مستمرة. وفي وقت سابق، قال حزب الله إنه يخوض مواجهات في عيتا الشعب. وفي حين أكد مركز طبي إسرائيلي في صفد إصابة 7 جنود إسرائيليين في المعارك أمس الاثنين بثت هيئة البث الإسرائيلية مشاهد قالت إنها تظهر قتالًا من "المسافة صفر" بين جنود إسرائيليين ومقاتلين من حزب الله في جنوب لبنان.

وفي قراءة الصحف الأجنبيّة، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الآلاف من الجنود الإسرائيليين يشاركون بالحملة البرّيّة في لبنان مع حركة دخول وخروج يوميّة، وأكدّوا أن معظم المقاومة الّتي واجهها هؤلاء في لبنان لم تكن وجهًا لوجه، بل تعرضوا لهجمات باستخدام متفجرات وقذائف هاون وصواريخ. وأشار المسؤولون إلى أنّه لا يمكن استهداف مقاتلي حزب الله من الجو لوجودهم في مخابئ تحت الأرض.

سجال اليونيفيل

في الأثناء، تتواصل الدعوات الدولية لحماية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بعد التهديدات الإسرائيلية لها، والتي بلغت حد اقتحام دبابتين إسرائيليتين بوابات قاعدة لـ"يونيفيل" بالجنوب اللبناني.
وطالبت رئيسة الوزراء الإيطاليّة، جورجيا ميلوني، الثلاثاء، بضمانات لسلامة القوّات الإيطاليّة المنتشرة في لبنان. وقالت ميلوني أمام مجلس الشيوخ قبل اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يومي 17 و18 أكتوبر الجاري: "نعتقد أن موقف القوات الإسرائيلية غير مبرر على الإطلاق". واعتبرت أنه يعد "انتهاكًا صارخًا" لقرار الأمم المتحدة بشأن إنهاء الأعمال القتالية بين حزب الله اللبنانية وإسرائيل.