أسر عناصر لـ"الحزب".. وقطر تطالب بوقف النار والمرونة

المدن - لبنان
الثلاثاء   2024/10/15
زعم الجيش الإسرائيليّ أسره لثلاثة عناصر من حزب الله (Getty)
أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن إصرار بلاده على متابعة الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى وقف العدوان وحقن الدماء في لبنان. وأكد أنه رغم التحديات، لا يشعر الفريق القطري بالإرهاق، ويدعو جميع الأطراف إلى التحلّي بالحكمة والمرونة. وأشار إلى أن هناك عرقلة في المفاوضات من الجانب الإسرائيلي، مما يعوق جهود السلام.

وذكر أن الأولوية في لبنان تظل هي وقف الحرب، حيث أجرى اتصالات موسعة مع الساسة اللبنانيين لتبادل الآراء حول كيفية الوصول إلى تهدئة فعالة، مؤكدًا أن الانتخابات في لبنان مسألة داخلية.
كما أكد الوزير القطري على أن بلاده لا تقبل انطلاق هجمات من قاعدة العديد تجاه أي دولة في المنطقة أو خارجها، مما يعكس التزام قطر بأمن المنطقة واستقرارها.

نتنياهو وماكرون
من جانبٍ آخر، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي، الثلاثاء، معارضته "وقف إطلاق النار من جانب واحد" مع حزب الله في لبنان. وحسب وكالة الصحافة الفرنسيّة، أفاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو بأن "رئيس الوزراء قال خلال المحادثة إنه يعارض وقفًا لإطلاق النار من جانبٍ واحد لا يؤدي إلى تغيير الوضع الأمنيّ في لبنان، ويعيده فقط إلى ما كان عليه".
وعدَّ نتنياهو، الثلاثاء، أن "الانتصار" في حرب عام 1948 هو الذي أدّى إلى إنشاء دولة إسرائيل، وليس صدور قرار من الأمم المتحدة، وذلك ردًّا على تصريحات ماكرون بهذا الشأن. وقال نتنياهو في بيانٍ صادر عن مكتبه: "تذكير لرئيس فرنسا: لم تنشأ دولة إسرائيل بقرار من الأمم المتحدة، بل بموجب الانتصار في حرب الاستقلال الذي تحقق بدماء المقاتلين الأبطال، وبينهم كثير من الناجين من المحرقة، خصوصًا من نظام فيشي في فرنسا".
وقال ماكرون، الثلاثاء، إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يتذكّر إن إسرائيل "تمّ إنشاؤها" بقرارٍ من الأمم المتحدة، معتبرًا أنّه يجب ألا "يتنصل من قرارات" المنظمة الدولية. ونقل مشاركون في اجتماع لمجلس الوزراء الفرنسي عن ماكرون قوله خلال الجلسة: "نتنياهو يجب ألا ينسى أن بلاده أُنشئت بقرار من الأمم المتحدة"، في إشارةٍ إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني 1947 على خطّة لتقسيم فلسطين إلى دولةٍ يهوديّة ودولة عربيّة. وتابع ماكرون: "بالتالي، هذا ليس الوقت المناسب للتنصل من قرارات الأمم المتحدة، في وقتٍ تواصل إسرائيل هجومها البريّ على جنوب لبنان مستهدفةً بقصفٍ جويّ مدمّر مناطق محسوبة على حزب الله في البلد الصغير".

أسر ثلاثة عناصر لحزب الله

ميدانياً، وعلى مستوى الجبهة الجنوبية بين إسرائيل وحزب الله، أعلن الجيش الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، عن أسر 3 عناصر لحزب الله، ما يرفع العدد إلى 4 عناصر أعلن الجيش الإسرائيليّ أسرهم منذ بداية العمليات البريّة في جنوب لبنان.
وأفاد الجيش، في بيانٍ، بأنّه عثر على "فتحة نفقٍ تحت الأرض داخل مبنى كان يستخدمه حزب الله"، وطوّق المكان الذي تحصّن داخله 3 عناصر من قوّة الرضوان –وحدة النخبة في الحزب– مع وسائل قتالية كثيرة وعتاد يسمح بالبقاء هناك لفترة زمنيّة طويلة". وأكدّ الجيش "القبض عليهم واعتقالهم ليجري التحقيق معهم ميدانيًّا... ومن ثمّ نُقلوا إلى منشأة تحقيق داخل إسرائيل". ووفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فقد نشر الجيش الإسرائيليّ بشكلٍ منفصل مقطع فيديو لاستجواب أحد عناصر حزب الله يدعي أن مقاتلي الرضوان فرّوا بعد اغتيال إسرائيل حسن نصرالله. ومن غير الواضح ما إذا كان المشتبه فيه هو أحد الثلاثة الذين قال الجيش الإسرائيليّ إنّه اعتقلهم.
وفي سياقٍ متصل، أفاد الجيش الإسرائيليّ عن انضمام الفرقة العسكريّة الإسرائيليةّ 210 إلى 4 فرق أخرى تشارك في عمليات التوغّل البريّ بجنوب لبنان، في ظلّ استمرار العدوان الإسرائيليّ الشامل على البلاد. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيليّ، إن الفرقة 210 تنفذ غارات برية مستهدفة في جبل دوف، وهذه هي الفرقة الخامسة التي تعمل على الأرض في لبنان منذ بدء العمليات البريّة.
وأعلنت، وزارة الخارجية الأميركية أنّ الولايات المتحدة أثارت مخاوفها مع إسرائيل إزاء حملة القصف الّتي تشنّها في بيروت. ولفتت إلى أنّ عدد الضربات انخفض خلال الأيام القليلة الماضية لكن واشنطن ستواصل المراقبة بعناية شديدة. وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر إنه على الرغم من شنّ إسرائيل ضربات قد تعتبرها واشنطن مناسبة، فقد أوضحت للحكومة الإسرائيليّة أن لديها مخاوف بشأن طبيعة حملة القصف الّتي أدّت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين في الأسابيع القليلة الماضية.

غارات واشتباكات
هذا وواصلت إسرائيل، اليوم، شنّ غارات مدفعية وجوية على لبنان، واستهدف القصف المدفعيّ أطراف بلدة شبعا جنوبي لبنان. كما واستهدفت الغارات محيط بعلبك ومنطقة رياق في البقاع شرقي لبنان. كما استهدفت غارات إسرائيلية بلدات الطيبة ودير سريان والدلافة في جنوب لبنان. وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء اغتيال مسؤول منطقة شمال الليطاني بالوحدة الجوية لحزب الله خضر العبد بهجة، بغارة قبل أيام في منطقة النبطية جنوب لبنان، على حد قوله. وفي بيان، قال الجيش "أغارت طائرات حربية قبل عدة أيام في منطقة النبطية، وقضت على خضر العبد بهجة مسؤول منطقة شمال الليطاني في الوحدة الجوية لحزب الله".
في المقابل، قال حزب الله في بيان، إن مقاتليه قصفوا "مدينة حيفا" برشقة "صاروخية كبيرة"، في "ردًّا على الاستباحة الهمجيّة الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين". وقال الحزب إنه استهدف مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيليّ بوقوع إصابات في "كريات بياليك" شرق حيفا جراء إطلاق صواريخ من لبنان. وأشارت إلى وقوع إصابة مباشرة في مبنى بالمنطقة ذاتها. كما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت باندلاع حريق إثر سقوط صاروخ في عين أفيك في خليج حيفا. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنها رصدت 15 صاروخًا على الأقل أطلقت من لبنان باتجاه حيفا.
في السّياق ذاته، ذكر موقع "والا" الإسرائيلي أن حركة السياحة في مدينة حيفا تعرضت لضربة قوية وسط استمرار رشقات الصواريخ من لبنان. وأفاد الموقع بأن هناك ارتفاعًا في مستوى الشكاوى والخوف لدى الإسرائيليين بحيفا جراء النقص في الملاجئ، وسط زيادة الهجمات الصاروخية.
ميدانيًّا، أوضح حزب الله أن مقاتليه اشتبكوا بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع قوة مشاة إسرائيلية، أثناء محاولتها التسلل إلى أطراف بلدة رب ثلاثين جنوبي لبنان. وقال إنه قصف بالصواريخ تحركات وتجمعات لجنود اسرائيليين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. كما أعلنت وحدات الدفاع الجوي التابعة لحزب الله إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 450. وقال الحزب، في سلسلة بيانات، "استهدفنا منذ صباح اليوم 3 مرات تحركات لقوات إسرائيلية في موقع المرج ومحيطه شمال إسرائيل برشقات صاروخية".