غارة "عين الحلوة "تخطىء المقدح وتقتل ابنه وزوجته

المدن
الثلاثاء   2024/10/01
نجا منير المقدح من غارة قتلت ابنه وزوجته و14 آخرين (Getty)
في أول استهداف إسرائيلي مباشر لمخيم عين الحلوة وثاني استهداف لمخيم فلسطيني في لبنان منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في الثامن من تشرين الأول 2023 ، أغارت طائرة إسرائيلية مسيّرة على حي المنشية في مخيم عين الحلوة مستهدفة مبنى يقطنه حسن المقدح  (نجل اللواء منير المقدح قائد "كتائب شهداء الأقصى– الذراع العسكري المقاوم لحركة فتح " في لبنان) مع عائلته، ما أدى لإستشهاد حسن وزوجته نظمية حمودي وجارتهما اسراء عباس وطفلها رحيم الصياح والطفلتين فاطمة وعبير شحادة ، ولإصابة ثلاثة من أطفال حسن المقدح بجروح الى جانب 14 آخرين وتدمير جزئي للحي المذكور .

والغارة على عين الحلوة هي الإستهداف الثالث لقيادات فلسطينية في غضون 24 ساعة بعد اغتيال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية في الجبهة محمد عبد العال، وعضو الجبهة وقائدها العسكري في لبنان عماد عودة، وعبد الرحمن عبد العال في محلة الكولا في ييروت ، وبعد اغتيال قائد حركة حماس في لبنان فتح شريف وعائلته في مخيم البص في الليلة نفسها.

مصادر مطلعة ذكرت أن المستهدف بغارة عين الحلوة كان اللواء منير المقدح الذي كان توارى عن الأنظار منذ اغتيال إسرائيل لشقيقه خليل المقدح بغارة مسيّرة استهدفت سيارته في 21 آب الماضي في محلة الفيلات عند تخوم المخيم ، وبعد تهديدات اسرائيلية تلقاها المقدح وشقيقه على خلفية اتهام الجيش الإسرائيلي لهما في آذار الماضي بالعمل لصالح حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وبتجنيد عناصر في مناطق في الضفة الغربية لارتكاب عمليات إرهابية والترويج لتهريب وسائل قتالية إيرانية الصنع ونقل التمويل بطرق متنوعة إلى الخلايا التي جندها .

وعلمت " المدن " أن المنزل المستهدف في عين الحلوة مستأجر من قبل نجل المقدح حسن الذي انتقل اليه مع عائلته بعد اخلاء منزل العائلة في بستان القدس اثر التهديدات التي تلقاها والده واغتيال عمه، وأن اللواء المقدح كان تردد الى منزل ولده الجديد قبل استهدافه فجر الثلاثاء.

غارة الفجر في عين الحلوة ، أعادت المخيم من جديد الى  دائرة الإستهداف الإسرائيلي المباشر له من بوابة الإغتيالات الخاطفة بصواريخ الطائرات المسيّرة التي كانت في السابق تطارد قياديين وكوادر في فصائل المقاومة الفلسطينية وتغتالهم على طرقات وفي مبان وشقق خارج المخيمات، لكنها اليوم باتت تلاحقهم حتى في داخل المخيمات ..

وقال عصام الحلبي وهو إعلامي وناشط إجتماعي وحقوقي ( وابن مخيم عين الحلوة) لـ"المدن" : ان مخيم عين الحلوة أساساً هو في دائرة الإستهداف والخطر الإسرائيلي، في ظل التهديدات الإسرائيلية المتكررة بملاحقة كل من يقاوم الإحتلال الاسرائيلي من أي الفصائل كان، وحددت هذه التهديدات في الفترة الأخيرة أعضاء في حركة حماس وكتائب شهداء الأقصى ، وحددت قبل نحو 7 اشهر اللواء منير المقدح بالإسم .

ويشير الحلبي الى أن استهداف المخيمات الفلسطينية في منطقة صور لا سيما مخيمات "البرج الشمالي والرشيدية والبص مؤخراً دفع بأكثر من نصف قاطنيها لمغادرتها قسراً والنزوح اما الى مخيمات في مناطق أخرى كمخيم عين الحلوة او الى مراكز إيواء خصصتها الأنروا في بعض مدارسها في صيدا او في معهد سبلين، وبعض العائلات لجأوا الى أقارب لهم في بيروت والشمال .

ولا يستبعد الحلبي أن تدفع ضربة عين الحلوة اليوم بعض سكانه لمغادرته والإلتحاق بمناطق أخرى او مراكز إيواء طلباً للأمان، علماً ان المخيم كان استقبل أعداداً من النازحين من منطقة صور توازي نسبة 20% من عدد سكانه أي انه يضم حالياً نحو مائة ألف نسمة . 

وترى أوساط فلسطينية أن ضربة عين الحلوة اليوم تعكس من جهة تركيز جيش العدو الإسرائيلي على استهداف القيادات والمخيمات الفلسطينية في لبنان خلال هذه الفترة ، وتجعل كل هذه المخيمات، بل وكل قياديي وكوادر فصائل المقاومة الفلسطينية داخل المخيمات وخارجها، في صلب هذا الإستهداف .

وعلمت "المدن" أن هذه الفصائل وفي مقدمها حركتا حماس والجهاد الإسلامي كانت اخلت قبل فترة العديد من مراكزها ومكاتبها ومؤسساتها حتى الإجتماعية داخل مخيمي عين الحلوة والمية ومية وغيرهما من المخيمات التي تتواجد فيها وخارجها ، وأنها بعد ضربات الكولا والبص وعين الحلوة رفعت من منسوب إجراءاتها الإحترازية الى حد الإيعاز الى قيادييها وكوادرها بكل مستوياتهم الأمنية والتنظيمية والسياسية التواري عن الأنظار واعتماد اقصى درجات الحذر في تنقلاتهم وعدم استخدام وسائل اتصال مهما كانت طبيعتها خصوصاً مع بدء مرحلة جديدة من الحرب الإسرائيلية على لبنان.