بوابات إلكترونية على مداخل عين الحلوة.. لماذا؟
وضع الجيش اللبناني، أخيراً، عند حواجزه على مداخل مخيم عين الحلوة بوابات الكترونية تلزم كل شخص يريد الدخول أو الخروج أن يمر فيها ويخضع للتفتيش. ما أثار حفيظة سكان المخيم وفصائله، إذ لم يجدوا في الخطوة إلا مزيداً من الضغوط التي تمارسها السلطات اللبنانية على الفلسطينيين في مخيمات لبنان، خصوصاً عين الحلوة الذي تراجعت فيه، أخيراً، التوترات الأمنية بنسبة عالية.
تبرر مصادر أمنية لبنانية لـ"المدن" وجود المعابر الالكترونية بأنها استكمال لاجراءات ضبط الوضع الأمني، وأنها لا تحمل أي عدائية تجاه الشعب الفلسطيني، بل حماية للأمن اللبناني والفلسطيني على حد سواء. فهل استشعر الأمن اللبناني خطراً أمنياً دفعه إلى اتخاذ اجراءات إضافية؟
لا يكترث فلسطينيو عين الحلوة لمبررات الأمنيين اللبنانيين. إذ دعا ناشطون فلسطينيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى وقفة احتجاج أمام مداخل المخيم. أما المسؤول السياسي لحركة حماس في منطقة صيدا أيمن شناعة، فيقول: "تفاجأنا بوضع بوابات الكترونية على مداخل عين الحلوة. والمتعارف أن هذه توضع في المطارات وعلى الحدود"، معتبراً أنها تنتقص من كرامة أبناء المخيم، الذين يصطفون طوابير أمام البوابات، وتعيق حركة المرور "ووجودها لا يشكل أي حل أمني ويؤثر على علاقة شعبنا بالجيش اللبناني".
يغص سوق الخضر بالمتسوقين عشية عيد الفطر. تكتفي الفلسطينية مريم مرعي بالقول: "عيب. هذه الاجراءات فيها مس بالكرامة الإنسانية. كفى اذلالاً". تناصرها قريبتها: "أهكذا يكون التضامن مع شعب فلسطين والقدس وشهداء غزة؟".
وكانت القيادة السياسية للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية عقدت اجتماعاً طارئاً داخل المخيم لرفض هذه الاجراءات. وطالب المجتمعون بإزالة المعابر الالكترونية والتخفيف من الاجراءات المشددة عند مداخل المخيم. ويؤكد قيادي فلسطيني لـ"المدن": "سنتحرك باتجاه قيادة الجيش والقوى الحزبية والسياسية اللبنانية، خصوصاً نائبي صيدا بهية الحريري وأسامة سعد. كذلك، في اتجاه حزب الله الذي له مونة كبيرة على القوى الأمنية. وفي حال عدم الاستجابة لمطلب تخفيف الاجراءات سيكون هناك تصعيد للموقف". يضيف القيادي الذي تمنى عدم ذكر اسمه: "نخشى أن تكون الاجراءات المشددة استجابة لضغوط أميركية تمارس على الدولة اللبنانية من أجل اتخاذ خطوات ضد المخيمات الفلسطينية"، مذكراً باطلالات أمنية وعسكرية أميركية: "ماذاً فعل قبل أشهر قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي واطلالته على المخيم من منطقة قريبة منه؟".
عندما طوق الجدار الاسمنتي العازل عين الحلوة، وشيدت أبراج عالية، ورفعت الأسلاك الشائكة وما تلاها من بوابات حديدية واجراءات، جميعها بررت بمنع تسلل مطلوبين وارهابيين. غير أن كثيراً من هؤلاء، ومنهم موصوفون بإرهابيين خطيرين، تمكنوا من مغادرة المخيم، غير عابئين بهذه الاجراءات.
المتشدد المطلوب بلال بدر غادر قبل أشهر عين الحلوة في اتجاه سوريا. مكث فيها وقاتل ثم عاد إلى المخيم ودخل متخفياً كما خرج. آخرون فعلوا فعلته. حتى أن المطلوب محمد جمال الحمد غافل حراسه في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت وفر في اتجاه المخيم من دون أن يكتشف أمره الأمن اللبناني، وعاد ليضرب بالمخيم متسبباً بمقتل اثنين، فسلمته، مجدداً، القوى الإسلامية إلى الجيش.