سامي الجميل في 2017: منتج وغير ناضج
لم يكن العام 2017 بالنسبة إلى النائب سامي الجميل عادياً. انطلق في بدايته بخيار رفض المشاركة في الحكومة، ثم السير في خطوات مُعارضة أكثر عملانية.
ففي شهر آذار تشارك حزب الكتائب الساحات مع المتظاهرين الرافضين السياسة الضريبية. واستكمل معارضته في جلسة مساءلة الحكومة في نيسان من خلال التصويب على بعض بنود خطة الكهرباء، لاسيّما في ما يتعلق بشق استئجار البواخر.
أما الضربة الدستورية الأهم للجميل، فكانت في شهر آب بعد الطعن المقدم من 10 نواب، الذي أوقف بموجبه المجلس الدستوري في شهر أيلول العمل بقانون الضرائب المموّل لسلسلة الرتب والرواتب.
ومن وجهة نظر الأفرقاء السياسيين، فإن عام الجميل كان منتجاً في مكان وغير ناضج في مكان آخر. ويرى النائب دوري شمعون أن الجميل "كان صاحب مواقف مهمة في العام 2017، وأثبت تحرره وصوابية تقييمه المواقف السياسية، بدءاً من خروجه من حكومة راضخة لتحالفات سياسية غير صحية تجعلها مقيدة وغير قادرة على القيام بمهماتها الدستورية".
ويلتقي مع شمعون القيادي التاريخي في حزب الكتائب جوزف أبو خليل. إذ يقول الأخير لـ"المدن" إن "الطارئ بالنسبة إلى الجميل في العام 2017 يتمثل بانسحاب الكتائب من الحكومة واعتماد خيار المعارضة التي تشكل مؤسسة من مؤسسات الأنظمة الديمقراطية".
يضيف أبو خليل أنه "كان للحزب الدور الريادي في الطعن بقانون الضرائب أمام المجلس الدستوري، إضافة إلى التصدي لصفقة بواخر الكهرباء وملف النفايات". ويشير إلى أن تحدي الجميل لهذا العام تمثل بمحاولة "إحداث تغيير في الذهنية السائدة عند السياسيين، على قاعدة تأسيس حزب الأوادم". كما أن "الجميل لم يخاطب الشارع المسيحي وحده، بل كرس الخطاب الوطني الذي يمس كل أطياف الشعب اللبناني".
هكذا، تمكن الجميل من إنتاج موقع له في العام 2017، خصوصاً أنه في "العام الماضي كان تركيزه على الشأن الحزبي. أما الآن فمشروعه العمل السياسي"، وفق رئيس حزب الكتائب السابق كريم بقرادوني، الذي يشير إلى أن "الأهم بالنسبة إلى الجميل هذا العام، تمثل بتمكنه من خلق موقع خاص به على الساحة المسيحية، رغم تقارب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، مستفيداً من تموضعه المعارض سواء أكان خارج الحكومة أم مواقفه المعارضة داخل مجلس النواب".
إلا أن حركة الجميل الاعتراضية تعتريها بعض الثغرات. الأولى، وفق بقرادوني، أن "الجميل في تصويبه على ثغرات خصومه، لم يستطع إنتاج برنامج واضح". وهذا ما تشير إليه مصادر التيار الوطني الحر في قولها إن "الجميل كان معارضاً من أجل المعارضة من دون امتلاكه أي رؤية أو مشروع واضح".
أما الثغرة الثانية، وفق بقرادوني، فتتمثل بـ"عدم تمكنه من الانضمام إلى جبهة معارضة. إذ لا يمكن اعتبار تقارب الكتائب مع حزب الوطنيين الأحرار واللواء أشرف ريفي بمثابة تحالف جبهوي. فلا شيء يجمع جمهور الكتائب وريفي. أما التقارب مع الأحرار فلا يضيف إلى الكتائب شيئاً. فالجميع يعلم مدى الضعف التنظيمي والشعبي للأحرار".