حرب يقاوم إلغاءه في تنورين وباسيل "يفوز" بالبترون
يواجه وزير الاتصالات بطرس حرب، في مدينة تنورين، تحالفاً حزبيّاً قويّاً يضم "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي". وهي المرّة الأولى التي تتكتّل فيه تلك القوى ضد حرب الذي استطاع في السنوات السابقة الحفاظ على "زعامته" في المدينة التي تضم نحو 12000 ناخب، مستعيناً، في استحقاقات عدة، بتحالفه مع ركن من ذاك التحالف، حين كانت تُخاض المعارك على أساس وجود تحالفي "8 آذار" و14 آذار" الذي ينتمي إليه. هكذا، يشبّه البعض ما يواجهه حرب في تنورين بما واجهه النائب دوري شمعون في دير القمر من إنهاء أو إعلان نهاية "حضوره"، رغم اختلاف الظروف بين الشخصين. وفي مقابل هذا التشبيه، يرى البعض أن المعركة لن تكون سهلة أو نزهة بالنسبة إلى التحالف الحزبي.
وقد استعد حرب للمعركة بتحالف مع عائلة يوسف، من خلال مقاسمة رئاسة اللائحة والمجلس البلدي بالتناوب بين بهاء حرب والمدير العام السابق للضمان الاجتماعي سامي يوسف، مناصفة بثلاث سنوات لكل منهما. ويترأس اللائحة المقابلة، المدعومة من التحالف الحزبي، العميد المتقاعد أيوب حرب.
وسط هذا المشهد، تعتبر مصار قريبة من حرب أن هدف التحالف الحزبي من الحرب الضروس في تنورين، هو إقفال منزل حرب و"البيوتات السياسية العائدة إلى القرن الثامن عشر" وفق ما يسميها رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع. وهذا ما دفع حرب التوريين إلى مقاومة حرب الإلغاء. ورغم ذلك ترى تلك المصادر أنه من الصعب جداً خرق اللائحة المدعومة من حرب، ومن المستحيل منافسته في داره.
قريباً من تنورين، في عاصمة القضاء، البترون، يبدو رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، قد اطمأن إلى وضع لائحته في مسقط رأسه. فبعدما خرجت "القوات اللبنانية" من منافسته، يستطيع باسيل إبقاء الوضع البلدي في المدينة على ما هو عليه.
رغم التحالف الثنائي والشراكة الواسعة بين التيار و"القوات"، إلا أن باسيل أراد العمل في البترون بطريقة إستثنائية، بحيث لا يشارك "القوات" ولا يدخل في معركة معها كما جرى في مناطق أخرى. يريد تثبيت زعامته في مدينته بلا أي منازع. وعملياً، فقد تجنّبت البترون المدينة أي معركة انتخابية، بعد تشكيل باسيل لائحته، برئاسة رئيس البلدية الحالي مارسيلينو الحرك. ولا تخفي مصادر خاصة لـ"المدن" وجود خلاف بين "القوات" والتيار، بسبب تعنّت باسيل ورفضه الأسماء المقترحة من "القوات" ليمثلوها في المجلس البلدي، من دون توضيح الأسباب. وهناك من يأخذ الامور إلى ما هو أبعد، ويكشف عن سعي باسيل إلى عقد صفقة مع "القوات"، تقضي بتمثيل العونيين في المجلس البلدي في بشرّي مقابل إدخاله قواتيين في مجلس البترون. وهذا الأمر لم يقابله "القوات" بالترحاب، إنما اعتبرته رفضاً ضمنياً من باسيل للشراكة في البترون.
وتروي المصادر أنه في اليوم الأخير من مهلة الترشيحات، رفض باسيل عدداً من الأسماء ومن بينها أحد مرشحين "القوات"، اسطفان الياس، الذي سأل باسيل:" لماذا ترفض إسمي؟ فأجابه بأنه يتمتّع بخبرات وكفاءة تؤهله أن يكون عضواً في البلدية، لكن الآن ليس الوقت المناسب لذلك، بل في الدورة المقبلة. وفهمت "القوات" الرسالة بأن باسيل لا يريد الشراكة، وتفادياً لافتعال أي إشكال مع باسيل من شأنه أن يعكّر صفو التحالف الجديد، فضّلت الإنسحاب وترك حرية الخيار لناخبيها.
ويؤكد منسق "الوطني الحر" في قضاء البترون طوني نصر لـ"المدن" أن لا معركة انتخابية في المدينة في ظل وجود لائحة التيار بالتحالف مع "القوات" من جهة، ولائحة من 7 مرشحين من المستقلين.