لبنان نموذجا لحلفاء ايران
في خضم الأزمة المندلعة بين السعودية وايران، توجهت انظار المسؤولين الاميركيين نحو رئيس حكومة العراق حيدر العبادي وموقفه من المواجهة. ففي وقت تضامن حلفاء السعودية — الكويت والبحرين والامارات والسودان — مع المملكة، وقطعوا او خفضوا مستوى علاقاتهم الديبلوماسية مع ايران، راقب الاميركيون ان كان العبادي سيستجيب للضغط الايراني، الذي تجلى في تظاهرات حركها حلفاء طهران في شوارع بغداد وطالبت بقطع علاقات العراق مع السعودية.
وكانت السعودية افتتحت قبل اسابيع سفارتها في بغداد، بعد ربع قرن على اقفالها، وبعد وساطة اميركية حثيثة.
وإثر اعتداء ايرانيين على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، والتظاهرات المعادية للسعودية في بغداد، اتصل وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري بنظيره السعودي عادل الجبير، وأكد له ان أمن البعثة السعودية في العراق محفوظ، فتنفس المسؤولون الاميركيون الصعداء، وراحوا يشيرون الى ما وصفوه “افتراق العبادي عن ايران”، للدلالة على ان رئيس حكومة العراق ليس رجل طهران في بغداد.
وتوسع المسؤولون الاميركيون في اشادتهم باستقلالية العبادي وتقديمه مصلحة العراق على املاءات ايران، فشدد الناطق باسم الحرب ضد داعش الكولونيل ستيف وارن على غياب ميلشيات “الحشد الشعبي” الشيعية عن معركة تحرير الرمادي، وقال ان “الحشد العشائري”، وهو قوة سنية قوامها خمسة آلاف مقاتل تابعة لوزارة الداخلية العراقية، هي التي “ستمسك” الرمادي بعد انسحاب القوات الحكومية منها.
واعتبر المسؤولون الاميركيون ان العبادي يلتزم الحياد في الأزمة الايرانية مع السعودية، وانه يعمل على تقويض قوة الميليشيات الشيعية التابعة لايران بوقف مرتبات مقاتليها (في وقت قال وزير المالية هوشيار زيباري ان اموال الدولة العراقية ستنفد في نيسان المقبل).
على ان “افتراق العبادي عن ايران” لا يبدو جليا كما يصر المسؤولون الاميركيون، فرئيس الحكومة العراقي سعى منذ فترة للتوسط عند الرياض لاطلاق صراح الشيخ الشيعي الراحل نمر النمر، والعبادي رفض التوقيع على قانون انشاء حرس وطني عراقي يتألف من مقاتلي عشائر غرب العراق السنية، والعبادي زار البيت الابيض وانبرى لاقناع الرئيس باراك أوباما بأهمية دور الميليشيات الشيعية في القتال ضد داعش.
كما تعرف واشنطن ان بغداد تحولت، منذ سنوات، مركزا لتفادي العقوبات الاميركية المفروضة على طهران، وان صورا عملاقة لمرشدي الثورة الايرانيين الراحل الخميني والحالي علي خامنئي تملأ شوارع المدن العراقية.
وتعرف واشنطن ان النائب جمال جعفر، والمعروف بأبي مهدي المهندس، هو نائب الجنرال قاسم سليماني في العراق، وان المهندس يشارك في كل اجتمعات العبادي الحساسة، ويبقي عينه ساهرة على حركات وتصريحات وسياسات رئيس الحكومة العراقي.
على عكس ما يقوله المسؤولون في ادارة أوباما، يبقى العراق واحدا من ابرز حلفاء ايران في العالم. طبعا المفهوم الايراني للحلفاء يختلف عن مفهوم السعودية، فالسعودية تتصرف كدولة، وتتعامل مع حلفائها كحكومات ندية، اما ايران، فهي تتصرف مع حلفائها كنماذج مشابهة للنظام الايراني الذي يسوده الانفصام بين اصحاب الكلمة العليا المرشد والحرس، من جهة، والرئيس وحكومته والجيش النظامي كوجه آخر يحكي ولا يحكم، من جهة اخرى.
لبنان هو النموذج الأقدم لحلفاء ايران. في لبنان حكومة وجيش، لكنهما يعيشان في ظلّ “حزب الله”، الذي يشارك في الحرب السورية وباقي حروب ايران حول العالم.
ومثلما سكت لبنان الرسمي عن الأزمة السعودية - الايرانية في وقت شن “حزب الله” حملة ضدها، كذلك سكتت حكومة العراق عن الأزمة نفسها، فيما حلفاء ايران داخل العراق يقاتلون في حلب وادلب ويتولون الحرب الاعلامية العراقية ضد السعودية.
اما العبادي، فهو مثل نظيره اللبناني تمام سلام، يتزعم حكومة غير قادرة على رسم السياسة الخارجية، ولا ضبط المجموعات المسلحة، ولا تسديد المرتبات، ولا حتى جمع النفايات.
العبادي وسلام يتلقون اتصالات المسؤولين الاميركيين، يبتسمون، يجاملون الرياض، وطهران لا يزعجها ذلك، فنموذج حلفاء ايران، الذي بدأ في لبنان وانتقل الى العراق، هو النموذج الذي ماتزال تسعى الجمهورية الاسلامية الى تكراره في دول المنطقة الاخرى، وما استمرار الحرب السورية الا دليلاً على تصميم طهران صناعة حليف جديد يستبدل الأسد ومعارضيه ويكمل الطموح الايراني.
وكانت السعودية افتتحت قبل اسابيع سفارتها في بغداد، بعد ربع قرن على اقفالها، وبعد وساطة اميركية حثيثة.
وإثر اعتداء ايرانيين على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، والتظاهرات المعادية للسعودية في بغداد، اتصل وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري بنظيره السعودي عادل الجبير، وأكد له ان أمن البعثة السعودية في العراق محفوظ، فتنفس المسؤولون الاميركيون الصعداء، وراحوا يشيرون الى ما وصفوه “افتراق العبادي عن ايران”، للدلالة على ان رئيس حكومة العراق ليس رجل طهران في بغداد.
وتوسع المسؤولون الاميركيون في اشادتهم باستقلالية العبادي وتقديمه مصلحة العراق على املاءات ايران، فشدد الناطق باسم الحرب ضد داعش الكولونيل ستيف وارن على غياب ميلشيات “الحشد الشعبي” الشيعية عن معركة تحرير الرمادي، وقال ان “الحشد العشائري”، وهو قوة سنية قوامها خمسة آلاف مقاتل تابعة لوزارة الداخلية العراقية، هي التي “ستمسك” الرمادي بعد انسحاب القوات الحكومية منها.
واعتبر المسؤولون الاميركيون ان العبادي يلتزم الحياد في الأزمة الايرانية مع السعودية، وانه يعمل على تقويض قوة الميليشيات الشيعية التابعة لايران بوقف مرتبات مقاتليها (في وقت قال وزير المالية هوشيار زيباري ان اموال الدولة العراقية ستنفد في نيسان المقبل).
على ان “افتراق العبادي عن ايران” لا يبدو جليا كما يصر المسؤولون الاميركيون، فرئيس الحكومة العراقي سعى منذ فترة للتوسط عند الرياض لاطلاق صراح الشيخ الشيعي الراحل نمر النمر، والعبادي رفض التوقيع على قانون انشاء حرس وطني عراقي يتألف من مقاتلي عشائر غرب العراق السنية، والعبادي زار البيت الابيض وانبرى لاقناع الرئيس باراك أوباما بأهمية دور الميليشيات الشيعية في القتال ضد داعش.
كما تعرف واشنطن ان بغداد تحولت، منذ سنوات، مركزا لتفادي العقوبات الاميركية المفروضة على طهران، وان صورا عملاقة لمرشدي الثورة الايرانيين الراحل الخميني والحالي علي خامنئي تملأ شوارع المدن العراقية.
وتعرف واشنطن ان النائب جمال جعفر، والمعروف بأبي مهدي المهندس، هو نائب الجنرال قاسم سليماني في العراق، وان المهندس يشارك في كل اجتمعات العبادي الحساسة، ويبقي عينه ساهرة على حركات وتصريحات وسياسات رئيس الحكومة العراقي.
على عكس ما يقوله المسؤولون في ادارة أوباما، يبقى العراق واحدا من ابرز حلفاء ايران في العالم. طبعا المفهوم الايراني للحلفاء يختلف عن مفهوم السعودية، فالسعودية تتصرف كدولة، وتتعامل مع حلفائها كحكومات ندية، اما ايران، فهي تتصرف مع حلفائها كنماذج مشابهة للنظام الايراني الذي يسوده الانفصام بين اصحاب الكلمة العليا المرشد والحرس، من جهة، والرئيس وحكومته والجيش النظامي كوجه آخر يحكي ولا يحكم، من جهة اخرى.
لبنان هو النموذج الأقدم لحلفاء ايران. في لبنان حكومة وجيش، لكنهما يعيشان في ظلّ “حزب الله”، الذي يشارك في الحرب السورية وباقي حروب ايران حول العالم.
ومثلما سكت لبنان الرسمي عن الأزمة السعودية - الايرانية في وقت شن “حزب الله” حملة ضدها، كذلك سكتت حكومة العراق عن الأزمة نفسها، فيما حلفاء ايران داخل العراق يقاتلون في حلب وادلب ويتولون الحرب الاعلامية العراقية ضد السعودية.
اما العبادي، فهو مثل نظيره اللبناني تمام سلام، يتزعم حكومة غير قادرة على رسم السياسة الخارجية، ولا ضبط المجموعات المسلحة، ولا تسديد المرتبات، ولا حتى جمع النفايات.
العبادي وسلام يتلقون اتصالات المسؤولين الاميركيين، يبتسمون، يجاملون الرياض، وطهران لا يزعجها ذلك، فنموذج حلفاء ايران، الذي بدأ في لبنان وانتقل الى العراق، هو النموذج الذي ماتزال تسعى الجمهورية الاسلامية الى تكراره في دول المنطقة الاخرى، وما استمرار الحرب السورية الا دليلاً على تصميم طهران صناعة حليف جديد يستبدل الأسد ومعارضيه ويكمل الطموح الايراني.