المعارضة السورية تطرق أبواب عون وبري!
بالعودة في الذاكرة الى الوراء، مع بدايات الثورة السورية، يبرز بوضوح موقف كل من الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون، موقف الأول الأكثر وضوحاً في تناول الموضوع تجلّى في 31 آب في العام 2013، حين دعا إلى ضرورة إجراء حركة تصحيحية في سوريا عمادها الإصلاح، بالإضافة إلى دعوة الأفرقاء اللبنانيين إلى ضرورة إيجاد وسائل إخراج التداخلات اللبنانية في المسألة السورية، فيما موقف عون الأبرز يأتي على قاعدة أن الثلاثاء القادم ستنتهي في سوريا. تحت هذين السقفين، مواقف عديدة واتصالات وفيرة، تنطوي على ما هو غير معلن، لكنه يبدو فيه بعض التناقض.
الرجلان وعلى تناقض مواقفهما من الأحداث في سوريا، ما زالا الحليفين الأوثق لـ"حزب الله"، المقاتل الشرس على الأرض السورية لحماية النظام والحفاظ على بقائه. في سياق تحليلي فإن عون يراهن على الحسم العسكري في سوريا، ولذلك يسلّف النظام والحزب المواقف التي يريدانها، أما برّي فأغلب الأحيان يلتزم الصمت، مفضلاً عدم الدخول في تلك الإشكاليات، لكنه لا يترك مناسبة إلّا ويظهر فيها بمشهد المتمايز عن الحزب، إن عبر تشديده على مسألة الحل السياسي للأزمة، أو لجهة رفضه التدخل في سوريا، وأكثر من ذلك إبحاراً في التحليل، قد يكون صمت برّي انتظاراً لاستنزاف الحزب في سوريا وإضعافه لعلّه يرثه في المستقبل.
بعيداً عن التحليل، لدى الرجلين كوادر في حزبيهما وقواعد شعبية، بعضها يؤيد موقف قيادته حول سوريا، والبعض الآخر يعارضه، وعلى هذه القاعدة تسري الأحوال في صفوف الجمهور، فجمهور حركة "أمل" يخالف عاطفياً رأي رئيسه، يغلب عليه التجييش المذهبي، يحمّسه على الإندفاع نحو القتال، تحت ستار "حزب الله"، وحماية الشيعة، لكن أبو مصطفى ما زال قادراً على الإمساك بزمام الأمور، ولجم أي "شطحات" عاطفية من قبل الحركيين، وأبرزها حين وزّعت صور لآليات عسكرية لحركة "أمل" تشارك في معارك القلمون، حينها سارع مسؤولو الحركة إلى نفي أي تدخل عسكري لهم في سوريا، وعليه فإن برّي يهندس مواقفه بعناية ودراية، من دون الدخول في اشتباك مع أي من الأطراف.
في المقابل فإن عون إتخذ موقفاً متماهياً مع "حزب الله"، جاهر في دعمه للنظام السوري، وفي تكفير وشيطنة المعارضة السورية، حتى الجمهور العوني يتماهى إلى حدّ كبير مع "الجنرال" لكن لا يخفى أن هناك مواقف وأصواتاً داخل "التيار الوطني الحرّ" ترفض ما يجري في سوريا وتدخل "حزب الله" وما استدرجه من ارتدادات على الساحة اللبنانية، وهي تعبّر بمناسبات عديدة بأنها ضد التدخل في سوريا.
وعلى الرغم من تناقض المواقف داخل كل فريق، إلّا أن هناك أسئلة أساسية بالنسبة إليهم في ظلّ هذه الحرب، ما هو مصير الأقليات؟ وهذا ما يعتبره الفريقان أسئلة مشروعة في ظل استعار الحرب المذهبية، ومن هنا تشير مصادر بارزة لـ"المدن" إلى أنه خلال إجتماع بين شخصية لبنانية مؤثرة وعدد من ممثلي المعارضة السورية، طرحت الشخصية أسئلة تعبر عن هواجس هذين الفريقين بالتحديد، سائلة عن مصير الشيعة والعلويين والمسيحيين في سوريا، فكان ردّ المعارضة السورية مقسوماً إلى قسمين، سياسياً قدم الإئتلاف نظرته الكاملة حول أهمية الحفاظ على النسيج المجتمعي السوري، أما العسكر أو الفصائل المسلحة، فسألوا عن مواقف أطراف شيعية معارضة لما يقوم به "حزب الله"، بما أنهم لم يسمعوا بأطراف ذات تمثيل ولها موقف مغاير لـ"حزب الله"، حينها طرحت الشخصية اسم بري، وقدّمته على أساس أنه يرفض القتال ضد الشعب السوري، ويتمايز عن "حزب الله"، ويصرّ على الحل السياسي ووحدة الأراضي السورية، حينها أرسلت المعارضة رسالة إلى برّي مع قيادي كبير في تيار "المستقبل"، تؤكد فيها تمسكها بحماية كل مكونات الشعب السوري، وتطالبه بموقف أو برسالة على الأقل تؤيد طموحات الشعب السوري ولا تكفره، خصوصاً أنه باعتبار المعارضة فإن النظام انتهى، ولا بد من التنسيق مع طرف شيعي غير "حزب الله".
على ضفة "التيار الوطني الحرّ"، تشير المصادر إلى لقاء تضعه في خانة "الصدفة"، وتقول أنه غير رسمي حصل بين قياديين من "التيار" بينهم نواب، مع عدد من مسؤولي المعارضة السورية، وأثناء اللقاء طرح أحد المعارضين سؤالاً على النائب العوني عن موقفهم من الثورة السورية، حينها اعتبر النائب أن ما يتعرض له السوريون هو نفسه ما تعرض له العونيون في مرحلة الإحتلال السوري للبنان، وتشير المصادر إلى أن النائب حرص على تقديم صورة أخرى وموقف آخر لما هو معلن، مؤكداً أن ليس كل أعضاء "التيار" يؤيدون تدخل "حزب الله" في سوريا، أو حتى يؤيدون بطش النظام السوري بشعبه، وتضيف المعلومات أنه جرى إتفاق بين الطرفين على لقاء آخر للبحث أكثر في ما يمكن التنسيق بشأنه.
الرجلان وعلى تناقض مواقفهما من الأحداث في سوريا، ما زالا الحليفين الأوثق لـ"حزب الله"، المقاتل الشرس على الأرض السورية لحماية النظام والحفاظ على بقائه. في سياق تحليلي فإن عون يراهن على الحسم العسكري في سوريا، ولذلك يسلّف النظام والحزب المواقف التي يريدانها، أما برّي فأغلب الأحيان يلتزم الصمت، مفضلاً عدم الدخول في تلك الإشكاليات، لكنه لا يترك مناسبة إلّا ويظهر فيها بمشهد المتمايز عن الحزب، إن عبر تشديده على مسألة الحل السياسي للأزمة، أو لجهة رفضه التدخل في سوريا، وأكثر من ذلك إبحاراً في التحليل، قد يكون صمت برّي انتظاراً لاستنزاف الحزب في سوريا وإضعافه لعلّه يرثه في المستقبل.
بعيداً عن التحليل، لدى الرجلين كوادر في حزبيهما وقواعد شعبية، بعضها يؤيد موقف قيادته حول سوريا، والبعض الآخر يعارضه، وعلى هذه القاعدة تسري الأحوال في صفوف الجمهور، فجمهور حركة "أمل" يخالف عاطفياً رأي رئيسه، يغلب عليه التجييش المذهبي، يحمّسه على الإندفاع نحو القتال، تحت ستار "حزب الله"، وحماية الشيعة، لكن أبو مصطفى ما زال قادراً على الإمساك بزمام الأمور، ولجم أي "شطحات" عاطفية من قبل الحركيين، وأبرزها حين وزّعت صور لآليات عسكرية لحركة "أمل" تشارك في معارك القلمون، حينها سارع مسؤولو الحركة إلى نفي أي تدخل عسكري لهم في سوريا، وعليه فإن برّي يهندس مواقفه بعناية ودراية، من دون الدخول في اشتباك مع أي من الأطراف.
في المقابل فإن عون إتخذ موقفاً متماهياً مع "حزب الله"، جاهر في دعمه للنظام السوري، وفي تكفير وشيطنة المعارضة السورية، حتى الجمهور العوني يتماهى إلى حدّ كبير مع "الجنرال" لكن لا يخفى أن هناك مواقف وأصواتاً داخل "التيار الوطني الحرّ" ترفض ما يجري في سوريا وتدخل "حزب الله" وما استدرجه من ارتدادات على الساحة اللبنانية، وهي تعبّر بمناسبات عديدة بأنها ضد التدخل في سوريا.
وعلى الرغم من تناقض المواقف داخل كل فريق، إلّا أن هناك أسئلة أساسية بالنسبة إليهم في ظلّ هذه الحرب، ما هو مصير الأقليات؟ وهذا ما يعتبره الفريقان أسئلة مشروعة في ظل استعار الحرب المذهبية، ومن هنا تشير مصادر بارزة لـ"المدن" إلى أنه خلال إجتماع بين شخصية لبنانية مؤثرة وعدد من ممثلي المعارضة السورية، طرحت الشخصية أسئلة تعبر عن هواجس هذين الفريقين بالتحديد، سائلة عن مصير الشيعة والعلويين والمسيحيين في سوريا، فكان ردّ المعارضة السورية مقسوماً إلى قسمين، سياسياً قدم الإئتلاف نظرته الكاملة حول أهمية الحفاظ على النسيج المجتمعي السوري، أما العسكر أو الفصائل المسلحة، فسألوا عن مواقف أطراف شيعية معارضة لما يقوم به "حزب الله"، بما أنهم لم يسمعوا بأطراف ذات تمثيل ولها موقف مغاير لـ"حزب الله"، حينها طرحت الشخصية اسم بري، وقدّمته على أساس أنه يرفض القتال ضد الشعب السوري، ويتمايز عن "حزب الله"، ويصرّ على الحل السياسي ووحدة الأراضي السورية، حينها أرسلت المعارضة رسالة إلى برّي مع قيادي كبير في تيار "المستقبل"، تؤكد فيها تمسكها بحماية كل مكونات الشعب السوري، وتطالبه بموقف أو برسالة على الأقل تؤيد طموحات الشعب السوري ولا تكفره، خصوصاً أنه باعتبار المعارضة فإن النظام انتهى، ولا بد من التنسيق مع طرف شيعي غير "حزب الله".
على ضفة "التيار الوطني الحرّ"، تشير المصادر إلى لقاء تضعه في خانة "الصدفة"، وتقول أنه غير رسمي حصل بين قياديين من "التيار" بينهم نواب، مع عدد من مسؤولي المعارضة السورية، وأثناء اللقاء طرح أحد المعارضين سؤالاً على النائب العوني عن موقفهم من الثورة السورية، حينها اعتبر النائب أن ما يتعرض له السوريون هو نفسه ما تعرض له العونيون في مرحلة الإحتلال السوري للبنان، وتشير المصادر إلى أن النائب حرص على تقديم صورة أخرى وموقف آخر لما هو معلن، مؤكداً أن ليس كل أعضاء "التيار" يؤيدون تدخل "حزب الله" في سوريا، أو حتى يؤيدون بطش النظام السوري بشعبه، وتضيف المعلومات أنه جرى إتفاق بين الطرفين على لقاء آخر للبحث أكثر في ما يمكن التنسيق بشأنه.