"اعلان النوايا": العام 2016 للرئاسة "القوية"
"منذ الثاني من حزيران 2015، بات من الصعب استفراد المسيحيين في المعادلة الداخلية ببعديها السياسي والدستوري". هي قناعة ركني "اعلان النوايا"، أي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية". فهذا الاعلان الذي بدأ كحاجة، تحوّل مع الوقت الى قناعة مشتركة لاستعادة الدور والحضور وتحقيق الشراكة التي وحدها تؤمن التوازن في النظام والحكم والدولة.
مع نهاية العام، تكون قد مرّت ستة اشهر على ولادة الاتفاق بين حزبين وجماعتين فرّقت بينهما سنوات الحرب، ووضعت اعوام السلم كلا منهما على طرف نقيض مع الآخر. ومع التسليم والتسلّم المرتقب هذه الأيام بين عام يمضي بملفاته الشائكة، وآخر يطل باستحقاقاته التي ليست أقلّ تعقيداً، تؤكد معلومات "المدن" أن العيدية التي يحضّرها "اهل الإعلان" لن تتأخّر، لا بل انها ستسبق إطفاء شمعته الأولى بأسابيع.
منذ اللحظة الأولى، شكّل الإعلان مفاجأة كبرى. كثيرون شككوا بإمكان حصوله. وبعد اتمامه، كثيرون شككوا باحتمال استمراره. ولكن الأيام والاسابيع والاشهر مضت لتثبت انه صيغ بحذر وتأن ليدوم لاشهر، لسنة، لسنوات، وأكثر، وفق المتفائلين.
في الواقع، كثيرة هي الحركة هذه الأيام على خط الرابية - معراب. وابتعادها عن الاعلام لا يأتي الاّ في سياق "فن الصمت" المقصود، بينما تؤكد معومات "المدن" ان "الشغل ماشي" بين الجانبين بتأن، خصوصاً أن "ما قبل الإعلان ليس كما بعده"، وكذلك الامر بالنسبة لما يعمل عليه راهناً، بحيث لن يكون التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي بالأسلوب نفسه المتّبع منذ 25 أيار 2014.
يتجنّب المعنيون حتى اللحظة الدخول في التفاصيل، علماً أن القليل مما يتسرّب يوحي بأن معادلة "إما عون وإما جعجع" ستكون ممراً الزامياً لانهاء الشغور. وهل يمكن ان يرشّح رئيس حزب "القوات"، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح"؟ الإجابة لدى الجانبين تختصر بالتالي: "الأكيد أن أخذ المسيحيين بالمفرق لم يعد وارداً، اللعب على التناقضات بات من الماضي. فالتيار والقوات انتقلا من التباعد الى التنسيق، وهذا المسار بدأ ولن ينتهي الاّ بما يضمن تصحيح ما نجم من خلال التطبيق المعتور للطائف، على ما جاء في ورقة النيات".
على الرغم من أن المسيحيين يحييون هذه الأيام زمن عيد الميلاد، الاّ أن زوار النائب إبراهيم كنعان يسمعون منه كلاماً عن القيامة. ويقول لـ"المدن" إنه "على اللبنانيين عموماً، والمسيحيين خصوصاً ان لا ينتظروا معاينة الجراح على غرار توما ليصدقوا ان المسيح قام، بل من الأولى بهم أن يشاركوا في صناعة فعل قيامة المجتمع. فالقضية ليست مشروعاً انتخابياً، بل رغبة مشتركة تفتح يديها للجميع لتصحيح الخلل ضمن العائلة الوطنية".
اما الزارع الثاني في حقل اعلان النيات، مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في "القوات" ملحم الرياشي فيؤكد لـ"المدن" أن "هذا الإعلان بدأ كورقة فتحوّل وثيقة، واهم ما فيه انه عكس على الأرض رغبة مجتمع كامل بالوحدة، وبالحق في الاختلاف". اليوم يبدو الرياشي مطمئناً لمسار الإعلان "والاحداث تبرهن يوماً بعد يوم أهميته، والأيام المقبلة في العام 2016 ستثبت ذلك اكثر فأكثر".
متى سيلتقي عون وجعجع؟ سؤال يحمل مفاتيح اسراره كنعان والرياشي. الأكيد ان اللقاء الثاني سيحصل، ولن يكون لمجرد الصورة التذكارية، بل قد يؤسس لتاريخ يؤرّخ اللحظة بتداعيات كثيرة على المستقبل، خصوصاً في ضوء تأكيد كنعان والرياشي لـ"المدن" أن العام الطالع سيكون سنة الرئاسة القوية.