إيناس هنيّة... أسرار عائلة منكوبة

نورا خليل
الثلاثاء   2024/08/06
إيناس هنية (انستغرام)
مقابل الدعاية الإعلامية التي روّجت لإسماعيل هنية كصاحب قصور ومليارات لا يكترث لحياة الفلسطينيين في غزَّة، خرجت إيناس هنيّة، زوجة نجل إسماعيل هنية الذي اغتالته اسرائيل في نيسان/أبريل الماضي، لتشارك مع الناس الجانب الخاص عن حياة رئيس حركة "حماس" الذي اغتالته إسرائيل في طهران قبل أيام.


جمعت إيناس قواها، وهي أمّ لطفلتين قتلتهما إسرائيل برفقة والدهما الشهيد حازم هنية، لتطلعنا على تفاصيل العائلة من خلال صفحتها في "انستغرام". بعيداً من السياسية، نشرت إيناس بعض المحادثات بينها وبين رئيس الحركة التي بدا فيها الجانب الانساني لشخصيته، إذ كان محباً لعائلته وجيرانه، هادئ المزاج وشعبياً بتعامله مع الناس بحسب المحادثات التي نشرتها إيناس. 

هذا ولم تكتفِ ايناس بنعي رئيس الحركة أمام منزله في مخيم الشاطىء، وهي التي ما زالت محاصرة في شمال غزة، وإنّما استمرت في ذكر صفاته وحسن تعامله في معظم منشوراتها. لا تتوانى ايناس عن مناداته بلقبه "أبو العبد"، هذا اللقب الذي يحمل نوعاً من الحميمية والعاطفة، فيؤكد مدى قرب هذا الشخص من عائلته. 

معلومات عن اسماعيل هنية
وعلى الرغم من موقعه السياسي الذي يملي عليه انشغالات ولقاءات ومواكبة التفاصيل لحظة بلحظة، لم يكن هنية، بشهادة زوجة ابنه، يقصّر في حق عائلته وأقرب الناس اليه. تشارك إيناس معلومات لم تظهر بصورة واضحة في الإعلام، مثل اتصال هنية بها لتعزيتها باستشهاد زوجها وابنتيه (ابنه وحفيدتيه) ومناداتها بـ"أمّ الشهيدات!".

تعلم إيناس أنّ المعركة ليست مجرد قتال على الأرض، وإنما معركة لمحو الذاكرة وتحريف التاريخ. ولذلك تصمم على هذا النوع من الظهور الإعلامي لتقول الحقيقة بأي ثمن، مواجهةً كل حملات التشويه التي أرادت النيل من مسار هذه العائلة. 


ابتسامة إيناس
بعزيمة وثبات، تبتسم إيناس في معظم مقابلاتها، تقدم التهنئة للناس بدلاً من العزاء، مشيرة الى أن الشهادة هي التمني. يعكس هذا الأسلوب صبراً يحتاجه الغزيّون للاستمرار في العيش والثبات من أجل قضيتهم. 

هذا الموقف الذي يبدو سوريالياً لأمّ مفجوعة، حيث لا يمكن إلا أن يتبادر للمشاهد للوهلة الأولى "كيف يمكنها أن تفعل ذلك؟".. والاجابة أنّ إيناس أرادت أن يكون حالها حال كل أمّ فلسطينية فقدت أبناءها وعائلتها. اعتادت عائلة هنية على الفَقد، اذ أصبح الموت أمراً متوقعاً. تنهي إيناس في إحدى المقابلات التلفزيونيّة حديثها بالقول: "من الممكن أن تنعوني على قناة الجزيرة، هو أمر متوقع والعدو يقدم لي معروفاً لكي ألتقي بعائلتي". تشكل هذه العبارة تحدياً كبيراً للعدو الاسرائيلي حتى لا يظن أنّه بقتله أصحاب القضية ينجز على القضية بأكملها.


100 شهيد من العائلة
من خلال صفحة إيناس هنية، استطاع المتابعون أن يتعرفوا الى تفاصيل هذه العائلة التي فقدت أكثر من 100 فرد منها، بحسب النجل الأكبر لاسماعيل هنية. غدت وسائل التواصل الاجتماعي نافذة من غزة، "أجمل قصر في العالم"، حسب وصف ايناس التي ردت على الشائعات بالصوت والصورة، لتطلعنا على حياة رجلٍ كان أباً وجداً وعمّاً مثالياً الى جانب دوره الأساسي في قيادة حركة المقاومة.

"أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به باستشهاد أبنائي الـ3 وبعض الأحفاد.. بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا". 

بهذه العبارة تلقى اسماعيل هنية خبر استشهاد أفراد من عائلته، وبالأسلوب نفسه قدمت ايناس هنية التهنئة: "المسيرة تستمر وإذا ارتقى القائد، لا تسقط الراية، وأسأل الله أن تكون هذه الدماء الزكية التي ارتقت أن تحقن دماء المسلمين في غزة.. على هذه الأرض الطيبة..".