مئة نائب لبناني يناشدون "يونيسكو" حماية المواقع التاريخية
وجه أكثر من 100 نائب لبناني نداء عاجلاً، الخميس، إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" من أجل حماية المواقع التاريخية من الغارات الإسرائيلية، خصوصاً في جنوب البلاد وشرقها.
وأورد النواب في رسالة وقعتها غالبية الكتل في البرلمان موجهة إلى المديرة العامة لـ"يونيسكو" أودري أزولاي: "نناشدكم ونلفت انتباھكم إلى ضرورة ملحة: حماية المواقع التاريخية في لبنان، لا سيما في بعلبك وصور وصيدا وغيرها من المعالم الثمينة التي تواجه خطراً كبيراً نتيجة تصاعد الفظائع"، مع استهداف إسرائيل مؤخراً محيط مواقع تاريخية أبرزها قلعة بعلبك، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".
ودعا النواب أزولاي إلى "إعطاء الأولوية بشكل عاجل لحماية ھذه المواقع التاريخية، من خلال تعبئة سلطة يونيسكو، وتأمين الانتباه الدولي، والدعوة لاتخاذ التدابير الحمائية كافة". كما حذروا في رسالتهم من أن "تدمير ھذه المعالم، إن حدث، لن يكون مجرد خسارة للبنان، بل ضربة مأساوية للتراث العالمي".
ويضم لبنان ستة مواقع مدرجة في لائحة "يونيسكو" للتراث العالمي، بما فيها آثار رومانية في مدينتي بعلبك وصور. وحذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت قبل أيام، من الخطر الذي تشكّله الحرب على مواقع أثرية، خصوصاً في المدينتين. وكتبت عبر منصة "إكس": "تواجه مدن فينيقية قديمة ضاربة في التاريخ خطراً شديداً قد يؤدي إلى تدميرها".
والأربعاء، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات طاولت مدينة بعلبك ومحيطها في شرق لبنان، ما أسفر عن استشهاد 40 شخصاً على الأقل، غالبيتهم في المدينة. وأفاد محافظ المنطقة بشير خضر عبر منصة "إكس" عن غارة "هي الأقرب على قلعة بعلبك"، مشيراً إلى سقوط "صاروخ داخل موقف السيارات" التابع للموقع الأثري.
من جانبه، قال رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل أن الاستهداف طاول مبنى المنشية الأثري الذي يتوسط قلعة بعلبك، وفندق بالميرا الذائع الصيت، والذي لحقت به أضرار. وفي صور، استهدفت غارات إسرائيلية مواقع قريبة من آثار رومانية قديمة.
وقالت "يونيسكو"، الشهر الماضي، أنها "تتابع عن كثب تأثير الصراع المستمر في موقع التراث العالمي في صور" باستخدام أدوات الاستشعار من بعد وصور الأقمار الاصطناعية.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلم سفراء الدول الخمس الكبرى، مطلع الأسبوع، رسالة حذر فيها من أن "الهجمات على مدن مثل بعلبك وصور، أدت إلى نزوح قرى بأكملها وتهديد مواقع تراثية وثقافية لا تقدر بثمن".
ودعا ميقاتي إلى "وقف فوري لإطلاق النار لوقف العنف العبثي وحماية التراث الثقافي لبلادنا، بما في ذلك المواقع الأثرية القديمة في بعلبك وصور"، مطالباً "مجلس الأمن باتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لحماية هذه الكنوز التاريخية التي لا تشكل جزءاً من هويتنا الوطنية فحسب، بل إنها تحمل أيضاً أهمية باعتبارها معالم تاريخية عالمية".
وفي بعلبك، أكد سهيل رعد، أحد سكان المدينة، أن "آخر ما فكرنا فيه أن تُستهدف المنطقة لأننا كنا نعتقد أن لها حرمتها وحصانتها كما أنها الأكثر أماناً، لكننا فوجئنا باستهدافها بعد ظهر الأربعاء، ما أحدث دماراً هائلاً".
وعلق المتخصص في الفنون وعلم الآثار محمد شرف: "نحن أمام مشهد مريع بالفعل، خصوصاً أنه طاول المنطقة الأثرية التي كنا خائفين عليها".