"بن أند جيري" ممنوعة من التعبير عن دعمها للفلسطينيين

وتمثل الدعوى، التي رفعتها الشركة هذا الأسبوع، أحدث مؤشر على توتر قائم منذ فترة طويلة بين "بن اند جيري" وشركة "يونيليفر" للمنتجات الاستهلاكية التي تخطط لفصل نشاطها في مجال الآيس كريم العام المقبل، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وسيشمل الانفصال، الشركة التي يقع مقرها في ولاية فيرمونت الأميركية والمنتجة لآيس كريم "تشابي هابي"، رغم أن خبراء في حوكمة الشركات قالوا أن مجلس إدارة العلامة التجارية، وهو محور الدعوى القضائية الجديدة، ربما يمثل تحديات للصفقة.

ونشب خلاف بين الطرفين العام 2021 بعدما قالت "بن اند جيري" أنها ستتوقف عن بيع منتجاتها في الضفة الغربية المحتلة لأنها تتعارض مع قيمها، وهي خطوة دفعت بعض المستثمرين إلى التخلص من أسهم في "يونيليفر"، ثم رفعت شركة صناعة المثلجات دعوى قضائية ضد "يونيليفر" لبيع أعمالها في إسرائيل لصاحب رخصتها هناك، ما سمح بمواصلة التسويق في الضفة الغربية وإسرائيل. وتم تسوية هذه الدعوى العام 2022.

وفي دعواها القضائية الجديدة، قالت "بن اند جيري" أن "يونيليفر" خالفت شروط تلك التسوية التي ظلت سرية. وكشفت الدعوى أن اتفاق التسوية ينص على أن "يونيليفر" مطالبة "باحترام وتقدير المسؤولية الأساسية لمجلس إدارة بن اند جيري المستقل في ما يتعلق بالمهمة الاجتماعية لبن اند جيري". وأضافت الدعوى: "حاولت بن اند جيري في أربع مناسبات التحدث علناً لدعم السلام وحقوق الإنسان لكن يونيليفر أسكتت كل هذه الجهود".

وعلقت يونيليفر في بيان عبر البريد الإلكتروني، رداً على القصة: "نتعاطف مع جميع ضحايا الأحداث المأسوية في الشرق الأوسط. ونستنكر الاتهامات الصادرة عن مجلس إدارة بن اند جيري المستقل في ما يتعلق بالمهمة الاجتماعية، وسندافع بقوة عن موقفنا". وأضافت: "لن نعلق أكثر على هذه الدعوى القضائية" التي رُفعت أمام "محكمة نيويورك الاتحادية".

إلى ذلك، أفاد ماينور مايرز، الأستاذ في كلية الحقوق بـ"جامعة كونيتيكت"، أن التوتر بين "بن اند جيري" و"يونيليفر" سيكون على رأس الأولويات في أي صفقة، خصوصاً إذا استحوذت شركة استثمار مباشر أو شركة منافسة على علامات الآيس كريم التابعة لـ"يونيليفر".

وأضاف مايرز أن "موقف بن آند جيري سيكون في مقدمة اهتمامات أي مشتر محتمل. وفي ما يتعلق برغبة بن آند جيري أو إحدى الشركات التابعة لها في التحرر من القيود .. ربما يؤثر في مبيعات العلامة التجارية الرائدة في صناعة الآيس كريم".

ورأى مايرز أن ذلك قد يؤدي إلى انخفاض تقييم العلامات التجارية للآيس كريم الذي تنتجه "يونيليفر". وأضاف أن المخاوف ستتقلص إذا أصبحت العلامات التجارية للآيس كريم شركة منفصلة بأسهم متداولة في البورصة.

وقالت "بن اند جيري" في الدعوى القضائية إنها حاولت الدعوة إلى وقف إطلاق النار ودعم المرور الآمن للاجئين فلسطينيين إلى بريطانيا ودعم الطلاب الذين ينظمون احتجاجات في جامعات أميركية على مقتل مدنيين في قطاع غزة والدعوة إلى وقف المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، لكن "يونيليفر" منعتها.

وورد في الدعوى القضائية أن مجلس الإدارة المستقل تحدث على نحو منفصل عن بعض هذه الأمور، لكن الشركة تم إسكاتها.

وأكملت "بن اند جيري" بأن بيتر تير كولف، رئيس قسم المثلجات في "يونيليفر"، قال أنه يشعر بالقلق إزاء "تصور مستمر بمعاداة السامية" في ما يتعلق بشركة صناعة المثلجات التي تعبر عن آرائها بشأن لاجئين من غزة، وفقاً للدعوى القضائية.

وورد في الدعوى القضائية أن "يونيليفر" مطالبة بموجب اتفاق التسوية بأن تسدد مدفوعات تصل إجمالاً إلى خمسة ملايين دولار إلى "بن اند جيري" كي تقدم العلامة التجارية تبرعات لجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان من اختيارها. وجاء في الدعوى أيضا أن "بن اند جيري" منظمة اختارت منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" ذات التوجهات اليسارية، وفرع "مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية" في منطقة خليج سان فرانسيسكو ومنظمات أخرى.

وذكرت الدعوى القضائية أن "يونيليفر" اعترضت في آب/أغسطس على الاختيارات، قائلة أن منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" "تنتقد الحكومة الإسرائيلية بشدة".

والحال أن "بن اند جيري" اختارت موقعاً لنفسها كشركة ذات وعي مجتمعي منذ أسسها بن كوهين وجيري جرينفيلد في محطة وقود تم تجديدها العام 1978. وحافظت الشركة على هذه المهمة حتى بعدما استحوذت عليها "يونيليفر" العام 2000.

وتشمل العشرات من منتجات "يونيليفر" صابون "دوف" ومايونيز "هيلمانز" ومكعبات حساء "كنور" ومنظف "سيرف" وفازلين.