هل يحلّ مقتل شيرين أبو عاقلة الكنيست الإسرائيلي؟
قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، التي غطت النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، باتت آخر ضحاياه، معتبرة أن اللحظات الأخيرة من حياة شيرين، مثل بقية حياتها، سجلتها لقطات إخبارية صارخة.
ووصفت المجلة الرزينة، المشهد بلغة عاطفية غير معهودة: "سبع طلقات ترن، يتسلل المصور ليظهر امرأة في سترة واقية مكتوب عليها صحافة ملقاة على التراب، ورجل يحاول مساعدتها، لكنه يتراجع بعد طلقة أخرى. وعندما ينجح في النهاية في رفع جسدها الضعيف، بدا من الواضح أنها لم تكن تستجيب، فواحدة من أشهر الوجوه الإعلامية تحولت إلى جسد دموي محطم".
وقتلت أبو عاقلة خلال تغطيتها اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة جنين بالضفة الغربية. وقال شهود عيان، ووزارة الصحة الفلسطينية، أن الجنود الإسرائيليين هم من أطلقوا النار عليها، مع الإشارة إلى تفنيد الرواية الإسرائيلية التي تحدث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، حول مقتلها على أيدي مسلحين فلسطينيين، إضافة إلى نقل تقرير منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بيتسيلم" وشهادة علي السمودي، زميل أبو عاقلة، الذي أصيب بجروح في الواقعة ذاتها.
وبدأت أبو عاقلة عملها في شبكة "الجزيرة" العام 1997، وأصبحت واحدة من أشهر مراسليها. وقال الكثير من المراسلين العرب، خصوصاً الصحافيات، أنهن تأثرن بها. وكمقدسية مسيحية، كانت ذات حضور طاغ في الضفة الغربية. وهذا يعني رحلات متعددة إلى أماكن مثل جنين، التي قام فيها الجنود الإسرائيليون وعلى مدى الأسابيع الستة الماضية بسلسلة من العمليات العسكرية الليلية لاعتقال فلسطينيين. ووقعت عمليتان في إسرائيل نفذهما شبان من محافظة جنين.
ورأت "إيكونوميست" أن حادثة قتل أبو عاقلة ستهزّ الحكومة الائتلافية المكونة من 8 أحزاب في إسرائيل. وفقدت الحكومة الغالبية في الكنيست، الشهر الماضي، عندما انشق عضو في حزب بينيت. وكاد الحزب الإسلامي المحافظ "القائمة العربية الموحدة" بقيادة منصور عباس أن يخرج من الحكومة على خلفية المواجهات في المسجد الأقصى.
وقال عباس إنه يرغب بالبقاء في الائتلاف الحكومي حتى يحقق بعض المكاسب للعرب داخل إسرائيل. وفي 11 أيار/مايو، أكد أن حزبه لن يدعم تحركاً من المعارضة لحل الكنيست. إلا أن أحداثا مثل مقتل أبو عاقلة، قد تجعل البقاء في الحكومة أمراً صعباً له.