ليست هذه أول قضية اعتداء جنسي تُرفع ضد الأب منصور لبكي، ولا الإدانة الأولى بحقه. سبق أن تمت إدانة الأب في الفاتيكان في العام 2012، حيث أصدر مجمع عقيدة الإيمان حكماً عليه بالاعتداء الجنسي على ثلاث قاصرات. أقر لبكي بالاعتداء على ثلاث من الشاكيات. الحكم، وإن كان غيابياً، اعتُبر نصراً للناجيات المُعتدى عليهن، بعد سنوات من المعاناة والقلق والخوف.
دخل لبكي، المتعبد بالأخص للعذراء، قلوب المسيحيين من خلال التراتيل التي ألفها، وكُتُب الأطفال التي كتبها، ليتبين في ما بعد أن هذا الحب الذي يكنه للأطفال، لم يكن بريئاً.
شكل الحكم صدمة للرأي العام اللبناني، الذي كان قد نسي منذ وقت طويل الاتهامات التي وجهت إلى لبكي في الفاتيكان ونفيه من الكنيسة. صدمة لفداحة الجريمة بالنسبة إلى الذين لا يعنيهم لبكي بشيء. وصدمة لأولئك الذين أحبوه واعتادوا ترداد تراتيله وقراءة كتبه.
من كان روح الله فيه، وهو يلحن للكنيسة، ولا سيما "أعطنا ربي"، تتكسر على صخرة إيمانه وأخلاقه وإنسانيته، كل التهم الباطلة والافتراءات والأحكام الجائرة المبنية على شهادات كاذبة… وحملات الإعلام المأجور. المونسنيور منصور لبكي صليبك كبير، وقدرك أن تحمله بصلابة.#بس_هيك
هكذا انقسم الرأي العام بين مندد بما فعله الأب منصور، مطالباً بإنزال أشد العقوبات به، وبين مصدوم يحاول إيجاد مبرر أو التخفيف من وقع الجريمة أو التشكيك في مدى مصداقية الحكم الصادر عن المحكمة الفرنسية.
"مريم يا ناي ألحان السماء، في ظل حمايتك، أنتِ الشفيع الأكرم"، والكثير غيرها من التراتيل التي أنشدها لبكي لمريم العذراء، صلى المسيحيون على أنغامها.. وعبرها استطاع لبكي كسب ثقتهم ومحبة الأطفال الذين ألف لبكي لأجلهم منشورات عديدة منها: أطفال الفجر، متشردو القمر، طفل لبنان…
الكاهن الماروني اللبناني منصور لبكي تدينه محكمة فرنسية بالحبس لارتكبابه الفاحشة مع الأطفال. واستغلال الاديرة لممارسة الرذيلة. منصور لبكي 81 عاما متوارٍ في دير في لبنان ويرفض الدير تسليمه للقضاء الفرنسي
ترفض الدولة اللبنانية حتى اللحظة تسليم لبكي أو محاكمته. إسقاط الحصانة عنه يعني إسقاط الحصانة عن المؤسسة الدينية، حسبما يقول البعض، رغم أن هذه المزاعم غير صحيحة. وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن الأمر ينطبق على كل رجل دين أو كل مؤسسة دينية.
الحكم الفرنسي على لبكي مهم جدا لأنه يعري احدى الحصانات الاكثر رسوخا في النظام الاجتماعي اللبناني وهي الحصانات الدينية. ليت هذا الحكم كان لبنانيا. وعلى امل ان يفتح لانهيار مزيد من الحصانات المالية والسياسية. هكذا تنبني العدالة وتنهار العصبية.
في مواقع التواصل، لا بدّ أن يجد البعض في كل حدث، فرصة للتصويب سياسياً على طرف خصم. فقد وجّه مغردون التهمة إلى "القوات اللبنانية" بدعم منصور لبكي، فيما ألمح البعض إلى أن المدافعين عن الأب لبكي ينتمون إلى "التيار الوطني الحر".
لكن الأفدح في هذا كله، بعد إسقاط السياسة و"غيرة الدين" وحتى الأحقاد القديمة على الثورة الفرنسية التي استهدفت ولا تزال تستهدف الكنيسة (!)، على قضية بهذه الحساسية وتتعلق بأطفال وجرائم تكررت بحق من هم أضعف وأكثر هشاشة، طوال سنوات.. الأفدح من هذا كله هو منطق المؤامرة على الطائفة والشجار مع أبناء الطوائف الأخرى إن علّقوا إيجاباً على قرار المحكمة الفرنسية. وفوق هذا منطق أن "الخاطئ" يحاسبه الله، لا المَحاكم!! فهذه المَحاكم ملحدة!! وبهذا المنطق، لا يعود من داعٍ للمَحاكم والقضاء في أي قضية، مدنية أو سواها، طالما أن الله يحاسب الجميع في هذه التي ستصبح غابة ونعيش فيها!
هذا هو بعض الوعي اللبناني المستشري، وعي الحصانات الذي أشار إليه المحامي والحقوقي نزار صاغية.. وما زلنا نتساءل كيف ينجح المعرقلون في وضع العصي في عجلات المحقق العدلي في جريمة بحجم انفجار مرفأ بيروت. الوعي الحقوقي والمدني لا يتجزأ. اللبنانيون باتوا الغرقى فبي هستيريا الحصانات والطوائف والتعصب الأعمى ورُهاب المؤامرة.
كيف بتكون قوتجي...؟ - بتدعم ابراهيم صقر (محتكر الفيول) - بتدعم منصور لبكي (رجل دين معتدي جنسي عالاطفال والقاصرين/ات) - بتقدس سمير جعجع (مجرم حرب مدان باغتيال رئيس حكومة رسمياً) مش هينة تكون قوات... واذا انت قوات معناتها أهبل!