"ماشا والدب": الدعاية الروسية الأنجح في العالم
يواصل مسلسل الرسوم المتحركة الروسي "ماشا والدب" نجاحه العالمي من خلال زيادة الطلب عليه في مختلف دول العالم، رغم كونه واحداً من أدوات الدعاية التي تمرر بذكاء رسائل سياسية روسية.
وأعلنت شركة "Parrot Analytics" الأميركية، المتخصصة في تحليل العروض والأفلام الأكثر طلبا في العالم، أن "ماشا والدب" يعد من المسلسلات الأكثر رواجاً إلى جوار أعمال بارزة مثل "سبونج بوب" و"ستار وورز"، علماً أنه من إعداد شركة "Animaccord" في موسكو، حسبما نقلت وكالة "تاس" الرسمية.
وترشحت السلسلة المترجمة إلى 42 لغة وتعرض في كافة أنحاء العالم، بما في ذلك منصة "نيتفلكس"، لجائزة "Global TV Demand Awards" وسيتم إعلان العرض الفائز في كانون الثاني/يناير المقبل. ولا يتم تحديد الفائز بالجائزة عبر تصويت أعضاء لجنة تحكيم بل عن طريق حساب آراء المشاهدين في 100 سوق لأفلام الرسوم المتحركة، وعلى كافة أنواع منصات الإنترنت الإلكترونية.
يذكر أن حلقة "ماشا والعصيدة" لمسلسل "ماشا والدب" أصبحت رسمياً أكثر حلقات مسلسل رسوم متحركة مشاهدة في "يوتيوب" على الإطلاق، بما يزيد عن 4 مليارات مشاهدة، لكن نجاح السلسلة لم يمنع من طرح الإعلام الغربي أسئلة حول الدور الدعائي للسلسلة، من ناحية تمرير رسائل سياسية روسية.
على سبيل المثال، كتبت صحيفة "تايمز" البريطانية العام 2018، أن السلسلة جزء من الماكينة الدعائية لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما استدعى حينها رداً من حساب السفارة الروسية في لندن، عبر "تويتر"، بالقول: "لقد طرحت تايمز موضوعاً فائق الأهمية، كيف يمكن لبريطانيا التخلص من ماشا والدب؟".
وفي إحدى الحلقات ظهرت ماشا وهي ترتدي قبعة الحرس الحدودي السوفياتي، لتصد هجوماً على حديقة الجَزَر الخاصة بصديقها الدب، ما اعتبرته "تايمز" مجازاً يرمز لحماية روسيا لحدودها. علماً أن دولاً مجاورة لروسيا عبرت عن امتعاضها من السلسلة، حيث اعتبر بريت هوبيماغي، المُحاضر في كلية الاتصالات في جامعة "تالين" الإستونية، في تصرحيات لوسائل إعلام أوروبية، أن الدب رمز لروسيا، وأن هذه السلسلة هدفها كسر الصورة السلبية عن روسيا واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية في أذهان الأطفال. وهي انتقادات تتكرر من باحثين في دول أخرى مثل ليتوانيا.
وقال خبير الاستخبارات في جامعة باكنغهام أنتوني غليس: "إن ماشا مشاكسة، وسيئة للغاية، لكنها أيضاً محزنة، وتقوم بحركات قتالية تفوق وزنها"، ووصفها بأنها "قريبة من السلوك البوتيني".