هدية أسماء الأسد لبشير هارون.. مَكرُمة أم إهانة؟
ويظهر في الصور، المقاتل السابق في جيش النظام، بشير يوسف هارون، الذي أصيب بشلل رباعي والتقى مع الأسد وزوجته في وقت سابق، داخل العربة التي زينت بأعلام النظام السوري، مع توجيهه رسالة شكر لـ"سيدة الياسمين" لكونها "نداً راسخاً قوياً لكل الجرحى ولكل السوريين"، وتداولتها الصفحات الموالية كدليل على "الصمود والتحدي في وجه الإرهاب".
وعلق البعض بأن مثل هذه العربة الرخيصة لا تليق بجنود النظام، فيما تحدثت الصفحات الموالية عن أنها "مكرمة من الرئيس وعقيلته"، علماً أن المشهد نفسه لم يعد غريباً، حيث قام النظام السوري سابقاً بتوزيع ساعات حائط ومَواشٍ ومواد غذائية معلبة وصناديق من البرتقال، كتعويضات لأسر القتلى في جيشه، ما يثير سخرية الناشطين باستمرار من تلك الطريقة المهينة في التعامل مع "أبطال النظام".
وتظهر الصور استغلالاً إضافياً لأولئك الجنود، الذين يجب عليهم المشاركة في الدعاية للتجنيد وتلميع صورة النظام، عبر عرض أنفسهم بهذه الطريقة وجعل ظروف إصاباتهم الخاصة علنية، مع توجيه رسالات الشكر والامتنان لـ"القيادة الحكيمة" في كل خطوة يقومون بها، بغض النظر هنا عن موقف هارون الشخصي من الصور والهدية الثمينة التي تلقاها.
وبينما يتم الحديث عن مقاتلي الجيش عموماً في الإعلام الرسمي بشيء من القدسية، يتم استغلالهم عادة لتلميع صورة النظام السوري، أمام البيئة الموالية، مع الزيارات التي تقوم بها عائلة الأسد لأولئك الجرحى وادعاء باهتمام بهم، صحياً ومادياً، واستخدام ذلك من أجل ترويج لخطاب العسكة في المجتمع السوري، والذي يثير غضباً في مناطق سيطرة النظام عموماً.