بابا نويل السوريين.. روسي
ويظهر في المقطع الذي لا تتجاوز مدته الدقيقة واحدة، مجموعة من الجنود الروس الذين يحملون أكياساً كتب عليها عبارة "روسيا معكم"، قبل تقديمها للأطفال، في مدرسة على الأغلب، من دون تقديم مزيد من التوضيحات حول مكان التوزيع أو طبيعة الهدايا.
بعد ذلك، أعلن المتحدث باسم مركز المصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا، ألكسندر سكوتشيخين، أن القوات الروسية المتواجدة في سوريا بدأت بتوزيع هدايا رأس السنة للأطفال هناك. مضيفاً أن الجنود الروس قاموا بتوزيع أكثر من 550 كيلوغراماً من الحلوى الروسية على الأطفال في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، حيث تحتفظ موسكو بقاعدة عسكرية هناك.
وأشار سكوتشيخين إلى أن القوات الروسية ستعمل قبل نهاية العام الجاري على توزيع كميات كبيرة من الحلوى للأطفال المحتاجين، المتواجدين في 8 محافظات سورية تضررت من الحرب.
وفي العام 2016، قامت القوات الروسية بتصرف مماثل، عندما وزع جنود روس سلال الملابس والألعاب والحقائب المدرسية والقرطاسية إلى مدرسة داخلية للأطفال في مدينة حلب، بعد الانتهاء من عملية عسكرية مروعة نفذتها القوات الروسية والتابعة للنظام في المدينة. وتم الترويج حينها على نطاق واسع لصورة لجندي روسي يرتدي زي "بابا نويل" مع مجموعة من الأطفال حول شجرة عيد الميلاد.
ويعتبر مقطع الهدايا، آخر الجهود الدعائية لإظهار الجنود الروس بمظهر حضاري ولطيف وتقديم سردية مختلفة عنهم للميديا العالمية، بعكس حقيقتهم كمسؤولين عن جرائم حرب في البلاد، بتنفيذهم عمليات قصف ممنهجة في مناطق مدنية، كأحياء حلب الشرقية على سبيل المثال. كما يعتبر توزيع الهدايا بهذا الشكل، وبث الفيديو، جهداً آخر لكسب ولاءات البيئة الموالية، في وقت ضمنت فيه موسكو بقاءها في البلاد لفترة غير محددة، بفعل اتفاقيات مع النظام.
ومنذ تدخل روسيا العسكري العام 2015 إلى جانب النظام السوري، تعمل البروباغندا الروسية من جهة والتابعة للنظام السوري من جهة ثانية، لتلميع صورة الجنود الروس، النظاميين والمرتزقة، المقاتلين في سوريا، فباتت الدراما السورية (روزنا، فوضى،..) تظهرهم على أنهم إنسانيون ينقذون الجرحى من قصف "الجماعات الإرهابية"، فيما أنتجت مقاطع دعائية لهم في السابق، وهم يساعدون الكبار في السن على المشي في الطرقات، وضبط الأمن وغيرها.