طلّاب الأميركيّة في إضراب مفتوح
"يا طلاب الأميركيّة، مش رح تسقط القضيّة" شعار ردده اليوم الطلاب تأكيدا على إستمرارهم حتى تحقيق مطالبهم بالرغم من أسلوب التجاهل والمماطلة التي إتخذتهما الإدارة منذ البدء لثني الطلاب التراجع عن مطالبهم. بعد مرور حوالي الشهر على تحركاتهم ضد زيادة الأقصاد وضد السياسية الغير شفافة التي تتبعها الإدارة، تصاعدت التحركات تدريجيّا لتصل إلى اليوم حيث أعلن الطلاب إضرابهم المفتوح أمام مبنى الإدارة "كولدج هول".
إجتماع مجلس الأمناء الذي كان ينتظره الطلاب لمعرفة مصيرهم لم يصدر عنه أي قرار جوابا على مطالب الطلاب، بالرغم من أنّ الطلاب أعادو إرسال مطالبهم إلى مجلس الأمناء قبل إجتماعهم. والرد على هذه المطالب إختصر بفكرة واحدة مفادها أنهم سيحاولون إيجاد حلول ولكنهم لم يتطرأوا لذكر تجميد زيادة الأقساط.
التفاوضات أيضا مع رئيس الجامعة، دورمان، لم تصل إلى نتيجة، فإجتماع لجنة زيادة الأقساط مع رئيس الجامعة . الوعود ذاتها، "سنعمل لإيجاد الحلول" والعمل هذا بحسب دورمان يحتاج إلى أربعة أسابيع. "المشكلة أنّ هناك تأخير ومماطلة، ولا يمكننا أذد وعدهم على أنه ضمانة، فتاريخ الجامعة حافل بوعود لم يتم الإيفاء بها. هذا عدا عن إمتحانتنا النهائيّة التي قاربت على البدء وكأنّهم يريدون إستغلال تلك الفترة لعلمهم المسبق بإنشغالنا بالإمتحانات" تقول جنان أبي رميا.
"يا إدارة لا تعتبي علينا، الجامعة عم تسكّر بابها علينا" هتافات محذّرة أطلقها الطلاب اليوم، تعفيهم من مسؤوليّة ما قد يحصل نتيجة عدم تجاوب الإدارة معها. لكن هذا الخطاب سرعان ما تصاعد لتبدأ الهتافات ضد دورمان "برا برا برا دورمان طلاع برا. يا درومان قول الحق، انت حرامي أو لأ" الهتافات ذاتها أيضا طالت الدكتور محمد الصايغ، الذي يعتقد الطلاب أنه ينهب من أقساطهم لإقامة مشاريع في مستشفى الجامعة الأميريكة التي هو مسؤول عنها.
"الساحة إلنا ومش رح نترك ديارنا" هذه ليست عبارة للهتاف فقط، فجزء من الطلاب الذين سيتخرجون بعد شهر من الجامعة الأميركيّة مصرين على إيجاد حل قبل خروجهم. "سياسة فاسدة ونحن محقون" تقول أبي رميا. الطلاب إفترشوا اليوم الخيم في ساحة "الكولدج هول" هم باقون ويريدون حلّا ليس فقط لتجميد زيادة الأقساط. بل أيضا الشفافيّة، فحقهم بمعرفة أين تذهب الأموال مشروع. ومطالبتهم ب "كونترا" بين الطالب والإدارة منذ دخولها إلى الجامعة لمعرفة كم ستكلّف شهادتهم هو أيضا حق مشروع. ومشاركتهم بالقرارات التي تخصّهم هي أيضا حقّا مشروعا.
طلاب الأميركيّة مستمرون وبالرغم من الهمسات بين البعض منهم إن كان مفيدا له تغيير نوع التحركات، إلّا أنهم حتى الآن متمكسون بالطرق السلميّة. صوتهم ما زال موّحدا بالرغم من محاولة بعض الأحزاب السياسيّة من إحتواء الحراك. الخلافات السياسيّة رماها الطلاب بعيدا، هم يعرفون مصالحهم أكثر ويرردونها بصوت واحد"ضد البيروقراطيّة، ضد قرطة الحراميّة، ضد السلطة الفاشيّة، تسقط ال6%. مش رح ندفع".