"الحجرة" في مونو: مونولوغ الخيانة
تُعرض مسرحية "الحجرة" المقتبسة عن المسرحية العالمية "الأقوى" لأوغست سترندبرغ، في مسرح مونو، من إخراج داود حداد، وتمثيل ريم مارون وسوزان حمدان.
الأحمر القاني يلف مكان الحدث، مسرحية "الحجرة"، من رائحة شراب الورد إلى الخيوط المنسلة من ماكينة الخياطة، الى طاولة المُنازلة التي تحدّها شموع حُمر. سينوغرافيا (يارا السبلوني) تستقبل المتفرج في قاعة مونو الصغيرة والحميمة والمجهزة لاستقبال أنواع مسرحية مثل مسرحية "الأقوى"، واحدة من كلاسيكيات المسرحي العالمي سترندبرغ، الذي كتب المسرحية العام 1889، وأدرجت ضمن عروض سميت بمسرح الحجرة المأخوذة تسميتها من موسيقى الحجرة إذ تُعزف بعدد محدّد من الموسيقيين وفي صالة صغيرة.
تبدأ مسرحية "الحجرة" وتنتهي بمونولوغ طويل، يشبه المنازلة بين سيدة وآنسة بعد اكتشاف خيانة. هي الآنسة الممثلة المسرحية (سوزان حمدان) وخيّاطة أزياء أدوارها، في مواجهة صديقتها السيدة التي اكتشفت خيانتها مع زوجها المسرحي صاحب الحضور والنفوذ.
على المسرح، ممثلة حاضرة – صامتة، ممثلة أخرى تبوح بمونولوغها الطويل عن زوجها الغائب عن المسرح والحاضر في النص.
نص فريد في غرابته، عمل على لبننته داود حداد وتوفيق صفاوي وانطوانيت الحلو. مليء بالحالات الإنسانية المضطربة والاستذكارات والتناقضات. شكل بداية كتابة جديدة في زمنه، وقلّد كتابته بعض المسرحيين واستنسخوا قالبه التجريبي.
تصور السيدة زوجها بصورة متناقضة، بين رضاها عنه وسعادتها به، وبين تلميحاتها الساخرة منه. يزداد انفعالها من قهقهات الآنسة، وتزداد بوحاً بمرور الوقت، خصوصاً حينما تذكر الأولى أن زوجها مخلص لها، رغم محاولات الممثلات، وضمنهن الآنسة، لغوايته بسبب سلطته في اختيار اعضاء الفرقة.
الأحمر القاني يلف مكان الحدث، مسرحية "الحجرة"، من رائحة شراب الورد إلى الخيوط المنسلة من ماكينة الخياطة، الى طاولة المُنازلة التي تحدّها شموع حُمر. سينوغرافيا (يارا السبلوني) تستقبل المتفرج في قاعة مونو الصغيرة والحميمة والمجهزة لاستقبال أنواع مسرحية مثل مسرحية "الأقوى"، واحدة من كلاسيكيات المسرحي العالمي سترندبرغ، الذي كتب المسرحية العام 1889، وأدرجت ضمن عروض سميت بمسرح الحجرة المأخوذة تسميتها من موسيقى الحجرة إذ تُعزف بعدد محدّد من الموسيقيين وفي صالة صغيرة.
تبدأ مسرحية "الحجرة" وتنتهي بمونولوغ طويل، يشبه المنازلة بين سيدة وآنسة بعد اكتشاف خيانة. هي الآنسة الممثلة المسرحية (سوزان حمدان) وخيّاطة أزياء أدوارها، في مواجهة صديقتها السيدة التي اكتشفت خيانتها مع زوجها المسرحي صاحب الحضور والنفوذ.
على المسرح، ممثلة حاضرة – صامتة، ممثلة أخرى تبوح بمونولوغها الطويل عن زوجها الغائب عن المسرح والحاضر في النص.
نص فريد في غرابته، عمل على لبننته داود حداد وتوفيق صفاوي وانطوانيت الحلو. مليء بالحالات الإنسانية المضطربة والاستذكارات والتناقضات. شكل بداية كتابة جديدة في زمنه، وقلّد كتابته بعض المسرحيين واستنسخوا قالبه التجريبي.
تصور السيدة زوجها بصورة متناقضة، بين رضاها عنه وسعادتها به، وبين تلميحاتها الساخرة منه. يزداد انفعالها من قهقهات الآنسة، وتزداد بوحاً بمرور الوقت، خصوصاً حينما تذكر الأولى أن زوجها مخلص لها، رغم محاولات الممثلات، وضمنهن الآنسة، لغوايته بسبب سلطته في اختيار اعضاء الفرقة.
تشي عذابات السيدة بأن الآنسة هي دودة نخرت قلب التفاحة ولم تُبقِ منها إلا القشرة ولبابة صغيرة سوداء، وهي حين تحاول أن تطير ترجع إلى الأرض بقوة قاهرة.
هنا تعبّر السيدة عن شعورها الحقيقي بقولها: أكرهك. والأسباب عديدة لديها، من بينها عدم مبالاة الآنسة بالأخرين، وبالزمن، وبكونها لا تعرف كيف تكره أو تحبّ. هذه الصورة البشعة جداً عن الآنسة تحيلها إلى حيوان مفترس. في اللحظة نفسها تعبّر السيدة عن أسفها من أجل الآنسة، لأنها تعيسة في قرارة نفسها، وشريرة. لكنها أيضاً ترسم صورة أخرى عن علاقتها بالآنسة التي تعلمت منها سلوكيات وهنداماً كي يتعلّق زوجها بها وتحتفظ به لنفسها.
تختلف التفسيرات في تحديد الأقوى هنا. إذا اعتمدنا على جانب من اعترافات السيدة، أي كونها تقلّد الآنسة في كل شيء، وأن زوجها يحبّ الآنسة، ستبدو الآنسة هي الأقوى.
على مدى ساعة كاملة، تأخذنا الممثلة ريم مارون في مونولوغها الى حكاية تتجاوز موضوع الخيانة الزوجية. نص متشعّب يحمل في طياته طبقات من المشاعر المتناقضة والمضطربة، والتي تأخذك إلى أكثر من احتمال واحتمال. حوار مكثف، حيث يبني الشاعر الحالة الإنسانية، ويقذفها إلى ذروتها، ثم يعود ويبنيها من جديد.
حكاية تتكشف مع مرور زمن العرض، ولا نصل إلى وضوحها الكامل حتى نهايتها، وتمثيل مدرك بحسه ومعرفته بطبقات سترندبرغ وشخصياته التي تكشف المناطق المظلمة والسرية من النفس البشرية بعمقها النفسي وتناقضها. صراعها عادة ما يكون داخلياً، بينها وبين دوافعها وأحلامها وانكساراتها، وهو أحد الأسباب التي جعلت مسرحياته تتجاوز زمن كتابتها، وجعلت مسرحية "الأقوى" واحدة من أكثر المسرحيات عرضاً واقتباساً.
(*) بطاقة العرض
مسرحية "الحجرة" المقتبسة عن " الأقوى" للكاتب السويدي أوغست سترندبرغ.
إخراج: داود حداد. تصميم إضاءة ومخرج مساعد: توفيق الصفاوي. إعداد ممثل ومستشار فني: انطوانيت الحلو. تمثيل: ريم مارون وسوزان حمدان. سينوغرافيا: يارا السبلوني.
العروض المقبلة: 12، 13، 14، 15 أيلول الجاري، الساعة السابعة مساء.
إخراج: داود حداد. تصميم إضاءة ومخرج مساعد: توفيق الصفاوي. إعداد ممثل ومستشار فني: انطوانيت الحلو. تمثيل: ريم مارون وسوزان حمدان. سينوغرافيا: يارا السبلوني.
العروض المقبلة: 12، 13، 14، 15 أيلول الجاري، الساعة السابعة مساء.