"لي ميلر" عارضة الأزياء التي صوَّرت الحرب...يخذلها فيلمها
في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين، اشتهرت لي ميلر كعارضة أزياء وملهمة أكثر من كونها مصورة فوتوغرافية. لكن الأميركية غير التقليدية فضّلت أن تكون وراء الكاميرا بنفسها. وبفضل صورها المعبّرة، حصلت على وظيفة في مجلة الأزياء الشهيرة "فوغ". وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، لم ترد الوقوف مكتوفة اليدين، بل أرادت أن تبلغ عما كان يحدث بالفعل في الجبهة. متلسحّة بكاميراتها، خاضت المعركة، حتى ضد المبادئ التوجيهية الأبوية.
عندما يقوم سينمائي بالإعداد لفيلم عن عارضة أزياء تحوّلت إلى مصورة فوتوغرافية قضت معظم حياتها في تسجيل صراع مثل الحرب العالمية الثانية، فإن أكثر ما يمكننا توقّعه معالجة جمالية مثالية تبتعد عن التقاليد، تماماً كما كانت حياة المصوّرة وعملها. إذا أضفنا إلى هذا حقيقة أن مخرجة الفيلم لديها خبرة سابقة كمصوّرة سينمائية قبل تحوّلها إلى الإخراج، وأن المصوّر السينمائي، باول إيدلمان، عمل، من بين العديد من الأعمال، في أفلام رومان بولانسكي، فإن المستوى والمتطلبات الجمالية لجلب حياة ميلر إلى الشاشة الكبيرة ترتفع. ومع ذلك، فهذا الفيلم الروائي الثاني للمخرجة إلين كوراس، "لي" Lee، سواء في مكوّنه الجمالي أو النصّي الذي يحوّل الحوارات إلى مقاطع من العبارات الثابتة، تقليدي وروتيني في إجراءاته لدرجة أن لا شيء منه يبقى في ذاكرة المشاهد، باستثناء قصة بطلته، والتي يمكن العثور عليها بسهولة وبشكل أفضل في عالم الأدب (كما في كتاب أنتوني بينروز، "حيوات لي ميلر" (1985)، والذي يستفيد منه هذا الفيلم).
عندما يقوم سينمائي بالإعداد لفيلم عن عارضة أزياء تحوّلت إلى مصورة فوتوغرافية قضت معظم حياتها في تسجيل صراع مثل الحرب العالمية الثانية، فإن أكثر ما يمكننا توقّعه معالجة جمالية مثالية تبتعد عن التقاليد، تماماً كما كانت حياة المصوّرة وعملها. إذا أضفنا إلى هذا حقيقة أن مخرجة الفيلم لديها خبرة سابقة كمصوّرة سينمائية قبل تحوّلها إلى الإخراج، وأن المصوّر السينمائي، باول إيدلمان، عمل، من بين العديد من الأعمال، في أفلام رومان بولانسكي، فإن المستوى والمتطلبات الجمالية لجلب حياة ميلر إلى الشاشة الكبيرة ترتفع. ومع ذلك، فهذا الفيلم الروائي الثاني للمخرجة إلين كوراس، "لي" Lee، سواء في مكوّنه الجمالي أو النصّي الذي يحوّل الحوارات إلى مقاطع من العبارات الثابتة، تقليدي وروتيني في إجراءاته لدرجة أن لا شيء منه يبقى في ذاكرة المشاهد، باستثناء قصة بطلته، والتي يمكن العثور عليها بسهولة وبشكل أفضل في عالم الأدب (كما في كتاب أنتوني بينروز، "حيوات لي ميلر" (1985)، والذي يستفيد منه هذا الفيلم).
ربما لا يوجد سوى لقطة واحدة وتسلسل يبرز في هذا الفيلم بأكمله، تلك التي تقف فيها لي ميلر، وهي تزور بقايا الحرب العالمية التي انتهت بهزيمة المحور، في حوض استحمام منزل كان يخصّ أدولف هتلر وعشيقته إيفا براون. تلقائياً، تُظهر جرأة هذه الصورة، التي التقطها شريكها في تغطية الحرب لكنها عملت على تهيئتها، أننا نتعامل مع شخصية فريدة من نوعها في تعقيدها الفكري وحسّها الجمالي، لكنها تعيش في عالم ثنائي صارم في إسناد الأدوار لكل جنس في المجتمع. هذه النقطة المتعلقة بـ"الجندر" في هذه السيرة الذاتية مهمّة بشكل خاص، حيث يولي الفيلم اهتماماً خاصاً لمسألة العقبات التي واجهتها لي ميلر في أن تصبح مصوّرة حرب كونها امرأة، أو رفضها التوقّف عن مسيرتها المهنية - في وقت اشتد فيه الصراع - للجوء إلى حماية زوجها.
يدور الفيلم حول مقابلة بين لي ميلر (كيت وينسلت)، وصحافي (جوش أوكونور) في العام 1977، ويتقدّم عبر ذكريات الماضي ومحادثات "في الحاضر" حول صور لي، والتي يراها المراقب المنعزل وتعلّق عليها المصوّرة نفسها، بالإضافة إلى الكليشيه القائل بأن "هذه مجرد صور". وبالتالي نتبع هذا الثنائي عبر الأوقات البوهيمية والفنية في فترة ما بعد الكساد الأعظم، قبل الحرب العالمية الثانية، عندما هدّد تأسيس الفاشية في بعض المجتمعات الأوروبية السلام في فرنسا والمملكة المتحدة. في هذا الوقت التقت بالرجل الذي سيصبح رفيقها، رولاند بينروز (ألكسندر سكارسغارد)، وهو فنان تحوّل إلى جندي في آلة الحرب الحليفة. بعد أن ندخل مرحلة الصراع، نتابع محاولات ميلر لملاحقته على الأرض، وإحباطها على صخرة الجمود والصرامة البريطانيتين. مع إغلاق الباب البريطاني، فُتح باب آخر في شكل تغطية الصراع رفقة القوات الأميركية الشمالية، لتعمل جنباً إلى جانب مصوّر آخر لمجلة "فوغ"، صديقها المقرّب ديفيد إي شيرمان (آندي سامبرغ)، ومن خلال التقاط صور للصراع، ينتهي الفيلم بشرح القصص وراء كل صورة من صور ميلر الأيقونية، من دون المجازفة بما هو أبعد من السطح في دراسة شخصيتها.
وفيما تحاول "انعطافة" متأخرة، بطريقة ما، قلب النموذج السائد على الفيلم (الجلوس على أريكة الحاضر المريحة للحديث عن الماضي)، لا تمنح أي قوة خاصة أو حتى جرأة لفيلم تسعى فيه كيت وينسلت وآندي سامبرغ إلى الهروب من سيناريو تخطيطي إلى حدّ كبير. الثنائي، ومن دون محاولة التألق من خلال الإفراط أو التقليد، يساعد المُشاهد على التغلب على الروتين المنسّق لسيرة ذاتية تكتفي بمجرد سرد قصة عبر تسلسل أحداث، وكأن الجماليات ليست سردية أيضاً.