"سامراء العمرانية" لخالد السلطاني: المئذنة الملوية وعجائب أخرى

شاكر الأنباري
الثلاثاء   2024/10/01
أهدى المعماري العراقي خالد السلطاني كتابه هذا إلى الباحث والمعلم أحمد سوسة، الذي علّمنا، كما يقول، شغف البحث العلمي والافتنان بسامراء، فجاء الكتاب بحق جهداً بحثياً وجمالياً معاصراً غير مسبوق. إذ كان تنقيباً تاريخياً، وجمالياً، بالمدينة العباسية القديمة، سامراء، ومئذنتها المعروفة بالملوية ذات الطراز الفريد في العمارة العالمية. ويقول خالد السلطاني عن اهتمامه بـ"عمرانية سَامَرَّاءْ" أنها تستحق الدرس والتحليل، والإشادة وإعادة القراءة والتأويل لما أنجز، ولما تحقق. ولهذا، أيضاً، فإن مسعانا في تأليف وإعداد هذا الكتاب، نراه أمرًا واجباً ومسوغاً ونعتبره أيضاً التزاماً شخصياً وإيماءة احترام تجاه العمارة الاسلامية التي ننتمي إليها. وقد ساهمت تلك الظاهرة بحضورها البهي في إضافات جوهرية وأساسية إلى المسار الإبداعي للعمارة الإسلامية. فقبل سَامَرَّاءْ لم تكن تلك "الظاهرة" جليّة بهذا الوضوح والمهارة والحذاقة والإتقان، ولم تبق مجرد أفكار وطروحات تصميمية، وإنما تجلت بجوهرها في ممارسات تطبيقية لتصاميم متفردة استطاعت أن تؤثر تأثيراً عميقاً في اجتراح مقاربات معمارية جديدة أغنت بحضورها منتج العمارة الاسلامية، وساهمت في تنويعات ذلك المنتج، وأتاحت تأويل قيمه التصميمية. 

اِستَعان الباحث بأدوات ومقاربات وفرتها مناهج النقد الحديث لفهم وإدراك تلك الظاهرة، مع إيلاء اهتمام خاص لإطروحة المعمار العالمي رينزو بيانو، باشتغاله على معنى ومفهوم "العمارة". إذ يذهب المعمار الايطالي في تعاطيه مع "إشكالية" فهم العمارة مذهباً مهنياً مميزًا، عبر تبنيه مقاربة معرفية ظل يستنير بها في خلق ذائقة خاصة يمكن بها إدراك كنه تلك الفعالية الإبداعية التي تدعى عمارة. فهو يرى أن العمارة ما هي إلا ظاهرة شبيه لكتلة "جبل الجليد" العائمة، لا يُرى منها إلا الجزء القليل، في حين يبقى قسمها الأكبر غاطساً في أعماق المياه. وهذا القسم المخفي يتضمن ثلاثة عناصر هي: المجتمع، والعلم، والفن. فالعمارة هي المجتمع، ذلك لأنها لا يمكن لها أن تتواجد في المشهد من دون الناس، ومن دون طموحاتهم. كما أن العمارة هي علم أيضاً. يتعين عليك أن تكون باحثاً ومستطلعاً، تمتلك حب الاستقصاء والشجاعة، مثلما تحتفظ بتوق نحو المجازفة. العمارة هي فن: عندما تثير لدى الانسان أحاسيس معينة، وهي تقوم بذلك من خلال "لغتها" الخاصة و"مفرداتها" المتشكلة من الأحياز والمنظومة التناسبية والمقياس وحضور اللون والمواد التي منها  تتشكل تلك اللغة، وتتمظهر تلك العمارة. 

طبيعة المجتمع السامرائي وقتذاك، ونوعية المستويات الرفيعة التي وصلت إليها الحضارة الإسلامية في ناحيتي العلم والفن، كانت حاضرة كلها لدى المعمار السامرائي. ومدينة سامراء بناها الخليفة العباسي المعتصم كي تكون عاصمة بديلة عن بغداد لأسباب كثيرة ذكرها الكتاب. والبحث أنجز استناداً على وثائق من سبق من المهتمين سواء كانوا منقبين أجانب أم عراقيين. وكان أهم من كتب عن عمارتها وزواياها الجمالية والتاريخية والمعمارية والوظيفية أحمد سوسة وإرنيست هرسيفيلد، وهو آثاري معروف نقب عن آثار سامراء في مطلع القرن العشرين، وأليستر نورثرغ الانكليزي الذي اشتغل طويلاً في سامراء، والمؤرخ المسلم ابن الجوزي، وربيع القيسي منقب الآثار في المؤسسة، والباحث صالح أحمد العلي، والمؤرخ الإسلامي الشهير اليعقوبي، وغيرهم الكثير. وقد تتبع السلطاني بعض الآثار حول سامراء في المتحف الوطني العراقي كذلك، لتأكيد طروحاته المعمارية، وتوثيق الصور والمخططات، وتفاصيل الأعمدة والسقوف والنوافذ واللوحات الجصية والأروقة، وكل ذلك أنتج قراءة معمارية للوظيفة، وجمالية للتصميم. 

كان ما يميز الموقع التخطيطي لمجمع دار الخلافة هو الترابط القوي مع منطقة الفضاءات الخارجية وهي هنا، تحديداً، منطقة الغمر النهري، أو ما يعرف بالبستان الخاقاني، واعتبارها جزءاً لا يتجزء من مفردات المنهاج التخطيطي للمجمع. خلق علاقة مضافة تنطوي على قيمة "نفعية" ووظيفية تمثلت بوجود مناطق مصممة خاصة ضمن المفردات التصميمية وظيفتها منح روادها ومستخدميها فرص وامكانيات مؤاتية للنظر والاستمتاع برؤية تلك الفضاءات من مناطق عالية. ولعل ما يورده بعض الباحثين حول وجود منطقة خاصة في أعلى سطح كتلة "الإيوان الثلاثي" المعروف باسم باب العامة، لهو دليل إضافي على تمازج العلاقة بين الفضاءات المفتوحة وعناصر المجمع. 

واهتم خالد السلطاني في عموم الكتاب بقراءة الأحداث المصاحبة للتصميم، وقد شهدت سامراء أحداثاً مؤثرة في مسار المدينة. أحداث ظلت تتردد أصداؤها في عموم مناطق الخلافة العباسية المترامية الأطراف نظراً لأهميتها وخطورتها. وتذكر كتابات البلدانيين المسلمين من أن "باب العامة" الذي تدل تسميته، كما يشير صالح أحمد العلي، على صلته بدار العامة، أهميته هي سبب شهرته، إذ عند باب العامة صُلب الأفشين المتمرد "ليراه الناس" وصُلب أيضاً يحي بن عمر، وصالح بن وصيف وضرب كاتب منكجور، وضربت أعناق أربعة عشر رجلاً من ثوار الزنج، وطرح كل من أحمد بن إسرائيل وأبو نوح عيسى بن ابراهيم ونصب رأس المستعين بباب العامة. 

ولم يغفل الباحث في كتابه مسألة التزيين، وهو ما كانت معظم الأبنية الإسلامية تهتم به كثيراً سواء كانت أموية أو عباسية: واللوحات الجدارية مثل لوحة الصيادة في مجلس الخليفة الخاص، وتوريقات الأعمدة، والجصيات في الجدران، والمناظر اللطيفة مثال لذلك الإهتمام. ويبقى توظيف “الزخرفة”: "الزخرفة الجصية" تحديداً، وشيوع استعمالها في أمكنة عديدة من ضمن تلك االممارسات التزيينية الأساسية، والجوهرية، التي اعتمدها معمار مجمع دار الخلافة لهذا الغرض، غرض تحقيق مسعاه التصميمي وجماليته. والزخرفة الجصية، لعبت دوراً مهماً وجوهرياً في تكريس هذا النشاط الفني في سامراء، والتي منها انتشر هذا الأسلوب التزييني في أرجاء عديدة من العالم الاسلامي المترامي الأطراف. فالعديد من الغرف في مجمع دار الخلافة، كانت تتضمن نماذج  لهذة الممارسة التزيينية التي راج استخدامها كثيراً في عمارة سامراء. كما أدت الأعمال الخشبية المحفورة تشكيلياً، الملونة وغير الملونة، والمستخدمة في الأبواب والنوافذ، وكذلك في أمكنة محددة من الجدران والسقوف، دورها الهام في حضور حس جمالي متطور لتلك الأحياز المصممة في فضاءات مجمع دار الخلافة. كما أن أنواع التشكيلات الفنية الموظفة بثراء واضح، تضفي شعوراً فاتناً ومترفاً وجميلاً الى تلك الأمكنة المتواجدة فيها. ومن الأهمية بمكان ملاحظة رواية اليعقوبي، وهو مؤرخ عباسي، كتب الكثير عن سامراء، إلى وجود بعض المباني على الجانب الغربي لنهر دجلة في عهد المعتصم.

وكتب مايلي بهذا الصدد: لما فرغ المعتصم من الخطط ووضع الأساس للبناء في الجانب الشرقي، عقد جسرًا إلى الجانب الغربي، وأنشأ العمارات والبساتين والجنائن. لكنه لم يقدم في روايته هذه أية تفصيلات عن تلك العمارات وأسمائها. ويذكر ابن سرابيون، في كتابه عجائب الأقاليم السبعة، قصراً معروفاً باسم “قصر الجص”، وتميل مديرية الآثار، إلى أن محل القصر الذي ظهر بالتنقيبات في الحويصلات، ينطبق على موقع القصر الذي جاء ذكره في رواية ابن سرابيون، لكن أعمال التحصينات العسكرية التي جرت في هذا الموقع أثناء الحرب العالمية الأولى، أتلفت قسماً كبيراً من الجدران، فلم تترك مجالاً لتتبعها. إضافة إلى تلك الحفريات التي قام بها سكنة المواقع القريبة، بقصد استخراج الآجر منها، إذ أدت هي الأخرى إلى اقتلاع جدرانها المهمة من أسسها. ويدل عرض الحفر الذي تكون جراء اقتلاع الآجر، دلالة صريحة على أن القاعات التي اندرست كانت كبيرة وضخمة. كما أن كثرة الزخارف التي ظهرت من بين الأنقاض، تدل أيضاً، على أن تلك القاعات كانت مزخرفة بزخارف جميلة ومتقنة. والحال، إن الزخارف التي وجدت بين أنقاض القصر الفوقاني، مكونة من أوراق وعناقيد، مثل التي وجدت في قصر الجص ذاته. وترجح دائرة الآثار العراقية، بأن هذا المبنى هو منشأ للنزهة والتفرج، يصعد إليه الخليفة من قصره الأصلي، من حين إلى آخر، ويجلس في قاعات تطل على نهر الاسحاقي من جهة، وتشرف على نهر دجلة من ناحية أخرى. كما يمكن التمتع برؤية بانوراما كاملة لمدينة “سر من رأى” من هذا المكان. 

أما المسجد الجامع الكبير مسجد المتوكل، والملوية، فبدلاً من أن يكون موقع المسجد الجامع في المدينة مجاوراً لدار الأمارة أو قصر الحكم، كما هو الحاصل في مدن إسلامية سابقة كالكوفة وواسط وبغداد، وفي غيرها من الحواضر الإسلامية الأخرى؛ كان المسجد الجامع في حالة سامراء بعيداً عنهما، عن دار الخليفة ودار الأمارة، ولكن بالقرب من منطقة الأسواق والمناطق السكنية. وعدّ هذا المقترح نمطاً جديداً في بنية تخطيط المدينة الإسلامية. ولعل في هذه الجزئية التخطيطية المختلفة، تكمن أهمية وقيمة دلالات “التغيير” الذى وسم تخطيط وعمارة هذه الحاضرة الاسلامية المجددة، التي ارتبط اسمها وانجازها العمراني بالريادة وبالتنوع والإضافات. إن مخطط مسجد سامراء الكبير “مسجد المتوكل” يعيد بشكل عام صيغة مخططات المساجد الجامعة السابقة له كواسط وبغداد ومساجد الحواضر الاسلامية الأخرى، والتي تتمثل بوجود مفردات تصميمية بعينها، ونظام تخطيطي مماثل. لكن مخطط مسجد المتوكل تميز وبخلاف تلك المساجد السابقة، بوجود “زيادات” وهي مساحات، دعيت ب “الرحبة” تحيط بجدران المسجد الجامع من ثلاث جهات، الشمالية والشرقية والغربية. 

ويبقى شكل المئذنة الحلزوني، وارتفاعها العالي لافتاً وإعجازياً، فمئذنة المسجد الملوية تقع خارج كتلة المسجد في المحور الذي يربط بينها وبين المحراب. وتزين واجهات جدران المصطبة السفلى للملوية حنايا ذوات عقود مدببة، يبلغ عددها تسع في كل من الواجهات الشمالية والغربية والشرقية، وسبع في الواجهة الجنوبية، التي تشغلها بشكل كبير، مرقاة، وهي تسريحة الصعود إلى المئذنة. لا تتصل قاعدة المئذنة بأي عنصر مجاور: إنها مستقلة ولعل ثبوت شكل الملوية الأصلي، واستقرار هيئتها، يدلل على نجاعة خاصية القرار التصميمي المتخذ لشكل الملوية الإسطواني. كما أن المعمار يوظف محددات بداية صنيعه التصميمي مع نهاياتها، بغية تحديد شكل الملوية وترسيخه في المشهد المحيط. فهو يلجأ لاختيار قاعدة مئذنته ذات الشكل المربع الهندسي المنتظم في البدء، والتي هي صيغة شكلية مغايرة جداً لكتلة هيئة بدن المئذنة الحلزونية، مع تشكيلة قمتها المتمثلة في شكل إسطواني “مثقب” بحنيات مصمته ومفتوحة. 

وتنقسم أطروحات المتابعين لعمارة مئذنة الملوية في الجامع الكبير في سامراء حول مصدر “ملهم” لتصميمها خارج مدينة سامراء إلى مجموعتين أساسيتين: الأولى تنادي بأن شكل الملوية مقتبس من هيئة “الزقورة” في بلاد ما بين النهرين، والزقورة، كما معروف هي أبنية متدرجة، لها وظيفية دينية، وكانت تشيّد في بلدان عديدة وفي الأخص في بلاد ما بين النهرين. ومن أشهر تلك الزقورات: زقورة أور التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، وكذلك زقورة خورسباد دور شاروكين التي أمر سرجون الثاني ببنائها ما بين عام 717 - 705 ق. م. ثم زقورة عقرقوف بالقرب من بغداد، التي يعود تاريخها إلى أوائل القرن الخامس عشر وأوائل القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وبالطبع هناك زقورة بابل الشهيرة وهي معبد الإله مردوخ المشيد في القرن السادس قبل الميلاد. أما المجموعة الثانية من الدارسين فترى أن هيئة الملوية مشتقة من برج طربال غور على مقربة من فيروز آباد في إيران، وهو برج شيده الملك “أردشير الأول”، المتوفى عام 242 م. 

وتجلى الحضور النوعي والتخطيطي لهذا القطاع بصورة واضحة ومبتكرة في تصاميم ما يعرف بأمكنة حلبات سباق الخيل” وميادين المدينة العديدة. وبما أن موضوعة “حلبات سباق الخيل” تدخل ضمن الأنشطة الرياضية، فثمة “فصل” تام بين فئتين من المشاركين؛ الفئة الأولى منهم، تتمثل في المتسابقين وهم صفوة “الفرسان”، الذين يمتطون صهوة الخُيُول، والفئة الثانية وهم جمهور النظارة الواسع، الذين يتابعون سير السباق وتعاقب الفرسان ومواقع تراتبيتهم وهم يتصايحون ويصرخون من أمكنتهم الخاصة وراء سِيَاجات، يفترض بها أن تفصل بينهم وبين مسارات السباق الخاصة بالخيل. 

إن ثمة حدثاً عمرانياً مهماً ومميزًا قد جرى في مسار منتج العمارة الإسلامية ومنتج العمارة العالمية. فما تمّ، وما أنجز هناك في بيئة تلك الحاضرة العباسية الجديدة من مآثر تصميمية أضاف الكثير من الفرادة إلى منتج العمارة الإسلامية، بل وعُدّت بعض نماذجها التصميمية بمثابة فخر لتلك العمارة ومجدها الفني. ولعل الكثير من النجاحات التصميمية للمعماريين السامرائيين، كانت بواعثها تُعزى الى دعم المجتمع المحلي للعمرانيين، ورعايتهم الدائمة والسخية من قبل الخليفة نفسه، فضلاً عن الدعم والمساندة اللذين حُظي هذا النشاط الابداعي بهما من النخب السامرائية التائقة إلى العمران والتجديد والتغيير. 

والحاضرة العباسية، هذه، لعبت دوراً مهماً وجوهرياً في إغناء مسار العمارة الإسلامية، من خلال اجتهاداتها العمرانية؛ مثلما أثرت ذخيرة العمارة العالمية وأضافت الكثير لمهام التنويع الأسلوبي لها عبر اجتراح نماذج تصميمية رائدة ومبهرة. وسرديات تلك “العمرانية” بقيت شحيحة في أدبيات النشر المعماري، بحيث لا يمكن لها أن تتماثل أو تتساوق مع طبيعة ذلك المنجز العمراني السامرائي المدهش والحصيف. ومحاولتنا التصدى، يقول السلطاني، لتلك المعضلة المعرفية عبر تأليف هذا الكتاب وإعداده للنشر، كانت معنية في جوهرها بالسعي وراء ردم “هوة” النقص المعرفي الذي وجدت موضوعة “عمرانية سَامَرَّاءْ” ودرسها المهني نفسيهما فيها. ونأمل من قراء كتابنا هذا، أن يقدروا جهدنا الكتابي الذي استمر سنوات قضيناها في مهام التقصي، وزيارة وتحليل، ومن ثم تأويل وتفسير، ذلك المنجز المهني الرفيع، مثلما نأمل أن تكون محاولتنا هذة باعثاً وحافزاً للآخرين في تناول الدرس العمراني السامرائي مستقبلاً، وإثرائه بنصوص جديدة تنيره وتفسره بقراءات جادة ومختلفة. 

إنه كتاب معرفي حقيقة، هو ذلك الذي أصدره السلطاني. ذلك لجهة ربط العمارة السامرائية بتاريخ المجتمع البعيد، وتأثيرات الجو الفني والمعماري لتلك الحقبة، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي لحضارات مجاورة. ومعرفيته تتأتى أيضاً من مقدار الشواهد الفنية، والتخطيطية، والتأويلية، الملونة، والتفصيلية، لتعطي القارئ صورة بانورامية عن مدينة سامراء. المدينة التي أسسها الخليفة العباسي أبو إسحاق المعتصم، وتابع بناءها خليفته المتوكل، حيث نتأت في زمنه تلك المئذنة الملوية التي أصبحت من عجائب هذا الزمان.