جَوز سوريا الفارغ
خلال أحد البرامج الإذاعيّة، اعتبر مُفكّر ألماني أنّ المال هو عبارة عن "سُلطة بلا خصائص ثابتة"، وبأنه "بديلٌ مُعاصرٌ لـ الله وللأفكار المثالية"!. جاءت كلمات هذا المفكر والبروفيسور في مجال الإعلام ضمن حلقة بعنوان "المال يَحكُم العالم.. لكن كيف؟"، وفيها قدّم خُلاصة نِتاجات فكرية عديدة.
ومما اقتبسهُ البروفيسور تساؤلٌ فلسفي مفاده: "هل يجوز لي تحقيق الربح من أخي؟"، ليُجيبَ بأن" المال يَبني التواصل ليس بين الغرباء وحسب، بل بين الإخوَة أيضاً (بالمعنى الضيق والواسع للكلمة)، إذ أنهُ يُعيد صياغة العلاقات الاجتماعية، فتصبح مجالاً لتحقيق الأرباح وِفق منطق "المنافسة في السوق".
تحتاج التحولات المجتمعية السورية إلى هذا المدخل، بما أن محورها كان أحقيّة الجميع (نظاماً ومعارضة وشعب) باسمِ العدالة الأرضية والسماوية بالسُّلطة باختلاف أنواعها وتجلياتها، وبما أنّ علاقات السوريين لم تَعُد كما ألِفوها وعرفوها.
يبدو بالتوازي مَنطِق كثيرٍين مُحقاً في حرصهم على ألا نُحمّل واقعاً سُوريّاً ما لا يحتمل، باعتباره جزءاً من مرحلة ضمّت فاعلين ومنتفعين من مختلف الجنسيات. كما أنه محصلة عوامل بنيويّة جعلت من لحظة التغيير شاحنة عابرة، تعلّقتْ بها سوريا من الخلف، ولم تجد طريقة للنزول. وكنتيجة لِوَضعٍ مُعلّق بلا تعريفات نهائية، فقد كان طبيعياً عدم بلوغ مرحلة يُسمّي فيها السوريون الأمور بأسمائها.
أيُّ العلاقاتِ نفعية؟ وأيها مجتمعية؟ كيف أفرّق بين سلوك ذي دوافع إنسانية وآخر هدفه الربح؟ في ظاهرها هي تساؤلات بديهية قديمة. كان يَسهُل على السوري التعامل معها باستخدام منقوع عواطف أخوية، أو مسحوق روابط ثقافية يابسة، أو زجليات كلامية مثل "هاد قلبو طيب، هاد حبيبنا اللزم، خويينا، يا مصلحجي..". لكنها باتت ألغازاً يواجهها السوريّون عموماً، وبالأخص أهل الشتات لأن فلسفة حياتهم بعد اللجوء قامت على "تعويض الخسائر". ولأنهم عاشوا تناقضاً، فقد أصيب كثير منهم بحُمّى "العلاقات" والتنافس على تكوين أكبر شبكة من المعارف، وفي الوقت ذاته أصبح كلّ واحد منهم يستشعر إمكانية تحوّل قريب أو صديق إلى سمسار أو إلى وسيط ينتظر عمولة!
ظَهَرَتْ هذه السلوكيات بالتأكيد تحت مِظلّة عالمية واسعة من تغير أنماط الإنتاج، بالإضافة إلى دَور ثورة الاتصالات، وانخراط البشر كجزء من عصر "اقتصاد الانتباه" ورَسمَلة كل ما لدى الإنسان جسداً وانفعالات، وبالتالي قابلية كل شخص للتربح مما كان يُعتبر إما هباءً أو خطاً أحمر. وطالما أن الزمن أتاح إمكانية المتاجرة المُقوننة بالنفس أو بالغير، فلنا أن نتخيل تبدلات الحياة خصوصاً بالنسبة لمهاجرين اختلطوا بشعوب تُميّز بوضوح بين المادي والروحاني.
ماذا أستطيع أن أبيع؟ سؤال بات محور إعادة تشكيل شخصيات اللاجئين. خصوصاً بعدما اصطدم بعضهم في أوطانهم الجديدة بحقيقة أن "المساعدة، والاستشارة، والوقت، والكلمة المفيدة" هي أشياء مأجورة. فكيف إذا اكتشفوا أن مَن سَبَق وأقنعوهم بـ"عمل المنيح، ورميه في البحر" هم غواصون وجامعو كنوز يجمعون ما يرميه طيّبو النوايا! وكيف فوق كل هذا وذاك، إذا انطبعت شخصية الفرد منهم بنصائح خبراء التنمية البشرية من جهة، ومن جهة ثانية بعقيدة الـNGOs القائمة على مجانيّة المادة الأولية أي القضايا الفردية والجماعية، وتوظيفها لتحريك عجلة اقتصادها الطهراني؟
لاستكمال صورة التحوُّل يُفترض الإشارة هنا إلى لحظة تلت الربيع العربي، فبعد اهتزاز أو تَبعثُر بُنى السلطة التقليدية، واحتفال مَنْ التقطَ حِفنةً منها بما جَناه، تلاقت رغبة عملاق اسمه "المؤسسات غير الربحية" مع رغبات ناس عاديين على تأخير تعريف مفاهيم متغيرة، وتركها غائمة مثل "الحاجة، الوفرة، التبرع، الاستغلال، الاحتيال..".
وخدمةً لاقتصاد ناشىء كهذا، كان لا بد من أن تطغى أساليب تسويق مستحدثة، فتحوّلت "العلاقات العامة" من أداة في أيدي مؤسسات لتهيئة جمهورها، إلى وسيلة قد يستخدمها الفرد لبرمجة كل إيماءة منه وِفق ميزان المكاسب، لتغدو علاقاته الخاصة أيضاً عامة.
تجار الكلام
سنكون أمام ما يثير الدهشة حين نتأمل أثر التطورات في أبناء مجتمعات عاطفية ريفية. فهناك كان تُجّار الكلام يفرضون حضورهم مُستخدِمين مَشاعاً من الانفعالات والمزايدات. وفيها كان يُشار لِمَن يُسَوّقُ لأمرٍ ما، من دون أن يُوصِل الناس لنتيجة، بأنه: "يُطعِم الآخرين الجَوز الفارغ"، مع حرصه طبعاً على مكاسبه. وذلك يمثل جوهر معادلة "رابح فعلياً، مُضحّي أو خاسر دعائياً".
تصلح هذه المعادلة لتكون أساساً لوصف مظاهر بَيع الجَّوز الفارغ خلال سنوات الحرب السورية باعتبارها مرحلة وفّرَتْ للتاجر أصنافاً لا تخطر في باله من مزايدات اجتماعية وإنسانية وسياسية. ولئن امتازت هذه المرحلة بتعفيش شامل، شأنها شأن حراكات ثورية أخرى، وقدّمت نماذج من الباعة والتجار لن نجدهم في روايات الخيال العلمي، فقد شهدت أيضاً ظهور مخلوقات بشرية تستولي كل ما تطوله اليد والعين والوعي من أحداث وقضايا ورموز، ثم تبيع المواقف بموجبها.
وبين هؤلاء من باع - أكثر من مرة- قضية اعتقاله أو اعتقال أحد معارفه، وفي كل مرة كان يغلّف البضاعة بشكل مختلف لكي تناسب الزبون (منظمة، دولة، متابعين..الخ). وبينهم نشطاء لو شمّوا رائحة الدم أو المعاناة عن بعد آلاف الكيلومترات، لسارعوا بحجة التضامن والتمكين لصنع قضية رأي عام تثير اهتمام "من يَهمه الأمر"، وتعود عليهم بالتبرعات أو المنح.
وعلى خط المنافسة في هذا السوق يدخل كذلك أدباء وفنانون يتقنون الشعوذة اللغوية، فيستعرضون عضلاتهم أمام البسطاء عبر تبني مواقف لفظية، ويعلنون مثلاً ثباتهم المبدئي على مسميات "ثورة، حرية..". أو يُعيدُون توزيع أوصافٍ كـ"العنصرية" على الناس بطريقة يَرونها عادلة، أو يُدخلون المتابعين في مقارنات ومفاضلات كأولويّة حقوق "مجتمع آكلي المانجو" على حقوق مجتمع عمال المناجم!
تطول لائحة أساليب بيع الجَوز الفارغ، مع الإقرار بحقيقة أن وسائل التواصل أتاحت لِمَنْ يرغب إمكانية تحويل نفسه، منصّة إعلانية للترويج لمنتجات ماديّة أو تيارات فكرية، والتكسب منها.
وسواء في وضعٍ افتراضي أو واقعي، يُمارس الساعون بشكل مَحموم إلى الربح، لُعبةَ إضفاء القيمة على فعل، ونفيها عن آخر، بهدف فتح أبواب انتفاع غير مرئية. وكلما طُرِحت بضائع جديدة، تجّمعَ المزيد منهم ليعملوا كمُنادِين أو وسطاء أو سماسرة أو مُسوّقين.
تَتنوّع أسباب ازدهار اقتصاد الشطارة والفهلوة، وتأتي الحروب الأهلية فتوفّر له ظرفاً مُلائماً حين تؤدي إلى "تمزيق ما هو يَقينيٌّ كالروابط الأبوية المثاليّة بين الناس، ليتّم استبدالها بالمصلحة المجردة"، بحسب ما اقتبَس المفكر الألماني.
عندها، تتوهّمُ البلاد تحركها ولو عبثياً إلى الأمام، مُتجاهِلةً حقيقة أنّ مَنْ تَعلّقَ بشاحنة التغيير العابرة هم مجموعة من أبنائها الحالمين بالوصول إلى مكان ما، والمشغولين خلال رحلتهم بالتقاط ما تدفق من كيس السُّلطة المثقوب.
ومما اقتبسهُ البروفيسور تساؤلٌ فلسفي مفاده: "هل يجوز لي تحقيق الربح من أخي؟"، ليُجيبَ بأن" المال يَبني التواصل ليس بين الغرباء وحسب، بل بين الإخوَة أيضاً (بالمعنى الضيق والواسع للكلمة)، إذ أنهُ يُعيد صياغة العلاقات الاجتماعية، فتصبح مجالاً لتحقيق الأرباح وِفق منطق "المنافسة في السوق".
تحتاج التحولات المجتمعية السورية إلى هذا المدخل، بما أن محورها كان أحقيّة الجميع (نظاماً ومعارضة وشعب) باسمِ العدالة الأرضية والسماوية بالسُّلطة باختلاف أنواعها وتجلياتها، وبما أنّ علاقات السوريين لم تَعُد كما ألِفوها وعرفوها.
يبدو بالتوازي مَنطِق كثيرٍين مُحقاً في حرصهم على ألا نُحمّل واقعاً سُوريّاً ما لا يحتمل، باعتباره جزءاً من مرحلة ضمّت فاعلين ومنتفعين من مختلف الجنسيات. كما أنه محصلة عوامل بنيويّة جعلت من لحظة التغيير شاحنة عابرة، تعلّقتْ بها سوريا من الخلف، ولم تجد طريقة للنزول. وكنتيجة لِوَضعٍ مُعلّق بلا تعريفات نهائية، فقد كان طبيعياً عدم بلوغ مرحلة يُسمّي فيها السوريون الأمور بأسمائها.
أيُّ العلاقاتِ نفعية؟ وأيها مجتمعية؟ كيف أفرّق بين سلوك ذي دوافع إنسانية وآخر هدفه الربح؟ في ظاهرها هي تساؤلات بديهية قديمة. كان يَسهُل على السوري التعامل معها باستخدام منقوع عواطف أخوية، أو مسحوق روابط ثقافية يابسة، أو زجليات كلامية مثل "هاد قلبو طيب، هاد حبيبنا اللزم، خويينا، يا مصلحجي..". لكنها باتت ألغازاً يواجهها السوريّون عموماً، وبالأخص أهل الشتات لأن فلسفة حياتهم بعد اللجوء قامت على "تعويض الخسائر". ولأنهم عاشوا تناقضاً، فقد أصيب كثير منهم بحُمّى "العلاقات" والتنافس على تكوين أكبر شبكة من المعارف، وفي الوقت ذاته أصبح كلّ واحد منهم يستشعر إمكانية تحوّل قريب أو صديق إلى سمسار أو إلى وسيط ينتظر عمولة!
ظَهَرَتْ هذه السلوكيات بالتأكيد تحت مِظلّة عالمية واسعة من تغير أنماط الإنتاج، بالإضافة إلى دَور ثورة الاتصالات، وانخراط البشر كجزء من عصر "اقتصاد الانتباه" ورَسمَلة كل ما لدى الإنسان جسداً وانفعالات، وبالتالي قابلية كل شخص للتربح مما كان يُعتبر إما هباءً أو خطاً أحمر. وطالما أن الزمن أتاح إمكانية المتاجرة المُقوننة بالنفس أو بالغير، فلنا أن نتخيل تبدلات الحياة خصوصاً بالنسبة لمهاجرين اختلطوا بشعوب تُميّز بوضوح بين المادي والروحاني.
ماذا أستطيع أن أبيع؟ سؤال بات محور إعادة تشكيل شخصيات اللاجئين. خصوصاً بعدما اصطدم بعضهم في أوطانهم الجديدة بحقيقة أن "المساعدة، والاستشارة، والوقت، والكلمة المفيدة" هي أشياء مأجورة. فكيف إذا اكتشفوا أن مَن سَبَق وأقنعوهم بـ"عمل المنيح، ورميه في البحر" هم غواصون وجامعو كنوز يجمعون ما يرميه طيّبو النوايا! وكيف فوق كل هذا وذاك، إذا انطبعت شخصية الفرد منهم بنصائح خبراء التنمية البشرية من جهة، ومن جهة ثانية بعقيدة الـNGOs القائمة على مجانيّة المادة الأولية أي القضايا الفردية والجماعية، وتوظيفها لتحريك عجلة اقتصادها الطهراني؟
لاستكمال صورة التحوُّل يُفترض الإشارة هنا إلى لحظة تلت الربيع العربي، فبعد اهتزاز أو تَبعثُر بُنى السلطة التقليدية، واحتفال مَنْ التقطَ حِفنةً منها بما جَناه، تلاقت رغبة عملاق اسمه "المؤسسات غير الربحية" مع رغبات ناس عاديين على تأخير تعريف مفاهيم متغيرة، وتركها غائمة مثل "الحاجة، الوفرة، التبرع، الاستغلال، الاحتيال..".
وخدمةً لاقتصاد ناشىء كهذا، كان لا بد من أن تطغى أساليب تسويق مستحدثة، فتحوّلت "العلاقات العامة" من أداة في أيدي مؤسسات لتهيئة جمهورها، إلى وسيلة قد يستخدمها الفرد لبرمجة كل إيماءة منه وِفق ميزان المكاسب، لتغدو علاقاته الخاصة أيضاً عامة.
تجار الكلام
سنكون أمام ما يثير الدهشة حين نتأمل أثر التطورات في أبناء مجتمعات عاطفية ريفية. فهناك كان تُجّار الكلام يفرضون حضورهم مُستخدِمين مَشاعاً من الانفعالات والمزايدات. وفيها كان يُشار لِمَن يُسَوّقُ لأمرٍ ما، من دون أن يُوصِل الناس لنتيجة، بأنه: "يُطعِم الآخرين الجَوز الفارغ"، مع حرصه طبعاً على مكاسبه. وذلك يمثل جوهر معادلة "رابح فعلياً، مُضحّي أو خاسر دعائياً".
تصلح هذه المعادلة لتكون أساساً لوصف مظاهر بَيع الجَّوز الفارغ خلال سنوات الحرب السورية باعتبارها مرحلة وفّرَتْ للتاجر أصنافاً لا تخطر في باله من مزايدات اجتماعية وإنسانية وسياسية. ولئن امتازت هذه المرحلة بتعفيش شامل، شأنها شأن حراكات ثورية أخرى، وقدّمت نماذج من الباعة والتجار لن نجدهم في روايات الخيال العلمي، فقد شهدت أيضاً ظهور مخلوقات بشرية تستولي كل ما تطوله اليد والعين والوعي من أحداث وقضايا ورموز، ثم تبيع المواقف بموجبها.
وبين هؤلاء من باع - أكثر من مرة- قضية اعتقاله أو اعتقال أحد معارفه، وفي كل مرة كان يغلّف البضاعة بشكل مختلف لكي تناسب الزبون (منظمة، دولة، متابعين..الخ). وبينهم نشطاء لو شمّوا رائحة الدم أو المعاناة عن بعد آلاف الكيلومترات، لسارعوا بحجة التضامن والتمكين لصنع قضية رأي عام تثير اهتمام "من يَهمه الأمر"، وتعود عليهم بالتبرعات أو المنح.
وعلى خط المنافسة في هذا السوق يدخل كذلك أدباء وفنانون يتقنون الشعوذة اللغوية، فيستعرضون عضلاتهم أمام البسطاء عبر تبني مواقف لفظية، ويعلنون مثلاً ثباتهم المبدئي على مسميات "ثورة، حرية..". أو يُعيدُون توزيع أوصافٍ كـ"العنصرية" على الناس بطريقة يَرونها عادلة، أو يُدخلون المتابعين في مقارنات ومفاضلات كأولويّة حقوق "مجتمع آكلي المانجو" على حقوق مجتمع عمال المناجم!
تطول لائحة أساليب بيع الجَوز الفارغ، مع الإقرار بحقيقة أن وسائل التواصل أتاحت لِمَنْ يرغب إمكانية تحويل نفسه، منصّة إعلانية للترويج لمنتجات ماديّة أو تيارات فكرية، والتكسب منها.
وسواء في وضعٍ افتراضي أو واقعي، يُمارس الساعون بشكل مَحموم إلى الربح، لُعبةَ إضفاء القيمة على فعل، ونفيها عن آخر، بهدف فتح أبواب انتفاع غير مرئية. وكلما طُرِحت بضائع جديدة، تجّمعَ المزيد منهم ليعملوا كمُنادِين أو وسطاء أو سماسرة أو مُسوّقين.
تَتنوّع أسباب ازدهار اقتصاد الشطارة والفهلوة، وتأتي الحروب الأهلية فتوفّر له ظرفاً مُلائماً حين تؤدي إلى "تمزيق ما هو يَقينيٌّ كالروابط الأبوية المثاليّة بين الناس، ليتّم استبدالها بالمصلحة المجردة"، بحسب ما اقتبَس المفكر الألماني.
عندها، تتوهّمُ البلاد تحركها ولو عبثياً إلى الأمام، مُتجاهِلةً حقيقة أنّ مَنْ تَعلّقَ بشاحنة التغيير العابرة هم مجموعة من أبنائها الحالمين بالوصول إلى مكان ما، والمشغولين خلال رحلتهم بالتقاط ما تدفق من كيس السُّلطة المثقوب.