الشاعر فرج بيرقدار: لهذا تخليت عن جنسية "سوريا الأسد"
كتب الشاعر السوري فرج بيرقدار في صفحته الفايسبوكية التعليق الآتي: "انتقدني بعضهم لأني، في المقالة التي شاركت بها في كتاب "حسان عباس بعيون معاصرة"، عرّفت عن نفسي بصفة "شاعر سوري/ مواطن سويدي". في الحقيقة أنا منذ 2014 تنازلت عن الجنسية التي يمنحها الأسد، ولكني لم أتنازل عن كوني شاعراً سورياً ولكن بدون الجنسية، يعني صرت واحداً من مئات آلاف السوريين الذين لا يحملون الجنسية. ولكن لأفترض جدلاً أني تراجعت الآن، فإن رسوم جواز السفر الأسدي هي الأعلى في العالم رغم تصنيفه كثاني جواز في قلة الاحترام عالمياً بعد الصومالي. ثم حتى لو حصلت على الجواز والهوية والبطاقة الانتخابية، فإن السوري وفق تعريف الأسد ليس من يحمل الجنسية السورية، بل من يدافع عن سوريا الأسد. ألهذا يثير القانون الجديد، المتعلق بإصدار البطاقات الشخصية، مخاوف الناس وليس فخرها"...
وكان بيرقدار كتب في فايسبوكه في 7 سبتمبر/ أيلول 2014 قائلاً: "أنا المدعو فرج بيرقدار، ابن خدوج وأحمد، أعلن تنازلي عن جنسيتي السورية التي لا يشرّفني أن نظام الأسد (الذي ما زال يحتل سوريا داخلياً، ويحتل موقعها في الأمم المتحدة) هو من يمنحها رسمياً. إنه قراري الشخصي، ولا أدعو أحداً إلى أكثر من تفهّمه واعتباره حرية شخصية. وللمتصيّدين أقول: تنازلي عن الجنسية وبطاقة هويتها وجواز سفرها (المعترف بها عالمياً) لا يعني أني أتنكّر لشعبنا، بل إني لن أدّخر جهداً من أجل انتصار ثورة شعبنا لعلي أصبح مواطناً حقيقياً".
وبيرقدار من مواليد حمص 1951. حائز إجازة في قسم اللغة العربية وآدابها / جامعة دمشق. شارك في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، مع عدد من الأدباء الشباب في جامعة دمشق، في إصدار كرَّاس أدبي شبه دوري، وقد اعتقلته المخابرات الجوية في العام 1978 بسبب ذلك، فتوقَّف الكراس عن الصدور بعد تسعة أعداد. اعتُقل آخر مرة في 31/3/1987 بعد مدة من التخفِّي والملاحقة دامت حوالى أربع سنوات، وقد كان اعتقاله هذه المرة بسبب انتمائه إلى "حزب العمل الشيوعي".
أحيل بعد ست سنوات من اعتقاله إلى محكمة أمن الدولة العليا بدمشق (وهي محكمة استثنائية) فأصدرت حكماً ضده بالسجن خمسة عشر عاماً مع الأعمال الشاقة والحرمان من الحقوق المدنية والسياسية. قامت حملة دولية واسعة للمطالبة بالإفراج عنه، شارك فيها مئات الكتاب والفنانين العالميين، والعديد من الشخصيات الحقوقية والسياسية، بالإضافة إلى المنظمات المعنية مثل: اللجنة العالمية لمناهضة القمع، منظمة مراسلون بلا حدود، نادي القلم العالمي، منظمة العفو الدولية..إلخ، إلا أن السلطات السورية لم ترضخ لضغوط الحملة إلا بعد مرور قرابة أربعة عشر عاماً من الاعتقال، قضاها ما بين فروع الأمن وسجن تدمر الصحراوي وسجن صيدنايا العسكري.
له عدد من المجموعات الشعرية صدرت في دمشق وبيروت وعواصم أخرى.