الرقة: لوحات على الجدران الناجية من بطش داعش والنظام
على جدار نجا من الدمار لوحة امرأة تغسل الثياب بيديها، وعلى جدار آخر رجل يعزف على الربابة... هكذا يرسم الفنان موفق الزين في مدينة الرقة السورية ما صممته الفنانة التشكيلية السورية سلافة حجازي المقيمة في ألمانيا، كي تعيد الجداريات التي تنفذها حملة "نحن أهلها" بالتعاون مع منظمة الشارع للإعلام، بعض اللون إلى محافظتي الرقة ودير الزور بعد سنوات من الحرب والسواد...
تستند حجازي في عملها إلى صور أهالي منطقة الجزيرة السورية في الرقة ودير الزور وريفهما، فتعتني بأزياء الشخصيات، وشكل النقوش التي تزينها، محاولةً اظهار العناصر الثقافية التي تمتاز بها هذه المنطقة ضمن الجغرافيا السورية التي مزقتها الحرب. وتقول حجازي لـ"المدن": "الصراعات المسلحة وما لحقها من دمار، لن تمحي مكونات هذا التراث الشعبي الأصيل. وكأن الفن على هذه الجدران التعبة، هو ضماد إنساني جميل، يذكرنا أن الإنسان هو أصل المكان، هو من صنعه وهو من سيعتني به ليشفى من هذا الجرح الطارئ". وتشرح ان "في الرسومات امرأة تغسل، وكأنها أمي، وكأنها تغسل ذاك الهم عن جدران المدينة، وفي الرسومات رجل يغني ويحتفل، يعيد للمدينة ذاكرة الفرح، وفي الرسومات أب وأم يقفان خلف ابنتهما الصغيرة وهي تحمل كتاباً وتنظر بأملٍ إلى ما هو آتٍ"...
تستند حجازي في عملها إلى صور أهالي منطقة الجزيرة السورية في الرقة ودير الزور وريفهما، فتعتني بأزياء الشخصيات، وشكل النقوش التي تزينها، محاولةً اظهار العناصر الثقافية التي تمتاز بها هذه المنطقة ضمن الجغرافيا السورية التي مزقتها الحرب. وتقول حجازي لـ"المدن": "الصراعات المسلحة وما لحقها من دمار، لن تمحي مكونات هذا التراث الشعبي الأصيل. وكأن الفن على هذه الجدران التعبة، هو ضماد إنساني جميل، يذكرنا أن الإنسان هو أصل المكان، هو من صنعه وهو من سيعتني به ليشفى من هذا الجرح الطارئ". وتشرح ان "في الرسومات امرأة تغسل، وكأنها أمي، وكأنها تغسل ذاك الهم عن جدران المدينة، وفي الرسومات رجل يغني ويحتفل، يعيد للمدينة ذاكرة الفرح، وفي الرسومات أب وأم يقفان خلف ابنتهما الصغيرة وهي تحمل كتاباً وتنظر بأملٍ إلى ما هو آتٍ"...
وكانت مجموعة من منظمات المجتمع المدني المستقلة والعاملة في محافظتي الرقة ودير الزور شمال شرق سوريا، أطلقت حملة "نحن أهلها" في تشرين الأول (أكتوبر) 2019، وذلك من أجل دعم مبادرات المجتمع المدني والعاملين في منظماته. وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على محافظتي الرقة ودير الزور وما يتبع لهما من قرى وبلدات حوض نهر الفرات.
وتنفذ الحملة مجموعة من الفعاليات الثقافية والتي تشمل رسم وتنفيذ 7 لوحات جدارية في مدن دير الزور والرقة والطبقة وأريافها، في محاولة "لاستعادة الفضاء العام الذي سرق من المجتمع السوري مرات عديدة" كما تشير الحملة في بيانها الرسمي الذي تلقت "المدن" نسخة منه. ويؤكد القائمون على الحملة أن هذه الجداريات هي محاولة من أجل :"إستعادة الفضاء العام المسلوب للمجتمع، من خلال تلوين ما تبقى من جدران لم تهدمها الحرب. والحملة دعوة عملية للمجتمع السوري للدفاع عن حق الناس بشوارعهم وساحاتهم بعد سرقات متتالية، واستعادة الوجه الحقيقي للمجتمع بعد أن صادرته الأطراف العسكرية التي سيطرت على المنطقة".
ويعمل الفنان موفق الزين على تنفيذ هذه الجداريات في مدينته الرقة بعد مدة من انقطاعه عن الرسم في الأماكن العامة والفضاءات المفتوحة نتيجة الظروف التي فرضتها الحرب وسيطرة الجماعات المتطرفة. ورغم الصعوبات فإن الزين يؤكد حماسته في تنفيذ هذا المشروع، ويقول لـ"المدن": "نعمل على رسم لوحات جدارية كبيرة، ستكون الأكبر في مدينتي الرقة، بعد مدة طويلة من الانقطاع عن ممارسة الرسم في الأماكن العامة، أجد نفسي متحمساً لهذا المشروع لأنه فكرة تعيد الحياة الى الفضاءات العامة". ويضيف: "نعمل رغم الصعوبات والتحديات التي تؤخر العمل كعدم وجود المواد والآليات اللازمة للرسم في مدينة مدمرة تقريباً، إضافة الى عدم تقبل الشارع لمشاريع من هذا النوع، لأن الحرب ودمارها جعلت الناس يفكرون ببناء بيوتهم قبل استعادة الشوارع ومعناها".
عبد الرزاق رشيد أحد أبناء مدينة الرقة يُبدي إعجابه بالجداريات لأنها بحسب رأيه: "تحاكي واقع المنطقة التي نعيش فيها، ولأن هذه هي المرة الأولى التي تنفذ مثل هذه الفكرة في المنطقة، خاصة من ناحية ضخامة حجم اللوحات الجدارية".
وفي السياق نفسه، تؤكد سلافة حجازي والتي عملت على تصميم هذه الجداريات قبل أن ينفذ بعضها الفنان موفق الزين في الرقة، أنها خلال عملها على التصميم حاولت أن تكون قريبة من روحية المكان وثقافته، "بما فيها من ألوان وعناصر زخرفية متنوعة تتداخل فيها الأزمنة. لم تكن الألوان والخطوط فقط هي الحاضرة أثناء عملي على التصاميم، بل الرائحة أيضاً"، كما تقول. وتشير: "للأسف لم أزر مدينة الرقة سابقاً، لكني أزورها الآن بشكل افتراضي، أنقل هذا الملف الجامد عبر الكمبيوتر ليصبح ملموساً وفيزيائياً على أيدي فناني المدينة نفسها وأهلها... ونتناقل الصور كمن يتناقل بشغف أخبار عائلته البعيدة في هذا الشتات".
ويعمل الفنان موفق الزين على تنفيذ هذه الجداريات في مدينته الرقة بعد مدة من انقطاعه عن الرسم في الأماكن العامة والفضاءات المفتوحة نتيجة الظروف التي فرضتها الحرب وسيطرة الجماعات المتطرفة. ورغم الصعوبات فإن الزين يؤكد حماسته في تنفيذ هذا المشروع، ويقول لـ"المدن": "نعمل على رسم لوحات جدارية كبيرة، ستكون الأكبر في مدينتي الرقة، بعد مدة طويلة من الانقطاع عن ممارسة الرسم في الأماكن العامة، أجد نفسي متحمساً لهذا المشروع لأنه فكرة تعيد الحياة الى الفضاءات العامة". ويضيف: "نعمل رغم الصعوبات والتحديات التي تؤخر العمل كعدم وجود المواد والآليات اللازمة للرسم في مدينة مدمرة تقريباً، إضافة الى عدم تقبل الشارع لمشاريع من هذا النوع، لأن الحرب ودمارها جعلت الناس يفكرون ببناء بيوتهم قبل استعادة الشوارع ومعناها".
عبد الرزاق رشيد أحد أبناء مدينة الرقة يُبدي إعجابه بالجداريات لأنها بحسب رأيه: "تحاكي واقع المنطقة التي نعيش فيها، ولأن هذه هي المرة الأولى التي تنفذ مثل هذه الفكرة في المنطقة، خاصة من ناحية ضخامة حجم اللوحات الجدارية".
وفي السياق نفسه، تؤكد سلافة حجازي والتي عملت على تصميم هذه الجداريات قبل أن ينفذ بعضها الفنان موفق الزين في الرقة، أنها خلال عملها على التصميم حاولت أن تكون قريبة من روحية المكان وثقافته، "بما فيها من ألوان وعناصر زخرفية متنوعة تتداخل فيها الأزمنة. لم تكن الألوان والخطوط فقط هي الحاضرة أثناء عملي على التصاميم، بل الرائحة أيضاً"، كما تقول. وتشير: "للأسف لم أزر مدينة الرقة سابقاً، لكني أزورها الآن بشكل افتراضي، أنقل هذا الملف الجامد عبر الكمبيوتر ليصبح ملموساً وفيزيائياً على أيدي فناني المدينة نفسها وأهلها... ونتناقل الصور كمن يتناقل بشغف أخبار عائلته البعيدة في هذا الشتات".
تعود الألوان اليوم إلى جدران الرقة ودير الزور، بعد سنوات المنع والعقاب التي فرضها تنظيم داعش، إذ منع استخدام الألوان ما عدا الأسود والأبيض، كما كان التصوير والرسم على الجدران ممنوعاً باستثناء الحروفيات والزخرفة. وتعتبر اللوحات الجدارية واحدة من الأشكال التعبيرية لاستعادة الفضاء العام، التي برزت خلال فترة الحرب في سوريا في عدد من المدن والبلدات. وقد سبق لمنظمة الشارع للإعلام على سبيل المثال أن نفذت عدداً من الجداريات في مدن سورية مختلفة منها درعا وحلب ومنبج وسراقب وكفرنبل.
لكن أهل الرقة على رأسهم موفق الزين، أبوا ان ينتهي العام 2019 من دون لمسة فنية على الفضاء العام المحرّر، فقد بدأوا اليوم (الثلاثاء)منذ الصباح الباكر، تنفيذ لوحة جدارية تفاعلية لتحمل أمنياتهم للعام الجديد بعد سنوات من الحرب، كذلك في إطار حملة "نحن أهلها" التي تضمنت عدد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والورشات التدريبية التي تهدف إلى تسليط الضوء على واقع نشاط منظمات المجتمع المدني في محافظتي الرقة ودير الزور.
لكن أهل الرقة على رأسهم موفق الزين، أبوا ان ينتهي العام 2019 من دون لمسة فنية على الفضاء العام المحرّر، فقد بدأوا اليوم (الثلاثاء)منذ الصباح الباكر، تنفيذ لوحة جدارية تفاعلية لتحمل أمنياتهم للعام الجديد بعد سنوات من الحرب، كذلك في إطار حملة "نحن أهلها" التي تضمنت عدد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والورشات التدريبية التي تهدف إلى تسليط الضوء على واقع نشاط منظمات المجتمع المدني في محافظتي الرقة ودير الزور.