"بس أنا بحبك".. ليت هذه المسرحية لم تكن
أربع نساء يقفن وسط ركام من الصحون المحطمة. تجثو الواحدة منهن أرضاً متكورة على نفسها، تجمع قطع الزجاج في محاولة لإعادة جمع ما تشظى. نساء يقفن على حطام انكساراتهن ويبدأ الكلام...
"بس أنا بحبك" عبارة أرادتها المخرجة لينا أبيض، نقطة التقاء الآلام لضحايا لأربع جلادين، عذرهم واحد...
العنف المنزلي محور هذا العمل المسرحي، من تمثيل مي أوغدن سميث، دارين شمس الدين، ديمة ميخائيل متى ولينا أبيض. يروين قصصاً حقيقية لنساء خارج خشبة المسرح، داخل بيوت مقفلة حبست أسراراً حفرت أوجاعها بصمت.
القبيح في هذا العمل الجميل أن قصصه حقيقية، وأنه استكمال لعملها الاسبق "هيدا مش فيلم مصري" الذي يروي أيضاً 19 قصة حقيقية اخرى، وأن الحلقة التفاعلية التي تلي المسرحية تتضمن قصصاً جديدة لآلام مشابهة.
أسوأ ما في هذه المسرحية أن الكليشيه الوحيد الذي تتضمنه هو واقع صريح تعيشه نساء معنفات وليس متخيلاً. وأجمل ما فيه أنه صرخة جريئة وصفعة في وجه كل من يعتبر أن هذه القصص "استثناء" وأن سببها نساء "لسن ملائكة" تسببن لأنفسهن بالعقاب.
تدخل الى المسرح كأنك تقتحم حرمة بيوت كانت موصدة على أسرارها لسنوات. على الجدران عبارات تختصر سنوات من الوجع والإهانات والتصغير، حبستها صدور نساء مقيدات بمجتمع ظالم، وخدرتها أعذار وحوش على هيئة رجال اختصرتها أبيض بعبارة "بس أنا بحبك".
داخل بيوت عديدة، نساء متزوجات من الخوف. نساء تعنَّفن بسبب وبلا سبب – وحتى إن كان الخطأ موجوداً فليس على هذه الارض من خطأ أو خطيئة تبرر الضرب والأذى والعنف جسدياً كان أم لفظياً.
أربع نساء واقفات على حطامهن، غرقن لسنوات في معاناة مريعة وحاولن عبثاً النهوض ليجدن من يضع يديه فوق رؤوسهن فيغرقن من جديد. قد تكون يد الزوج الذي يهدد بحرمان الأم من أولادها، أو الأب الذي يقول "اسمعي كلام زوجك" أو الأم التي تنصح ابنتها "طولي بالك بكرا بيتغير"، أو حتى السلطات التي نادراً ما تقف إلى جانب الضحية، بل قد تبرر للجلاد فعلته بمواد قانونية وأعراف بالية وبضع سطور مقدسة حُرّفت وما زالت سائدة.
ولا يخلو الأمر من "عقدة ستوكهولمية" للمرأة التي تعتبر أنها أخطأت في مكان ما وتستحق العقاب، أو أن معنّفها سيتغير وينفذ وعوده التي يقطعها بعد كل "فورة" تتبعها عبارة "بس أنا بحبك".
من يحضر هذا العمل يجد نفسه متنقلاً بين زمانين، فبطلات المسرحية يروين قصص ضحايا الماضي القريب وفقاً لسيناريو محكم وإطار إخراجي متمكن. أما على الكراسي البيضاء المخصصة للحضور، فعيون ودموع تشي بقصص أخرى وحكايا تصلح لعشرات المسرحيات.
العنف المنزلي محور هذا العمل المسرحي، من تمثيل مي أوغدن سميث، دارين شمس الدين، ديمة ميخائيل متى ولينا أبيض. يروين قصصاً حقيقية لنساء خارج خشبة المسرح، داخل بيوت مقفلة حبست أسراراً حفرت أوجاعها بصمت.
القبيح في هذا العمل الجميل أن قصصه حقيقية، وأنه استكمال لعملها الاسبق "هيدا مش فيلم مصري" الذي يروي أيضاً 19 قصة حقيقية اخرى، وأن الحلقة التفاعلية التي تلي المسرحية تتضمن قصصاً جديدة لآلام مشابهة.
أسوأ ما في هذه المسرحية أن الكليشيه الوحيد الذي تتضمنه هو واقع صريح تعيشه نساء معنفات وليس متخيلاً. وأجمل ما فيه أنه صرخة جريئة وصفعة في وجه كل من يعتبر أن هذه القصص "استثناء" وأن سببها نساء "لسن ملائكة" تسببن لأنفسهن بالعقاب.
تدخل الى المسرح كأنك تقتحم حرمة بيوت كانت موصدة على أسرارها لسنوات. على الجدران عبارات تختصر سنوات من الوجع والإهانات والتصغير، حبستها صدور نساء مقيدات بمجتمع ظالم، وخدرتها أعذار وحوش على هيئة رجال اختصرتها أبيض بعبارة "بس أنا بحبك".
داخل بيوت عديدة، نساء متزوجات من الخوف. نساء تعنَّفن بسبب وبلا سبب – وحتى إن كان الخطأ موجوداً فليس على هذه الارض من خطأ أو خطيئة تبرر الضرب والأذى والعنف جسدياً كان أم لفظياً.
أربع نساء واقفات على حطامهن، غرقن لسنوات في معاناة مريعة وحاولن عبثاً النهوض ليجدن من يضع يديه فوق رؤوسهن فيغرقن من جديد. قد تكون يد الزوج الذي يهدد بحرمان الأم من أولادها، أو الأب الذي يقول "اسمعي كلام زوجك" أو الأم التي تنصح ابنتها "طولي بالك بكرا بيتغير"، أو حتى السلطات التي نادراً ما تقف إلى جانب الضحية، بل قد تبرر للجلاد فعلته بمواد قانونية وأعراف بالية وبضع سطور مقدسة حُرّفت وما زالت سائدة.
ولا يخلو الأمر من "عقدة ستوكهولمية" للمرأة التي تعتبر أنها أخطأت في مكان ما وتستحق العقاب، أو أن معنّفها سيتغير وينفذ وعوده التي يقطعها بعد كل "فورة" تتبعها عبارة "بس أنا بحبك".
من يحضر هذا العمل يجد نفسه متنقلاً بين زمانين، فبطلات المسرحية يروين قصص ضحايا الماضي القريب وفقاً لسيناريو محكم وإطار إخراجي متمكن. أما على الكراسي البيضاء المخصصة للحضور، فعيون ودموع تشي بقصص أخرى وحكايا تصلح لعشرات المسرحيات.
الحلقة التفاعلية التي تلي المسرحية هي بمثابة نتيجة أولية فورية لمسرحية لينا أبيض. النساء اللواتي بكين خلال العرض، تحلين بالجرأة للبوح بأسرارهن ومشاركة قصصهن مع الحضور. كأنها حلقة علاج تطهيري للروح من آلامها.
النقاش قاطعته عناقات بين غريبات تتشاركن التجربة، وآراء لشباب ورجال أثبتوا بجسارة أن هذا الواقع خطأ مرفوض وغير مبرر، وأعطوا الكثير من الأمل بأن القصص – على تكرارها – لا يجب أن تعمم وبالتالي تتطلب حلولاً لتقليل الخسائر.
طبعاً الحلقة لم تخلُ من آراء وجهت، بكل صفاقة، إصبع الاتهام للمرأة لأنها "جلبته لنفسها"، وأنها بالتأكيد فعلت ما تستحق عليه "التأنيب"، وهذه الآراء تعكس بوضوح ممارسات أصحابها المشابهة.
تخرج من الغرفة السوداء بتمنيات عديدة، لتقول ليت هذه المسرحية لم تكن. ليت قصصها كانت متخيلة. ليتها تتبخر بإقرار قانون يحمي المرأة من العنف، ليت قضيتها تنتفي بإعطاء المرأة حقوقاً تحميها من المجتمع الأبوي والقوانين الظالمة.
لكن في ظل الواقع الراهن، سينتقل هذا العمل من خشبة "مسرح مونو" الى العديد من البلدات والقرى لسهولة عرضها من حيث الديكور، ولأنها قائمة على ما تحمله ضحاياها أينما ذهبن... الألم.
النقاش قاطعته عناقات بين غريبات تتشاركن التجربة، وآراء لشباب ورجال أثبتوا بجسارة أن هذا الواقع خطأ مرفوض وغير مبرر، وأعطوا الكثير من الأمل بأن القصص – على تكرارها – لا يجب أن تعمم وبالتالي تتطلب حلولاً لتقليل الخسائر.
طبعاً الحلقة لم تخلُ من آراء وجهت، بكل صفاقة، إصبع الاتهام للمرأة لأنها "جلبته لنفسها"، وأنها بالتأكيد فعلت ما تستحق عليه "التأنيب"، وهذه الآراء تعكس بوضوح ممارسات أصحابها المشابهة.
تخرج من الغرفة السوداء بتمنيات عديدة، لتقول ليت هذه المسرحية لم تكن. ليت قصصها كانت متخيلة. ليتها تتبخر بإقرار قانون يحمي المرأة من العنف، ليت قضيتها تنتفي بإعطاء المرأة حقوقاً تحميها من المجتمع الأبوي والقوانين الظالمة.
لكن في ظل الواقع الراهن، سينتقل هذا العمل من خشبة "مسرح مونو" الى العديد من البلدات والقرى لسهولة عرضها من حيث الديكور، ولأنها قائمة على ما تحمله ضحاياها أينما ذهبن... الألم.