القدس: إشكال دبلوماسي بين إسرائيل وفرنسا بموقع عائد لباريس

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2024/11/08
بارو رفض دخول موقع "الإيليونة" في جبل الزيتون في القدس (Getty)
خيّم إشكال دبلوماسي جديد بين إسرائيل وفرنسا على زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو للدولة العبرية الخميس، بعد دخول عناصر مسلحين من الشرطة الإسرائيلية "دون إذن" إلى موقع ديني في القدس تعود ملكيته وإدارته لباريس.

وضع غير مقبول
وقال بارو للصحافيين إن "هذا المساس بسلامة موقع تحت إدارة فرنسية من شأنه إضعاف روابط جئت بغرض توطيدها مع إسرائيل في وقت نحن جميعا بحاجة إلى دفع المنطقة باتجاه السلام". وندد بارو بـ"وضع غير مقبول" ورفض دخول موقع "الإيليونة" في جبل الزيتون بالقدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
واعتبر مصدر فرنسي اطلع على ما جرى أن "على السلطات الإسرائيلية تقديم توضيحات (...) وليبدأ الأمر باعتذارات".
من جهتها، رفضت الدولة العبرية تحميلها المسؤولية عن الإشكال، مؤكدة أن المسائل الأمنية "تم توضيحها" مسبقاً. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أن "الآليات تم توضيحها مسبقاً خلال محادثات تمهيدية مع سفارة فرنسا في اسرائيل". وذكرت أن هدف وجود أفراد الأمن الإسرائيليين هو "ضمان سلامة" بارو. وقد نفت مصادر دبلوماسية فرنسية هذا الادعاء، وذكرت أنه "في مناسبات عدة قبل الزيارة" تمت الإشارة إلى أنه "لن يُسمح بوجود أمن إسرائيلي مسلح في الموقع".
ومجمّع "الإيليونة" الذي يضمّ ديراً للرهبنة البنديكتية، هو من المواقع الأربعة الخاضعة للإدارة الفرنسية في محيط القدس، إلى جانب قبور السلاطين وكنيسة القديسة حنّة (آن) ودير القديسة مريم للقيامة (القيادة الصليبية القديمة لأبو غوش). وشدد بارو على أن "الإيليونة... ليس موقعاً تابعاً لفرنسا فحسب بل إن فرنسا تقوم أيضاً بإدارة أمنه وصيانته، وذلك بعناية كبيرة".
وقال الأب بيار المسؤول عن كنيسة القديسة حنّة إن الإيليونة "مكان مقدس". وأضاف لـ"فرانس برس": "هنا في إسرائيل، الأماكن المقدسة هي أماكن محمية. لا ندخلها بالسلاح". وتابع: "أضف الى ذلك، هو موقع فرنسي".
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها ستستدعي "في الأيام المقبلة" سفير إسرائيل في باريس للاحتجاج على دخول الشرطة الاسرائيلية الموقع. وقالت إن "سفير اسرائيل في فرنسا سيُستدعى الى الوزارة في الأيام المقبلة"، معتبرة أن وجود قوات الأمن الاسرائيلية في موقع الحج المذكور، وكذلك توقيف اثنين من عناصر الدرك الفرنسي لوقت قصير، هما أمر "مرفوض".

إشكالات سابقة
وأكد بارو في القدس أنه لن يدخل الموقع "لأن عناصر الأمن الإسرائيلي حضروا مسلحين من دون إذن مسبق من فرنسا ورفضوا الخروج من الموقع".
وأعاد إشكال الخميس التذكير بحوادث سابقة بين قوات الأمن الإسرائيلية ومسؤولين فرنسيين كانوا يزورون الأراضي المقدسة أو مواقع فيها. ففي 22 كانون الثاني/يناير 2020، شهدت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تدافعاً أمام كنيسة القديسة حنّة. وقال الرئيس الفرنسي لشرطي إسرائيلي بالإنكليزية ما مفاده "لا يروق لي ما فعلته أمامي". ولعلّ الحادثة الأبرز تبقى تلك التي وقعت في 1996 عندما ثار الرئيس الراحل جاك شيراك غضباً أمام أحد الجنود الإسرائيليين بعدما اقترب منه كثيراً خلال مواكبته وصاح فيه بالإنكليزية "هل تريدني أن أعود إلى طائرتي؟"، قبل أن يطلب خروج العسكر من موقع كنيسة القديسة حنّة.