نتنياهو يقيل غالانت: نهاية 17 شهراً من المشاحنات
أقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وزير الأمن يوآف غالانت، من منصبه، وأعلن عن تعيين وزير الخارجية إسرائيل كاتس، لتولي وزارة الأمن خلفاً له. وقد ردّ غالانت على قرار إقالته، بتغريدة مقتضبة على منصة "إكس"، قال فيها إن "أمن إسرائيل كان وسيبقى مهمة حياتي".
الإقالة الثانية
وجاء ذلك في إعلان رسمي صدر عن نتنياهو، وهي المرة الثانية التي يعلن فيها عن إقالة غالانت، حيث كانت المرة السابقة على خلفية خطة وتشريعات إضعاف جهاز القضاء، في أواخر آذار/مارس 2023. وتأتي الإقالة كتتويج لمسار الخلافات بين نتنياهو وغالانت على إدارة الحرب، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، خصوصاً فيما يتعلق بعقد صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، لإخراج الرهائن الإسرائيليين من قطاع غزة.
وقال نتنياهو إن "مهتمي العليا كرئيس حكومة إسرائيل، هي الحفاظ على أمن إسرائيل وتحقيق النصر المحقق، وفي خضم الحرب مطلوب أكثر من أي وقت مضى، الثقة الكاملة بين رئيس الحكومة ووزير الأمن".
وأضاف "على الرغم من وجود هذه الثقة والعمل المثمر في الأشهر الأولى من المعركة، إلا أن هذه الثقة تصدعت بيني وبين وزير الأمن في الأشهر الأخيرة"، مشيراً إلى أنه "برزت بيننا فجوات كبيرة في إدارة المعركة، ورافقها تصريحات وتصرفات تتعارض مع قرارات الحكومة والكابينت".
وقال نتنياهو: "قمت بمحاولات عديدة لسد هذه الفجوات، إلا أنها تواصلت واتسعت، كما أنها وصلت إلى الجمهور بطريقة غير مقبولة، والأسوأ من ذلك أنها وصلت إلى الأعداء الذين استمتعوا بذلك واستفادوا منها كثيراً".
وتابع أن "الآراء المختلفة في المناقشات المفتوحة، يعرفها الجميع، ومن يعرفني هذه هي طريقتي في إجراء المناقشات والتقييمات والقرارات، لكن أزمة الثقة التي برزت تدريجياً بيني وبين وزير الأمن، أصبحت علنية، وهذه الأزمة لا تسمح بمواصلة سليمة لإدارة المعركة".
وقال نتنياهو: "لست وحدي من يقول ذلك، إنما غالبية أعضاء الحكومة ومعظم أعضاء الكابينت، وهم يشاركون هذا الشعور بأنه من المستحيل الاستمرار على هذا النحو".
تعيين كاتس وساعر
وأضاف "على ضوء ذلك قررت إنهاء ولاية وزير الأمن، وعينت بدلاً منه الوزير إسرائيل كاتس، كما تحدثت مع الوزير جدعون ساعر وعرضت عليه الانضمام مع كتلته إلى الائتلاف، وشغل منصب وزير الخارجية".
تعيين كاتس وساعر
وأضاف "على ضوء ذلك قررت إنهاء ولاية وزير الأمن، وعينت بدلاً منه الوزير إسرائيل كاتس، كما تحدثت مع الوزير جدعون ساعر وعرضت عليه الانضمام مع كتلته إلى الائتلاف، وشغل منصب وزير الخارجية".
وختم بالقول، إن "انضمامه (ساعر) وكتلته سيضيف إلى استقرار الائتلاف والحكومة، هذا أمر مهم للغاية في أي وقت وخصوصاً في أيام الحرب. أنا مقتنع بأن هذه الخطوات ستعزز الحكومة والكابينت، وستحولهما إلى هيئات تعمل معاً في تعاون مشترك من أجل أمن دولة إسرائيل ومواطنيها، ومن أجل انتصارنا".
أما سبب اختياره لكاتس، فيعود بحسب قوله، إلى أن الأول "أثبت قدراته ومساهمته في الأمن القومي كوزير للخارجية ووزير للمالية، ووزير للاستخبارات لمدة خمس سنوات، والأهم من ذلك، كعضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية لسنوات طويلة".
وتابع نتنياهو أن كاتس "معروف بقدرته على التنفيذ مع التزام بالمسؤولية والحزم الهادئ، وهذه الأمور مهمة جداً في إدارة الحملة".
وخلال الأشهر الماضية، برز خلاف بين توجهات نتنياهو في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، على قطاع غزة، والمتصاعدة عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع حزب الله.
وقبل أسبوع، قال غالانت في رسالة نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن "الحرب تُدار دون بوصلة ومن الضروري تحديث أهدافها".
وأضاف أن "الوضع الحالي الذي نتصرف فيه بدون بوصلة واضحة، ودون تحديث أهداف الحرب، يضرّ بإدارة المعركة وبقرارات مجلس الوزراء. التطورات الكبيرة في الحرب، خاصة تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران، تزيد الحاجة لعقد مناقشة وتحديث أهداف الحرب بنظرة شاملة على الساحات المختلفة والترابط بينها".