سوريا: نزوح عكسي للمطلوبين.. حرب لبنان تزيد تعداد المتوارين
لا يبارح أحمد (27 عاماً) مقر إقامته أو تواريه في ريف دمشق، وفي حال سمع عن مرور إحدى دوريات الأمن العسكري من مدينته، يختبئ فوراً في سقيفة المنزل، خوفاً من اقتياده إلى الخدمة العسكرية الإلزامية التي تخلف عنها قرابة ثماني سنوات قضاها لاجئاً في بيروت.
وفي ظل الحرب الدائرة في لبنان، عاد أحمد مستخدماً إحدى طرقات التهريب. ويقول لـ"المدن"، إن الظروف الصعبة في ظل الحرب أجبرته على المخاطرة والعودة إلى مدينته الأصلية، مؤكداً أن الأمر محفوف بالمخاطر من قبيل الاعتقال على الطريق أو في أثناء التجول داخل المدينة، ما يجبره على ممارسة حياة التواري الصعبة.
زيادة كبيرة
ويمثل أحمد نموذجاً لمئات الشبان المتوارين عن أنظار مخابرات النظام في دمشق وريفها، خصوصاً في مدن التسويات حيث يغيب الحضور الأمني الصارم لأجهزة النظام، وتؤكد مصادر محلية من داخل هذه المناطق لـ"المدن"، كثافة المتوارين في ظل الحرب الحالية، حيث يفضل الشبان المنشقون والمتخلفون عن خدمتي الجيش الإلزامية والاحتياطية ممن فقدوا أعمالهم في المحافظات اللبنانية، النزوح العكسي نحو سوريا.
ويسلك هؤلاء الشبان طرقات تهريب بأكلاف عالية تتراوح بين 600 وحتى 900 دولار، وهي طرقات غير مضمونة، لكن عشرات الشبان يضطرون إلى سلوكها بسبب خوفهم من الملاحقات الأمنية، بينما يفضل قسم من الشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية القدوم بشكل نظامي بعد حصولهم على ورقة تجنيد تخولهم عبور الحواجز.
ويفضل معظم الشبان الوافدين عدم الالتحاق بقوات النظام، ما يجعل الحاصلين على ورقة التجنيد عرضة للملاحقة، لاسيما بعد انقضاء المدة الممنوحة للمتخلف والتي تتراوح بين 15 يوماً وشهرين فقط كحد أعلى، مثل عبد المجيد (25 عاماً) الذي قدم إلى مدينته في ريف دمشق بشكل نظامي، لكنه يؤكد لـ"المدن"، قراره النهائي بعدم الالتحاق بالجيش، مضيفاً أن "حياة التواري أفضل بألف مرة من الالتحاق بالخدمة العسكرية ".
حياة بائسة
ويعيش المتوارون حياة أشبه بالسجن في مقراتهم ومخابئهم السرية، والتي قد تكون قريبة من المقار الأمنية للنظام، ويكونون عرضة للمداهمات التي تجريها الشرطة العسكرية بين الفينة والأخرى، ويقول عدد من المتوارين الذين تواصلت معهم "المدن"، ومعظمهم من الوافدين مؤخراً من لبنان، إنهم محرومون من العمل وممارسة النشاطات الاجتماعية والدراسة.
ويشرح سامر (23 عاماً) أن تخلفه عن الخدمة الإلزامية منذ أربع سنوات، فرض عليه عزلة شبه تامة، موضحاً أنه حين يصاب بأي مرض يضطر للركوب خلف والده على دراجة نارية والعبور من وراء أحد الحواجز العسكرية القريبة لزيارة الطبيب.
ويشكو عبد الكريم (38 عاما) من المخاطر التي يتعرض لها في أثناء عمله في متجر لبيع المواد الغذائية، حيث يضطر إلى المشي مسافة أطول من المعتاد تلافياً للحاجز القريب من مكان عمله، مضيفاً أنه منشق عن الجيش وأقام في لبنان أكثر من ثماني سنوات، لكن ظروف نزوحه بصحبة عائلته من الجنوب اللبناني، أجبرته على العودة إلى الريف الدمشقي.
زيادة كبيرة
ويمثل أحمد نموذجاً لمئات الشبان المتوارين عن أنظار مخابرات النظام في دمشق وريفها، خصوصاً في مدن التسويات حيث يغيب الحضور الأمني الصارم لأجهزة النظام، وتؤكد مصادر محلية من داخل هذه المناطق لـ"المدن"، كثافة المتوارين في ظل الحرب الحالية، حيث يفضل الشبان المنشقون والمتخلفون عن خدمتي الجيش الإلزامية والاحتياطية ممن فقدوا أعمالهم في المحافظات اللبنانية، النزوح العكسي نحو سوريا.
ويسلك هؤلاء الشبان طرقات تهريب بأكلاف عالية تتراوح بين 600 وحتى 900 دولار، وهي طرقات غير مضمونة، لكن عشرات الشبان يضطرون إلى سلوكها بسبب خوفهم من الملاحقات الأمنية، بينما يفضل قسم من الشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية القدوم بشكل نظامي بعد حصولهم على ورقة تجنيد تخولهم عبور الحواجز.
ويفضل معظم الشبان الوافدين عدم الالتحاق بقوات النظام، ما يجعل الحاصلين على ورقة التجنيد عرضة للملاحقة، لاسيما بعد انقضاء المدة الممنوحة للمتخلف والتي تتراوح بين 15 يوماً وشهرين فقط كحد أعلى، مثل عبد المجيد (25 عاماً) الذي قدم إلى مدينته في ريف دمشق بشكل نظامي، لكنه يؤكد لـ"المدن"، قراره النهائي بعدم الالتحاق بالجيش، مضيفاً أن "حياة التواري أفضل بألف مرة من الالتحاق بالخدمة العسكرية ".
حياة بائسة
ويعيش المتوارون حياة أشبه بالسجن في مقراتهم ومخابئهم السرية، والتي قد تكون قريبة من المقار الأمنية للنظام، ويكونون عرضة للمداهمات التي تجريها الشرطة العسكرية بين الفينة والأخرى، ويقول عدد من المتوارين الذين تواصلت معهم "المدن"، ومعظمهم من الوافدين مؤخراً من لبنان، إنهم محرومون من العمل وممارسة النشاطات الاجتماعية والدراسة.
ويشرح سامر (23 عاماً) أن تخلفه عن الخدمة الإلزامية منذ أربع سنوات، فرض عليه عزلة شبه تامة، موضحاً أنه حين يصاب بأي مرض يضطر للركوب خلف والده على دراجة نارية والعبور من وراء أحد الحواجز العسكرية القريبة لزيارة الطبيب.
ويشكو عبد الكريم (38 عاما) من المخاطر التي يتعرض لها في أثناء عمله في متجر لبيع المواد الغذائية، حيث يضطر إلى المشي مسافة أطول من المعتاد تلافياً للحاجز القريب من مكان عمله، مضيفاً أنه منشق عن الجيش وأقام في لبنان أكثر من ثماني سنوات، لكن ظروف نزوحه بصحبة عائلته من الجنوب اللبناني، أجبرته على العودة إلى الريف الدمشقي.