نتنياهو خلال جلسة مشحونة: سيطرة إسرائيلية مطلقة على غزة
كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، اليوم الاثنين، نواياه تجاه مستقبل قطاع غزة، معتبراً أنه "ينبغي أن تكون هناك سيطرة أمنية إسرائيلية مطلقة على القطاع، ويجب السيطرة على أماكن معينة مثل محور فيلادلفيا".
وأفاد أنه بحسب التقديرات، فإن نصف الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة أحياء، ونصفهم الآخر ليسوا على قيد الحياة، حسبما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في اللجنة.
وفيما يتعلق بمفاوضات الأسرى المجمدة حالياً، ادعى نتنياهو أنه "لا يوجد مقترح محدد"، وأنه "تعالت أفكار" مختلفة في الأيام الأخيرة، معتبراً أن "الأمر الوحيد الذي تريده حماس هو صفقة تنهي الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، كي تبقى في الحكم"، ومؤكداً أنه "ليس مستعدا للموافقة على هذا الأمر بأي شكل".
وأضاف أنه أصدر تعليمات بتوزيع 5 ملايين دولار على من يزود معلومات حول المخطوفين، معتبراً أن حماس ترى الضغوط في إسرائيل وتعتقد أنها ستحصل على أكثر مما نحن نوافق عليه الآن.
وخلال الجلسة، تطرق نتنياهو إلى قضية تسريبات الملفات السرية التي تورط فيها أحد الناطقين باسمه، قائلاً إن التسريبات ليست محصورة بمكتبه فقط، بل تتم على نطاق واسع من جميع الهيئات الأمنية والسياسة، بعد أن كان ينفي طوال الفترة السابقة تورط موظفي مكتبه في القضية.
جلسة مشحونة
وشهدت الجلسة أجواءً مشحونة وصيحات استهجان من عائلات الأسرى وأعضاء كنيست معارضين، حاول خلالها نتنياهو التملّص من الانتقادات الموجهة إليه بشأن ملف تبادل الأسرى، عبر استشهاده بتصريحات مسؤولين أميركيين تحمّل حماس مسؤولية تعثّر الصفقة، ومدعياً أن حماس ترفض المقترحات المطروحة، ومشيرا إلى أنه عقد الليلة الماضية اجتماعا مطولا في إطار الكابينت، لبحث هذه المسألة.
إلا أن تصريحات نتنياهو أثارت المزيد من غضب الحاضرين، الذين اتهموه بالتقاعس في التعامل مع هذا الملف، كما رفضوا محاولاته الحديث عن حرب الإبادة الجماعية في غزة مستخدماً الاسم الذي يضغط لاعتماده (حرب الانبعاث)، عوضاً عن اسمها الرسمي (السيوف الحديدية).
كما انتقد الحاضرين نتنياهو واتهموه بأنه يحاول تمرير قانون يشرعن تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي حربه العدوانية على قطاع غزة وعلى لبنان؛ الأمر الذي دفع رئيس الكنيست أمير أوحانا، وهو من حزب "ليكود"، إلى طرد عدد من الأعضاء الحاضرين ومن ضمنهم أفراد من عائلات المحتجزين الذين عبروا عن احتجاجاتهم عبر رفع لافتات مناهضة لسياسة الحكومة.
أقارب الرهائن يتظاهرون
وفي سياق متصل، تظاهر أقارب المحتجزين في قطاع غزة أمام منزل نتنياهو، في القدس، الاثنين، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن.
وأشار منظمو المظاهرة في بيان، إلى أن اقتراب فصل الشتاء يجعل هذا الأمر أكثر إلحاحا، معتبرين أن نتنياهو منشغل وفريقه بمحاولة تضليل الرأي العام، في وقت "101 رهينة بصدد مواجهة الموت في ظروف مستحيلة".